السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من هو الارهابي بالعراق/رياض هاني بهار

  يرتبط بذهن الناس صورة الارهابي بصور التطرف الديني والعمليات الانتحارية ، وأنباء قتل الأبرياء بلا ذنب ، فإن تتبع المعنى للكلمة سيرشدنا لا محالة إلى العثور ، على نماذج وأصناف شتى من الناس يعيشون بيننا والبعض بمواقع مرموقة بالحكومة والدولة ويسيرون الامن والاقتصاد ويرتدون البعض منهم الملابس الانيقة ظاهريا ، ويستحقون هذا اللقب عن جدارة ما داموا يشتركون ويساهمون في إنتاج وتصدير أبشع صناعة وهي صناعة الخوف الموت واليأس ، فكل واحد منهم التي تطول اللائحة بهم ويستحيل حصرهم، وهم من الاصناف التي تقتل الروح النبيلة للدور الذي يلعبه الوطنيون ، ويسفك الدماء بالطريقة التي الذي يتحرك فيها، هم بطبيعة الحال إرهابيون تنطبق عليهم معاني الارهاب لغة واصطلاحا. ـ الارهابي الحقيقي هو كل من يتسبب في تدني مستوى معيشة المواطن ، وهو المسؤول عن الاف من الشباب العاطلين عن العمل ، وهو المسؤول عن مئات الاف من الارامل ، وهو المسؤول عن الاهدار اليومي لكرامة المواطن بحجة مكافحة الارهاب . ـ القاضي الذي يميز الناس باحكامه على اساس الطائفة والتزلف للسلطة ما هو إلا إرهابي يرهب الناس بأحكامه حتى وإن كان الذنب خفيفا في الميزان ، ويميت فيهم حياة العدل وحب العدالة ،عندما تتحول المحاكم إلى بورصات للمتاجرة في السياسة. ـ والمحقق الذي يعمل بدهاليز الإدارات الأمنية الذي يبيع ضميره ويعيش على تلفيق التهم الكيدية للأبرياء ، وتزوير المحاضر ضد المظلومين ، والتلذذ بتعذيب الموقوفين، والتصفيق لمن يدفع لهم بسخاء مقابل القيام بدورمهين ، ويتتبعون اخطاء بسيطة يرتكبها المواطن بحسن نية ويتربصون بهم ، والذي يتجاهل الفاعل الحقيقي ويحملها الى مواطنيين لاناقة لهم ولاجمل ويحيلهم للقضاء بانهم مجرمين ، في حين المجرم الحقيقي افلت من العقاب وحسب الدفع. - الارهابي الذي ساهم اوسهل اوشارك بتهريب ( 559 نزيل ارهابي من اصلاح ابا غريب )، والذي ساهم اوشارك اوسعى (بتهريب 80 محكوما بجرائم الارهاب من موقف تسفيرات صلاح الدين) ، من ساهم وشارك وسعى (بتهريب قادة القاعدة من القصور الرئاسية بالبصرة ) ، وتهريب النزلاء المحكومين بالاعدام من سجن العدالة بالكاظمية - الارهابي من سرق قوت الفقراء (بطاقة تموين المساكين ) من استورد (الشاي والزيت ) المنتهية صلاحيته وغرضه ايذاء المواطن بصحته وهرب بها الى لندن ، ومن استورد (معدات امن الدروع وامثالها) للحفاظ على ارواح قوات الامن وثبت بعدم صلاحيتها فهو ارهابي ، من استورد (معدات كشف المتفجرات ) للحفاظ على ارواح المواطنين وتبت انها لاتصلح الا لعبة للاطفال، ، والمسؤول الذي يهرب النفط لتويل حزبه ومجموعته فهو ارهابي. ـ التاجر الذي يستورد البضاعة الفاسدة ، ومستورد الادوية الذي يستورد السموم للاضرار بالصحة العامة فهو ارهابي. ـ الموظف الذي يخون امانته ويفسد ماحوله ويعرقل معاملات المواطن للحصول على رشوة وموظف الرعاية الاجتماعية المكلف بتوزيع الفتات على المسنيين ويسرق قوتهم فهو ارهابي. ـ عالم الدين الذي يصدر فتاوى ويحرض على الطائفية، ويبيح للطغاة ما يقومون به من فساد ، والفقيه الذي لا يرى في الدين إلا حراما وحلالا ووعيدا ، ولايحارب الطغاة الجدد فهو ارهابي. ـ الارهابي من يشرع القوانيين الطائفية التي تشجع على الكراهية وتاجيج الاحقاد بين ابناء الشعب الواحد (كقانون القضاء الشيعي قانون الاحوال الشخصية الجعفري ) ويتجاهل انضمام العراق الى الاتفاقات والمواثيق الدوليه التي تساهم بانضمام العراق الى الحضيرة الدولية ، والمشرع الذي لايفكرالا بقوانيين الامتياز للفئه الحاكمة ( كقانون تقاعدهم) اومن منح رتب (بالكوتره لاشخاص لايستحقونها ) لانضمامهم الى الجوقة الجديدة، الذي لم يعرف ابسط مفاهيم مهنتة المكلف بها. ـ البرلماني الذي لديه المهارة والقدرة بصناعة الكيديات تجاه خصومهم ،اوعندما تختلف مع اشخاص قريبين منه (حبايب ) ، لانهاءهم من الوجود بوصمهم اجتماعيا ، واستثمار الموارد كافة لتصفية من ينطق بالحقيقة فهو ارهابي. ـ الارهابي المفكر والباحث والكاتب والاعلامي الذي يسلط الضوء على الطائفية والمواضيع القذرة ، ولايوظف كلمة ناقدة للسلطة والحاكم الجائر الذي ينتهك حقوق المواطنة ، والمليشيات التي تعيث بالارض فسادا، والرشاوى التي تمنح لبعض للمتواطئين من الإعلاميين، ليظهروا السياسيين الفاشلين كالقادة الأفذاذ على الفضائيات الوطنية والدولية، وعلى صفحات الجرائد، ليتحفوا الجماهير التي ملت وجوههم بتصريحاتهم الرنانة، وخطبهم التافهة. وخلاصة القول ان السياسي والامني والاقتصادي والمشرع المدني والديني ساهموا جميعا بخلق الارهابي البشع ،وان ساستنا الذين قفزوا إلى منصات القرار لاتكف من نشر مناخ إيديولوجي ونفسي اتهامي ، محملا أشرارا خارجيين دائما، ، وتتغافل وتتجاهل الاشرارا الداخليين غالبا ، ان المشكلة تكمن بهما وبطاقمها . [email protected] عمان

2014-03-16