الثلاثاء 18/10/1444 هـ الموافق 09/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في ذكرى رحيل الشهيد القائد البطل/ سائد سمير عمر فروانة ابن كتائب شهداء الأقصى كتائب الشهيد احمد أبو الريش/سامي إبراهيم فوده

   "بسم لله الرحمن الرحيم" "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" "صدق الله العظيم" بعد رحلة كفاح طويلة وعمل شاق مع ظروف الحياة بالغربة فقد ولد شهيدنا القائد البطل // سائد سمير عمر فروانة"المكنى أبا يزن" يوم الأربعاء الموافق 18/3/1983م على الأراضي الحجازية "المملكة العربية السعودية" وعاش هناك مع أفراد عائلته المكونة من عشرة إخوة وأخوات بحكم ظروف عمل والده المكافح في هذه الدولة وبعيداً عن أرض الوطن والأهل والأحبة في سبيل توفير لهم حياة كريمة ولقمة العيش...حيث عاد الفتى سائد فروانة مع عائلته الكريمة إلى أرض الوطن بعد غياب طويل حيث كبر وترعرع هذا الفتى في مدينة قطاع غزة بمنطقة الصبرة وتربى في كنف أحضان عائلته الموقرة والتي سادها كل الألفة والمحبة والتعاون والتفاهم وحب الانتماء للأسرة والتمسك بديننا الإسلامي الحنيف والالتزام بالقيم والعادات والتقاليد والأعراف وحب العلم وتراب الوطن وعاش شهيدنا سائد مثل باقي أبناء اللاجئين وذاق ويلات الاحتلال ومرارة علقم الظروف المعيشية الصعبة وقد عمل شهيدنا في جهاز الأمن الوقائي في بداية عام 2006م واستشهد شهيدنا البطل في ساحات الوغى عن عمر يناهز 23 عاماً يوم الخميس الموافق 6/7/2006م... تلقي شهيدنا البطل/ سائد فروانة المرحلة التعليمية في مدينة غزة حيث التحق في المرحلة الابتدائية في مدرسة غزة الابتدائية "المشتركة للاجئين"وانتقل بعدها إلى المرحلة الإعدادية في مدرسة ذكور الزيتون الإعدادية ومن ثم تدرج إلى المرحلة الثانوية العامة في مدرسة فلسطين وبعدها وصل إلى المرحلة الجامعية حيث التحق في جامعة الأزهر في مدينة غزة قسم المحاسبة..... بدأ شهيدنا البطل//سائد فروانة مشوار حياته الوطنية منذ أن كان فتى وهو في ريعان شبابه حيث انضم للإطار الطلابي لحركة فتح (الشبيبة الفتحاوية) وهو طالب في المرحلة الإعدادية وكان عمره في ذلك الحين 13عاما, وكان نشيطاً في هذا المجال وبرز بين أقرانه بحب عمله في هذا المجال وقد تدرج بالعمل الفدائي حتى التحق مع كتائب الشهيد احمد أبو الريش عام 2003م ولم يكن يوماً ما لغيرها وإنهى مشوار حياته في المقاومة والجهاد إلا فيها وكان على علاقة جيدة بالشهيد القائد الأسطورة //عمرو أبو ستة (أبو ماجد) والذي تعرف عليه عام 1995م... وقد تتلمذ شهيدنا البطل// سائد فروانة على أيدي هذا القائد حتى أصبح الساعد الأيمن لقائد كتائب الشهيد احمد أبو الريش في مدينة غزة وكان ممن صعد سلم المجد درجة تلو الأخرى فقد عمل ضمن جهاز الأمن الثوري الخاص بالكتائب وكان على اطلاع بكل كبيرة وصغيرة وعمل بالجهاز الإعلامي وصولاً إلى الكتيبة الطلابية الذي كانت الشرف لها أن يكون أول من وضع لبناتها في جامعة الأزهر برفقة صديقه على سميح عامر الذي استشهد على بواباتها وحتى أصبح فيما بعد المنسق العام لمدارس غزة والمشرف على جميع كتاباتها ونشاطاتها حتى أصبح ممن تعلموا التصنيع العسكري وقام بتصنيع صواريخ صمود ( 1),(2) وصناعة العبوات والقنابل اليدوية وقد انضم إلى وحدة إطلاق الصواريخ في شمال غزة’ ....... كان شهيدنا البطل/ سائد فروانة يتصف بالشجاعة والرجولة والنخوة والإقدام ويتسم بالوسامة وطهارة القلب ونقائه فقد تحلي بالأدب والخلق والأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة والسيرة العطرة فكان حريصاً دائماً على أداء فرائض دينه وتمسكه بالدين الإسلامي الحنيف وكان دائماً مقبلاً على طاعة الله ومواظبته على الصلاة بالمساجد وكان شهيدنا حبوباً ومحبوبً من الجميع وعطوفاً وودوداً وباراً بكل الأحوال بوالديه وبأفراد أسرته وأقاربه وجيرانه ووطنه فكان شهيدنا صاحب ذكاء فطري’وحكمة وبعد النظر ولدية العزيمة والإرادة الصلبة’ فكل من رآه قد توسم فيه الخير والعطاء والتضحية والفداء’ رجل بمعني الكلمة ومحاور جيد مع الآخرين وشديداً في مواقفه الوطنية والأخلاقية فلا يقبل الابتزاز والمساومة عليها’ فقد حمل على أكتافه هموم الوطن ومعاناة أبناء شعبه وكان حريص على تقديم الواجب الوطني والأخلاقي فلم يترك مسيرة جماهيرية أو فعالية وطنية أو جنازة شهيد إلا وقد شارك فيها وكان دائماً جندياً وقائداً في الميادين وساحات المواجهة وفي مقدمة الصفوف الأمامية للتصدي للعدو الصهيوني.. فكان دائماً يزرع في حياته بذور الخير وروح المحبة والتضحية والفداء ليحصد ثمن ثمرة مشوار عطاءه في مواصلة عمله الفدائي’فقد زاد من شعور غضبه وحقده الدفين وكراهيته الشديدة وحبه الجارف للانتقام من العدو الصهيوني بعد قيام قوات الاحتلال باغتيال الشهيد// عمرو أبو ستة ومرافقه الشهيد زكي أبو زرقة بتاريخ 29/7/2004م ومنذ ذلك الحين وشهيدنا يعشق حب الشهادة والاستشهاد,فقد تمنى من الله عزوجل أن يمن عليه بالشهادة فصطفاه الله بان يكون احد الشهداء مع كواكب الشهداء في جنات الفردوس’ فنال هذه الدرجة الرفيعة والتحق بالرفيع الأعلى عن عمر يناهز 23عاماً ليكون شهيدنا شهيداً مع الأنبياء والصديقين والأبرار والشهداء وكان من أقواله المأثورة والتي يرددها دائماً وعلى مسامع الآخرين" خير لك أن تكون قزماً بين العمالقة على أن تكون عملاقاً بين الأقزام" فما أعظم يوم استشهاده هذا البطل المغوار’وما أصعب وأقسى يوم رحيله’ فكان يوم فراقه عن الأهل والأحبة والأصدقاء ضربة قاسية فقدوا فيها رجل من أعز الرجال فقدوا فيها ابناً باراً وصديقاً وأخاً عزيزاً عليهم ... لقد أصر شهيدنا على أن يلتحق بركب الشهداء بمن أحبهم وأحبوه وان يلقى ربه مقبلاً غير مدبراً وفي الصفوف الأولى مع رجال المقاومة البواسل في مقارعة الاحتلال الصهيوني والتصدي لهم في كل مكان وزمان ’ فكان قدره أن تكون مواجهته الميدانية مع العدو الصهيوني في منطقة" بيت لاهيا" رغم أن المنطقة خارج نطاق عمله ولكن لمعرفته بأن مجموعه للكتائب محاصرة هناك توجه على الفور دون تردد ليختلط دمه بدماء الشهداء الأبرار يوم الخميس الموافق 6/7/2006م لينال شهيدنا البطل/ الشهيد سائد فروانة وسام الشهادة قبل أن يتسلم شهادته الجامعية بعدة أيام والتي كان من المفترض أن يتسلمها بتاريخ 12/7/2007م ولكنه كان على موعد مع الشهادة والاستشهاد حيث فضل شهادة الجنة عن شهادة الدنيا ليلتحق بمعلمه الكبير الشهيد القائد// عمرو أبو ستة وأبو عمار ويوسف عمر وإبراهيم عبد الهادي وعبد الرحمن أبو بكره وكل الشهداء ..... فالمجد والخلود لشهيدنا القائد البطل سائد فروانة ..... والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار... والحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا... نم قرير العين أخي "أبا يزن" بجوار ربك مع الشهداء والصديقين... إلى اللقاء يا سائد يا شمس الوطن

أخوكم ابن الفتح البار// سامي إبراهيم فوده ...

[email protected]

2014-07-07