الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
زياد ابو عين شعلة تبحث عن الحرية/ بسام زكارنه


الظلم والمعاناة التي يعيشها شعبنا خٓلقت اجيال من الاحرار والثوار، كانت ولا زالت نموذجا وطنيا وهاديا لكل من يسعى للخلاص والحرية .
زياد ابو عين  ،، من الاحرار والثوار الذين كتبوا هذا النموذج الثوري بالدم  ، وكانت مراحل نضاله محطات يقف عندها العالم وليس شعبنا فقط ، بداية  عندما قامت واشنطن بتسليمه للاحتلال عام 1977 كونه ثائر يسعى لتحرير وطنه ، فقد حرك العالم لصالح قضيتنا، صدرت بشأنه عدة قرارات اممية من مجلس الامن ،  حكمته اسرائيل بالإعدام ، ثار احرار العالم لاجله وناصروا شعبنا ، الاحتلال  تراجع عن الحكم  امام ضغوط شعبية ودولية  ، وأنتهاءً  بالاستشهاد الذي اظهر من خلاله وجه الاحتلال الحقيقي وعلى الهواء مباشرة وبكلماته التي خرجت بعفويته وصدقه المعهود ، ملخصا قضية شعبه بجمل قوية ومعبرة ،  صارخا : هذا الاحتلال السادي الذي يقتلنا ونحن نزرع شجر السلام بسلام ،  وشارحا جريمة اغتياله وقال  : جندي احتلالي نازي ضربني بمقتل على الرأس والقلب  ، ووضع يده مكان الاصابه ورحل شامخا ، ترنوا عيناه كما شفتاه نحو الأرض وقدسيتها ،، رحل زياد وهو يعزف لنا آخر سطر باللحن الأول  لعهود الشهداء ، ليقول  لشعبه خذوا وصيتي من ابنتي محار ، واكتمل المشهد بكاميرات الاعلام لكي يبقى ابو طارق يلاحق المحتل بعد رحيل جسده الطاهر .

رّسخ زياد لنا مقولة (انه من السهل نقل الانسان من وطنه ،  ولكن من الصعب نقل وطنه منه )  حيث حمله عندما كان خارج الوطن وسُلم  قسراً ،  واستمر يحمله داخل المعتقل أسيرا صلبا مؤمنا يعبيء اخوانه ورفاقه ، وواصل ذلك بعد الافراج عنه وظل ينتقل من شارع الى شارع ومن قرية الى اخرى  مع شعبه مناضلا لم يضعف ولم يتأخر لحظة عن اداء الواجب ، بقي في المقدمة عندما كان مواطنا وبعد ان اصبح وزيرا، حافظ  على العهد يصرخ بوجه المحتل  وكانه  يقول  : خير لنا ان نموت واقفين شامخين ندافع عن ارضنا من ان نستكين او نضعف ولن نقبل الموت راكعين بل مواجهين رافعي الرأس.

الثائر المعلم ابو طارق نموذج العطاء  في كل الميادين قبل ان  يغادر منزله ليتوجه  لساحة الشهادة تقدمت ابنته محار وطلبت رسوم المدرسة  ....اعطاها قسطها .... وقال لها خذي هذا المبلغ  الاخر وسلميه  للمديرة رسوم  عن الطلاب الفقراء ، نفذت  الوصية  محار قبل استشهاده.... اخبرنا زياد  ان العطاء  لا يقتصر على باروده الثائر التي حملها مسبقا بل ريشة رسّام  وصوت مغني  وعرق مزارع .... انه يرسخ  بأحرف من نور  ان الثورة غير قابل للهزيمة ، ومكرساً ذلك بما علمه لأولاده  لنشاهد ما طلبته ابنته محار من شعبها ورئيسها  : ان ازرعوا شجرة الزيتون التي ارتقى من اجلها والدي شهيدا ولم تطلب طلبا شخصيا او خاصا بل همها ان تستكمل المشوار ودرب الشهيد.

لقد كان مشهد روحك وهي ترتقي إلى بارئها  وفي بث حي ومباشر  أقوى من هدير طائراتهم  وصوت مدافعهم   ، شاهدك الملايين من البشر وسيشهدوا على ابتسامتك التي رسمها الله على ثغرك  لتقول  لكل من يهمهم الأمر  غادرتكم وغادرت بطشكم واجرامكم  إلى راحة الحرية الحقيقة والاستقلال.

اعلم ايها الحاضر الغائب ابو عين ان الشهداء لا يغيبون وانت تعلم سيدي الشهيد  ان الدموع لا تسترد شهيدا او غائباً ، لذلك اقول لك وانت معنا دائما :  بأنك لم تحرضني وحدي  بسلوكك وثوريتك  ، بل اؤمن انك ستحرض اهل القبور وتجعلها ثورة تحت التراب  ، فشهادتك  ميلاد جديد لثورة ستنتصر ،  قادتها كما انت   ،  قضوا شهداء  وهم في  المقدمة ،  ضاعفت ايماننا ان دماء الشهداء ترسم حدود الوطن فقد كنت لنا شعلة ستستمر للبحث عن الحرية .


2014-12-26