الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لماذا لا نتعاقد مع رئيس أجنبي؟

عبد الكريم ياسر

بما إننا نعمل بموضوع الاحتراف وتعاقدت أنديتنا الرياضية واتحاداتنا الرياضية مع عدد كبير من العرب والأجانب، لاعبين ومدربين لماذا لا يتم التعاقد أيضا مع إداري أجنبي محترف لقيادة اتحادنا الكروي؟! لن أقول هذا الكلام باستهزاء لا سمح الله، بل أقولها بحرقة وأسف وألم كبيرين يعصراني حيث إني على علم كما يعلم الجميع إن عددا من العراقيين المهنيين يقودون إدارات شتى بمختلف المجالات وبمختلف بلدان العالم ونجحوا في مهماتهم حتى أصبحوا يشار اليهم بالعرفان، وأسماؤهم باتت كالنجوم المتلألئة في السماء وحروف أسمائهم طرزت بالذهب بحيث بعض البلدان لاسيما الخليجية اصبحت لا تستغني عن العراقي الذي له الفضل الكبير في بناء صرح كبير ببلدهم، والأمثلة في هذا الموضوع كثيرة منها على سبيل المثال ونحصرها فقط في مجال الرياضة، لأن حديثنا رياضي، فالمدرب الكبير الدكتور جمال صالح له صولات وجولات في دولة الإمارات وهو ناشط نشيط وأستاذ في علم التدريب والإدارة.

الأستاذ مؤيد البدري خدم أكثر من نصف قرن في مجال الرياضة وها هو اليوم منذ سنوات عدة يقدم خدماته لأندية واتحاد دولة قطر. كذلك الدكتور عبد القادر زينل هذا الرجل الذي سبق ان أسس الاتحاد العربي الرياضي للشرطة ومن مؤسسي نادي الشرطة العراقي هو الآخر يقدم خدماته اليوم ومنذ مدة طويلة لأندية قطر.


الدكتور باسل عبد المهدي يعد موسوعة في علم الرياضة. نجوم قاريون عراقيون يعملون في اتحادات عربية وآسيوية أمثال الدكتور شامل كامل والكابتن حسين سعيد. شباب كانوا نجوما في سماء الكرة العراقية وما أكثرهم ومنهم من سبق له وعمل في علم التدريب والإدارة ولا مجال لذكر أسمائهم، لأن القائمة طويلة ومع هذا الرياضة العراقية في مأزق بسبب إشكالات الاتحاد العراقي لكرة القدم وملفه الشائك والبحث عن تشكيلة لقيادته، أيعقل هذا؟ ثم إلى متى يبقى العراق يغوص في بحور سوء الإدارة والتخطيط كما حاصل اليوم، اما ناجح حمود أو الملا عبد الخالق مسعود! أين اهل الكرة العراقية لماذا لا يتقدمون لخدمة اللعبة التي اشتهروا من خلالها والبلد الذي يعترفون بأنه له حق عليهم؟ لماذا لا يرشحون لقيادة الاتحاد ويعدّوا ترشيحهم هذا خدمة وطنية؟ كذلك هو الحال في موضوع تدريب المنتخبات.


أما حكيم شاكر وأما فلا ! هو مدرب المنتخب الأول وهو مدرب منتخب الشباب وهو مدرب منتخب الاولمبي! مع جل احترامي له واعترف انه اجتهد وحقق ما لم يحققه من سبقه في التدريب وارفع له القبعة وأنا هنا لست بصدد الحديث عنه والانتقاص من قدراته لا سمح الله، لكني بصدد الحديث عن سوء الإدارة والتخطيط وإلحاق الغبن بمن يستحق قيادة المنتخبات، واقصد هنا ادارة الكرة العراقية التي اصبحت مشكلة المشاكل بحيث وصل الحال من خلال عملها الركيك الى التقاطعات والانشقاقات والتكتلات والتهديدات وبالتالي من الممكن ان يقسم اتحاد الكرة الى مواضيع حزبية ومذهبية وقومية ومناطقية! وكأنه ليس باتحاد كرة قدم، بل إقليم مستقل يطالب بميزانية قدرها 17 بالمائة من ميزانية الدولة !!


نقلا عن جريدة مونديال العراقية

2014-04-25