الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المصالحة الوطنية استحقاق وطني هام فرضته المرحلة الحالية/أحمد يونس شاهين

 يعانى الشعب الفلسطيني منذ سبع سنوات أحبذ وصفها بالسنوات السبع العجاف خيمت عليها كل أشكال المعاناة والسبب هو " الانقسام " ذلك المصطلح الذي أضيف إلى قاموس السياسة الفلسطينية والذي تحملوا مسؤولياته لاسيما أنها لا تقل عن مسئولية الاحتلال الإسرائيلي لما أصاب المجتمع الفلسطيني من حالة الفقر والبطالة وتفشي ثقافة الكراهية حتى دخلت بعض البيوت لاختلاف التوجهات الحزبية مابين أفراد البيت الواحد بل العائلة الواحدة, إن الانقسام خطيئة كبرى ارتكبها طرفي الانقسام بحق الشعب الفلسطيني وقضيته التاريخية ووصمة عار لا تغتفر بغض النظر عن مقياس الخطيئة بين الطرفين. النظام السياسي الفلسطيني لم يكن بمنأى عن الآثار السلبية التي تمخضت عن الانقسام الأسود والذي خلق الذرائع لدي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية بعدم وجود شريك فلسطيني في عملية السلام مما فتح باب الهروب للإسرائيليين من استحقاقات التسوية السلمية فبالتالي كان سبباً لضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المفاوض من النطق باسم الكل الفلسطيني ومن جهة أخرى فقد أجِاز الانقسام للإسرائيليين فرصة التوسع الاستيطاني بالضفة وتهويد القدس بشكل لم يسبق له مثيل منذ عام 1967م ولو توسعنا قليلاً بالحديث عن أضرار الانقسام لوجدنا أنه السبب الرئيس لإضعاف قدرات الشعب الفلسطيني في حكم نفسه بنفسه نتيجة لحالة التفكك وانقطاع حلقات الوصل مابين غزة والضفة وغياب المرجعية الواحدة والموحدة التي كان من شأنها تعديل البوصلة النضالية .

أما على الصعيد الخارجي فقد كان للانقسام الفلسطيني أثرا سلبياً للنضال الفلسطيني فقد أفقد الانقسام هيبة النضال الفلسطيني أمام العالم بعد أن توجه السلاح الفلسطيني للجسد الفلسطيني وخرج من دائرة المقاومة ضد المحتل. إن إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني لمصلحة وطنية عليا فلا غالب ولا مغلوب فيها لما تمثله من ضرورة ملحة لعودة الوحدة الوطنية وتصحيح المسار الفلسطيني في مواجهة تحديات هذه المرحلة الدقيقة والصعبة, فكل الفصائل الفلسطينية تقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة إن مجمل جلسات الحوار التي فاق عددها المئات وآلت إلى توقيع اتفاقات القاهرة والدوحة ولم تنفذ في موعدها المتفق عليه لم تكن كفيلة بإحراز هدفها المرجو بإنهاء الانقسام ولولا التغيرات التي فرضتها هذه المرحلة لما أجبر الطرفان على التوقيع على اتفاق الشاطئ ويعود هذا الى أن كل طرف وجد في ضرورة إنهاء الانقسام مخرجاً من مأزقه فحركة فتح والرئيس أبو مازن وجدوا أن المصالحة مع حركة حماس تمثل ضربة قوية لإسرائيل وأمريكا لإيصال رسالة لهم بأن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية وان حركة حماس كذلك جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ولها ثقلها في النظام السياسي الفلسطيني وهذه رسالة أيضاً لأمريكا وإسرائيل بان الشعب الفلسطيني شعب واحد وان قرار المصالحة مع حركة حماس لهو قرار فلسطيني لا يخضع للابتزاز أو الاملاءات الخارجية, كما أن حركة حماس وجدت في إنهاء الانقسام وسرعة التوقيع على بدء التنفيذ الفعلي لإنهاء الانقسام مخرجاً من عزلتها السياسية ومحاولة لتحسين علاقاتها مع العالم الخارجي وخصوصاً مع مصر بعد أن شهدت علاقتها بها سوءاً لشجبها عزل الرئيس السابق محمد مرسي وأنها جزء من حركة الإخوان المسلمين التي اتخذت مصر قراراً بحظرها. فلعل المتغيرات التي فرضتها هذه المرحلة تكون كفيلة بعودة اللحمة الوطنية لإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني الذي وصل الى أعلى درجات الإحباط والدليل عدم تفاعله بالإيجاب بتوقيع اتفاق الشاطئ .

أحمد يونس شاهين

[email protected]

2014-05-08