(71) شَرِبْنَا وُعُودَ الغُيومِ بِالمَاءِ فاخْتلَّ الرّبيعُ عَقْلِياً !!
و شَاهَدَ الرّاعِي طِفْلاً قدْ أرْهَقتْهُ عَبَراتُ الدّمَاءِ خلْفَ السّواقِي _ يَنْتظرُ الخَبَرْ وَهَجُ الشّمْسِ كَئيبٌ يُسرِّحُ بَصَرَهُ عَلى أدْمغَتِنا يُراعِي فُروقَ الفوَاصِلِ فِي أوْردتِنَا صَاحَ السّحابُ : يَكْفِيكُم النّدى لِيشْربَ التّراب فَلا تَنْتظرُوا الجَوَاب و تَولّى المَطَر . . .
(72) يَا شَاهِدَ العَيَانِ !
خُذْ مِنْ مُقْلَتيَّ تِلْكَ الشَّهَادَةْ . . ازْرَعْهَا فِي عِظَامِ أطْفَالِكَ تَمِيمةً عَلى أسِنّ القِلادَةْ . .
(73) أخْبَارٌ سَارّة تلْكَ التي تُهِيمُ المَقاهِي دُخَانُها هِيَامٌ تَشْربُها الحِجَارَة تَعْتلِي الأيّام ؟!
زَفَرَاتُهَا الأمَانِي فَوْقَ مَرتَعِ صَبِيّة أوْقَدوا الشّمْسَ بِجَسَارة لا للزّحْفِ لِحرْبِ البَلاغَة تُشَاهِدُ في أرْوِقةِ الحُروفِ مَا لا يُطاقُ انْتظارُه . . .
(74) لَيْسَ هُناكَ مَا يَعْنِي أنّ الحَياةَ خَريفٌ يُقارِعُ المَسَاءْ اللّحْظةُ الفَتيّةُ مُؤصَدةٌ بِاللاشُعُورِ لكنّ النّظرَة السّمْحَى انْقيادُ الغَزَالِ نَحْوَ الطّيورِ في لَمْحةٍ عَجْلَى تُغنّيها الوُرودُ مَعَ الزّهُورِ يَا مُذكّراتِ الحَمْقى غِيابُ الشّمْسِ لا يَعْنِي الفَنَاءْ . . .
- من ديوان ( عاصمة العراء ) يصدر قريباً
