الثلاثاء 3/11/1444 هـ الموافق 23/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
زياد ابو عين شهيد الارض والزيتون /مأمون هارون

زياد أبو عين شهيد الارض والزيتون كان يوما رماديا , اختلطت به المشاعر بالصورة , برائحة الشهيد التي تفوح مسكا وياسمسن , كان يوما فلسطينيا تعودنا علية , فيوم الفلسطيني منذ مايقارب السبعين عاما لم يختلف , احتلال واستيطان واعتداءات وهدم للبيوت وقلع للاشجار ثم قتل ودم , وتكتمل صورة اليوم بالمقاومة وبالتحدى ورفض ممارسات الاحتلال بالتظاهر وغرس الزيتون , شجرتنا المباركة ورمز تجذرنا في هذة الارض الطيبة , أرض الأباء والأجداد , أرض النبيين والصالحين , ولان شجرة الزيتون في فلسطين هى الهوية وكلمة السر , فليس على الفلسطيني الا أن يرويها بعرقه ودمعه ودمه . لم يكن زياد أبو عين الا فلسطينيا عاديا , لكنة فلسطينيا حقيقيا , تربى على حب الارض , جبل ترابها بعرقه ودمعه ولم يبخل عليها بدمه , كان نموذجا للفلسطيني العاشق لارضه , جبالها وسهولها , رملها وطينها , زعترها وزيتونها , برتقالها وليمونها , عشبها وحنونها , فمنذ نعومة أظفارة اختار النضال طريقا وسبيلا لحرية وطنه واستعادة كرامته ,عرف معنى التشرد والمطاردة والمنافي والسجون , فكان صلبا عنيدا لم تلن له قناة , فسطر في صفحات تاريخة حروف ستبقى نبراسا لاجيال ستتبع طريقة وتستمر على نهجة . كان يوما حزيننا كأيامنا الفلسطينية , فرحيلك أوجع قلوبنا , وأدمى مأقينا , فمثلك لازلنا في احتياجة , فالاستيطان لازال ينهش كالسرطان في أرضنا , والجدار لازال كأفعى يتلوى بين مدننا وقرانا , وشتلات زيتونك في ترمسعيا لم تزل تنتظر من سيغرسها , تعجلت الرحيل أيها العزيز الذي برغم معرفتنا المتأخرة والقصيرة ألا أنها معرفة ليس لها الا أن تترك ذلك الاثر الذي لايذهب بسهولة ولن يذهب بعد رحيلك الفاجعه , فأنت بوداعتك وطيبتك , وعنادك وتصديك , تستطيع أن تدخل القلوب من أول لقاء , حيث تفتح لك أبوابها مشرعة , وتغلق عليك فلا تغادرها فتبقى داخلها لاتبرحها , مثلك فقط يكون الفلسطيني الحقيقي , ومثلك فقط يكون المناضلون والمدافعون عن حقوقهم وأوطانهم . نم يا أبا طارق قرير العين مع من سبقوك من شهداء الوطن ,فأنتم الاكرم , لك المجد والرحمة والخلود , أما نحن فلنا أن نكمل طريقك , لنا أن نستمر في مقاومة الاستيطان والجدار والاحتلال لتحيق الحلم الفلسطيني, ولنا أن نغرس شتلات زيتونك في ترمسعيا وباقي قرى فلسطين , فذاك عهد علينا وعهد الاحرار دين في رقابهم , لك أن تنام بين رفاقك الشهداء , فهكذا تكون الشهادة فخرا لصاحبها , وهكذا يكون الشهداء, وحقا لنا أن نقول أنك شهيد الارض والزيتون .































مأمون هارون 12122014
















2014-12-12