الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أسوأ أيام العرب /بدوي الدقادوسي

 إن التراكمات التي خلفتها الأنظمة الديكتاتورية البائدة أكبر بكثير من أن تزيلها ثورة ؛أو إزاحة أحد هذه الأنظمة ,فالفساد في السياسة والتعليم تحديدا لايزيلهما مجرد التغيير بل يحتاجان لعقود طويلة لمحو ما أفسداه , والحقيقة لو تتبعنا الأنظمة الحاكمة في البلاد التي شهدت مايسمى بالربيع العربي تحديدا سيظن من لايدرك كنه الأمور أن الوضع السابق كان أفضل فعهد حسني مبارك أفضل مما آلت إليه الأمور ولاعجب عندما تتعالى أصوات بهذا الهراء فلم يكن هناك البديل الجاهز ولا الرؤية البعيدة التي تحل محل هذا النظام العميق . وما جاء بعده كان عشوائيا لأقصى درجة فشهدنا تخبطا ومازلنا نشهده وسيستمر لعقد آخر حتى نصل للاستقرار المنشود هذا إذا تكاتفنا جميعا . وأزلنا الخلافات والتطرف والجهل وابتعد العملاء والمأجورون وتوفر الجو الصحي لغرس ديموقراطية حقيقية ولكن هذا ليس مستحيلا بل صعب تحقيقه . والغريب أن كل بلد عربي شهد تغيرا لم يكن حاله بأفضل من غيره ولعل ذلك مرجعه كما أسلفت أن الأنظمة الديكتاتورية عندما تسقط تتمزق الدول لأن هذه الأنظمة كانت توفر استقرارا قائما على الظلم وتكميم الأفواه . وسنبدأ الحديث بالعراق لكونها أول دولة عربية سقط النظام الديكتاتوري بها .وحال العراق وسوريا واليمن أشد صعوبة من حال مصر وتونس على المجمل العموم .فالعراق بين مطرقة تطرف جهلة الشيعة وتشدد مجموعات سنّية، متشددة مدفوعة من دول إقليمية في محاولة منها لتثبيت وجود ونفوذ لها في الاقليم، وتحتشد مليشيات شيعية من وراء رئيس الحكومة المالكي، مزودا بالجيش وامكانات الدولة من سجون وأموال.. مايجري الآن من اجتياحات طائفية ضد مساجد العرب السنّة في الأنبار وديالى والفلوجة، وتكريت وصلاح الدين والموصل ينبئ عن مستقبل طائفي دام لاسيما والجميع من قوى الإقليم إما يغذّي أو يقف حياديا في حرب لن تقف عند حدود الإقليم. في العراق الآن صراع طائفي وقومي، فهو طائفي على مستوى جهلة الشيعة ومتشددي السنّة، وقومي على صعيد العرب الكرد، والنار تزداد اتقادا في كل مكونات البلد ومعالمه، وعلى وقع الحرب المجنونة تتهاوى مساجد ومعابد، وتترنّح دور الحضارة والآثار وتنهب الثروات وتضيع البلد في ظلام دامس. وما يزيد الموقف تأزما أن هذه الحكومة كي تحافظ على وجودها لابد أن تقدم تنازلات لأمريكا على حساب الدولة نفسها وهو حل الجيش وعدم التفكير في تسليحه وإعادته لمجده السالف .ويقدم تنازلات أخرى لإيران ،على حساب السنة من العراقيين حيث يطلق الأفّاكين في المليشيات المتطرفة تقتل وتنتهك الحرمات في المناطق التي يسكنها عراقيون سنّة.ناهيك عن أن هناك قوى إقليمية تزيد النار سعارا، لا تريد للعراق أن يتعافى لأن عراقا قويا سيكون بلا شك قادرا على إعادة ترتيب الإقليم، والوصفة الوحيدة لإبعاد العراق عن دوره هو إشغاله بذاته وتفجير حرب لا قيمة لها ولا وزن، وجعلها هي مصيره الدامي. سيظل العراقيون مشتتي الرأي حتى تجتمع قوتهم الحقيقية في توحيد صفهم الإسلامي المذهبي والقومي ولكي نصل لهذه المرحلة سيدفع العراق من دماء أبنائه وماله ملايتخيله بشر ولن يتم ذلك قبل عشر سنوات . وإلى اللقاء مع وطن عربي أخر قريبا .

2014-03-31