الأحد 8/11/1444 هـ الموافق 28/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وداعا/ شعر عبد الكريم عليان

 لماذا تماديتِ في الحزن والخوف والفهم؟؟

لماذا تركت الرياحَ تبني لكِ سجنا..؟

وتعلمتِ أن الوفاءَ جنونٌ قديم، وأسطورةٌ يتلهى بها العابثون!

مهما صنعت ستمضي الأشعةُ نحو الظلام ويبقى الندم غذاءَ الليالي الطويلة، وسمَّ الأماني الجميلة، وكان القليلُ شفاءك.. فها هي روحك تنزف، وفوق عيونك كل اتساع الأفق وحيث أنت بلا أجنحة يدفعك الموجُ للصخر، والصخرُ للموج.. وأنتِ أنت انتظارٌ عقيم !!

أهكذا تماديت في الحزن والخوف والفهم حتى رأيتِ الصغيرَ كبيراً، والكبيرَ صغيرا، ورأيت الصديقَ عدوا.. أهكذا الزمان استحال إلى قشةٍ في مهب الريح؟؟ وأنت تغني، وتبكي.. تقحّمتِ وقاتلت وحدك.. وصرتِ أسيرة الزمان الردئ تترجي الرحيل.. ولم بأتي يوم المجئ.. أبطئ أيها الريح !! أبطئ فلي عندك حاجات ليت حاجاتي تُقضى.. ها هنا عينٌ ترى خاشعة لعودكِ الغضّ أتمنى لو الريحُ غثّت حسنةً ومغنىً وروض.. ها هنا عين تناجي منك إنسانا ونبض.. أبطئ أيها الريح!! لأرى زهوك، وقوامك البضّ وأنتِ تترجي من جيش العطفِ فينا.. أسمعي منه، ولكن حيثما أنت.. إيه حواء !! كم خلف القوامِ الجميلِ مرضّ ؟؟ يحق لك الظن، ولكن نداء الطبع عندك كان أقوى.. تطلبين الحبّ تلو الحبّ كي ينتقص ولا يبقى.. غادتي عفواً ! خفقات فؤادي أصبحت فوضى وتباريح استبدت، وأسىً بنا تربص هجتِ يا حسناءُ غرورا وكيدا.. لا بأس ! خُلق الناس يسلي بعضهم بالهمّ بعض.. اصعدي روحي تسامي في سماء الله ودعي مني صبرا كلما أغفى أبصر ساكن.. صامت لكن، أغواره ترتج رفضا استمري ودعيه للذي أشقى وأبقى، مضت إذا الوجد أمضى وتوارت كرجاء خائب النفس، أنا أدرى إنَّ خفق القلب لا يفرض فرضا فوداعا..

وداعا قبل أن يصبح هذا الحب بغضا..

18 تموز 2012

2013-12-07