السبت 22/10/1444 هـ الموافق 13/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دمعات ساخنة/عدلة شدّاد خشيبون

أن يموت القاسم …معناه …أن يموت شيء من الحياة في الحياة .
أن يموت عامود من الظّل لمعنى الحياة .
أن يتزعزع جدار وتعصف عاصفة في البنيان .وتحني شجرة الزّيتون ويبكي الصفصاف.
سميح  لم يمت وإن مات فسيحيا من خلال شعره وكلامه وحروف معاناته/معاناتنا 
سميح القاسم ذاك الاسم الذي يتردد على لسان الصّغير والكبير بكلّ معاني الفخر والاعتزاز .وهنا تضيع دائرة الابجديّة …وتتقزّم معاني الرّثاء .
أبا الوطن …
اصطفاك المرض وهدد ابتسامك الوجع، تجرّعت كأس المرّ  وثملت من حدّة الظّلم
ونفثت دخان سيجارتك كم ننفث الوجع من بين جنبات الظّلم .
نم قرير العين ..فعرس في السّماء اليوم وصوت الزّغاريد يصارع صوت بكاء الثّكالى هنا على هذه الأرض .  
نم قرير العين ابا الوطن فمن غير كلامك يأبى الوطن أن يكون كما يجب أن يكون.
سميح مات ….ولم تمت كلماته …فما زالت تدغدغ أنامل الرّضيع وتسرّح شيب الشيخ الوقور الوديع. وتراقص صخور الظّلم وتنحت في صوّان الحقد ليكون التّمثال أجمل …والحكاية أروع .
نم قرير العين ….فيراعك من خشبة زيتون قويّة …ومدادك من سفر معاناة الوطن
سميح أيّها العالي بكلّ المعاني …خبر معاناتك انتشرت كما البخور في المعابد أمّا وقع الخبر فكان صرخات الموتى ……وأنين الثّكالى .
افرحي يا نجوم فاليوم كوكب آخر سيزين السّماء وكأنّك يا آب ختمت بالحبر الآسود على اجتماع الأحبّاء
وابتهج يا ثرى الوطن ..فأبا الوطن هو ثراك اليوم …تختلط ذراته بذّرات رفيق روحه وتوأمها درويشنا الغالي.
وأنت يا درويش  …حان وقتك لتعدّ القهوة كما أحبّها القاسم مرّة الطعم غنية الهيل ثقيلة …تفوح رائحتها على درب الالام
سلام لروحيكما ألف سلام وسلام
وعذرًا إن عزّ التّعبير وتلاشت  مفردات الكلام .
فعلى هذه الآرض ما يستحقّ البكاء ……وفي تلك السّماء ما يستحقّ الحياة

2014-08-20