اطمئن أيها الحب ؛
لن أطرق بابك الأبيض النفيس بعد اليوم
بأصابعي الهزيلة السوداء ,
ولن ألوّح لك بتحية مساء مغبرة
حين أمر قرب نافذتك النظيفة ..
لن أزعجك بصبّ الماء لي حين أعطش
و لن أصلح كرسيّك المخلوع بصريره المزعج
لن أستعير منك الطحين لأخبز أغنية
ولن أعيرك السكر كي تحلّي سهراتك
و كما تحب تماماً :
سأريحك من نشر غسيلي
الذي ينقّط لوعتَه فوق درابزينك ,
شرط أن تخفض تلفازك
الذي يبث دوماً أغنية " عوّدت عيني على رؤياك " ,
سأعيد لك الجوري الذي لوّنتَ به وجهي
بعد أن ترجع لي أطباق الخزف التي سكبتُ فيها أحلامي ,
و لتنكرني مثلما تشاء ؛
قل لرفاقك أني هرمتُ
أو حتى متُ
و سأخبر معارفي أنك انتقلتَ من الشقة المقابلة
إلى مدينة بعيدة ..بعيدة
و حين نلتقي صدفة أمام بابينا المتلاصقين
فليمشي كلانا وفق الخطة الآمنة التي اتفقنا عليها :
" صباح الخير يا جاري
أنت في حالك
و أنا في حالي " .