لم يخطر ببال الشهيدة نهى قطامش 44 عاما / مخيم عايدة،في يوم من الأيام، أن اللحظات الأخيرة من حياتها ستكون من أجل إنقاذ ابن شقيقها مالك قطامش 7 أعوام،حيث أنها سمعت صراخ مالك حينما إخترقت نافذة منزلهم بضع قنابل غاز مسيلة للدموع أطلقها جيش الإحتلال المسعور المتمركز بالقرب من المخيّم،جعلت الرؤيا معدومة داخل المنزل،
فما كان منها الا أن قررت الزحف باتّجاه مالك لإنقاذه من الأختناق المحتّم.
ماكان يهدي نهى الى مالك في تلك اللحظات الا صراخة ،نظرا لإنعدام الرؤيا آنذاك في المنزل،حيث أنه كاد يلفظ أنفاسه الأخير بفعل أستنشاقة للغاز المسيل للدموع.
في تلك اللحظة وضع الأب منشفة مبلولة على أنفه وفمه بفعل شدّة تأثير الغازوأتجه صوب صوت مالك ،وما أن وصل للمكان لاحظ يد شقيقته نهى تشير باتجاه مالك المخبئ تحت السرير،فما كان منه إلا أن سحبه خارج الغرفة،وعاد مسرعاً لإنقاذ شقيقته نهى لكن الوقت لم يسعفهما لانها كانت قد فارقت الحياة.
نهى قطامش العاملة الفقيرة التي تعمل لتعيل نفسها وابتها الوحيدة من أجل إكمال دراستها فارقت الحياة،وهي تدافع عن حياة ابن شقيقها مالك بكل ماأوتيت من شغف الحياة،وفضّلت الموت على الحياة من أجل إنقاذ مالك.
نهى قطامش قتلت من جراء أختناقها بالغاز من قبل جيش الإحتلال المسعور
سكّان مخيم عايدة يتنفّسون الغاز ورائحة المياة العادمة يومياً،ونخترق اجسادهم رصاصات "التوتو" المتفجّرة،ويقتلون
اليس ذلك تطهيرا عرقيا وبإمتياز؟
نهى قطامش لم يتبقى لي إلا أن أقول في هذا الزمن الملعون..هكذا يموت الفقراء