الخميس 10/6/1446 هـ الموافق 12/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فيلم "عروسة القدس" للمخرجة الفلسطينية ساهرة درباس توثيق للتاريخ الشفوي الفلسطيني بامتياز/يوسف شرقاوي

خلال 75 دقيقة من التوثيق الشفوي،تاخذك المخرجة ساهرة درباس الى القدس "مدينة السلام" تضيئ على حياة المقدسيين،الإجتماعية،والإقتصادية،والسياسية.
فمن خلال قصة الحب مابين العاملة الإجتماعية وعامل المطعم الشاب،والذي يرفض والده في بادئ الأمر تزويجه منها بحجة أن شقيقها من مدمني المخدرات،يظهر للمتلقي انه امام "دراما"حقيقية بعفويتها ابعد ماتكون عن التمثيل المصطنع.
خلال 75 دقيقة تضيء لك المخرجة درباس بصورة "بنورامية" تجعلك تلامس واقع المقدسيين إجتماعياً،واقتصادياً:وسياسياً،من الضائقة الإقتصادية التي تهدد المقدسيين بالهجرة وترك مدينتهم،الى هدم البيوت لاقتلاع المقدسيين ودفعهم خارجاً بسلوك احتلالي يرتقي الى التطهير العرقي الصامت والصاخب في آن واحد،ومنع ترميم بيوتهم او اضافة مايلزمهم من غرف ومرافق لتلافي الإكتظاظ وتكديس العائلة كبيرة العدد في غرفة واحدة،ناهيك عن آفة المخدرات التي اصبحت تقلق حياة المقدسيين لما لهذه الآفة العامل الرئيسي في ارتفاع نسب الجريمة داخل المجتمع المقدسي،وجعل المدينة طاردة لساكنيها.من خلال منع تواصل العائلة الواحدة بحجة ان بعض افرادها لايحملون "هوية" المدينة ولو كانت الزوجة،أي ان القدس يمارس فيها الإحتلال بفظاظة نظام فصل عنصري ليس لأن القدس محاطة "بجدار" فصل عنصري يفصلها عن محيطها،بل لأن سلوك الإحتلال سلوكا عنصريا بامتياز،يهدف الى فرض حقائق وتغيير لواقع المدينة من خلال تهويد قلبها ومحيطها
ولا ابالغ إن قلت ان قوة نصّ سيناريو الفيلم جعل مخرجة متمرسة ،أن تسأل المخرجة درباس "إن كان نصّ سيناريو الفيلم قد تطابق كلياً مع اداء الممثلين سيما ان بعضهم عمل متطوعاّ في التمثيل
على ضوء ماسلف لن ابالغ إن قلت أن المخرجة درباس إن واصلت توثيق.التاريخ الشفوي الفلسطيني بهذه القوة الكتابية ،وهذا الحضور اللافت في التمثيل،سنكون امام تاريخ شفوي فلسطيني موثّق يليق بنا كشعب يستحق الحياة وليكون لنا مكان
تحت الشمس نعيش فوقه بحرية

2014-10-30