الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بريطانيا.. أزمة مستمرة مع "خلية ليستر"

ما زالت أزمة بريطانيا مع "خلية ليستر" التي "تجند وتدعم إرهابيين في بريطانيا ودول أخرى" مستمرة، خاصة مع تصاعد الأصوات المطالبة بتشديد القوانين الخاصة بالإرهاب وترحيل الجزائري الأصل بغداد مزيان، المرتبط بهجوم شارلي إيبدو في باريس، بعد أن فشلت السلطات بترحيله كونه لجأ إلى قوانين حقوق الإنسان للبقاء في بريطانيا.

ويرتبط مزيان بجميل بيغال المدان أيضا بتهمة الإرهاب، والذي تولى "إرشاد" وتجنيد اثنين من المسلحين الذين شنوا هجوم شارلي إيبدو وهجوما آخر على متجر يهودي بباريس، مما أدى إلى مقتل 17 شخصا، وفق ما ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية.

وعاش مزيان وبيغال على مقربة من بعضهما في ليستر بالمملكة المتحدة، وقام مزيان بتوفير جواز سفر مزور ليساعد صديقه على السفر إلى أفغانستان والالتحاق بمعسكر تدريب لتنظيم القاعدة.

ولدى القبض على بيغال في مطار دبي عام 2001، اعترف الأخير بتخطيطه لتفجير مقر السفارة الأميركية في باريس، مما أدى إلى حبسه في فرنسا، إلى جانب مزيان وجزائري آخر يدعى إبراهيم بن مرزوقة.

وحكم على مزيان وبن مرزوقة بالسجن 11 عاما في بريطانيا عام 2003 بتهم تمويل الإرهاب وتزييف جوازات سفر.

وفي عام 2009، خرج مزيان وبن مرزوقة من السجن بكفالة، ونجحت السلطات في ترحيل بن مرزوقة إلى الجزائر، لكنها فشلت بترحيل مزيان الذي اعتمد في دفاعه على حقوق الإنسان التي تضمن "حقه في الحصول على حياة عائلية"، وقال إنه "قد يتعرض للتعذيب في حال تم إرساله إلى وطنه الأم الجزائر".

ويعود ارتباط مزيان بهجوم شارلي إيبدو إلى علاقته ببيغال، الذي كان قد نجح في "تجنيد" أميدي (حمدي) كوليبالي الذي قتل 4 رهائن في الهجوم على متجر يهودي في باريس، بالإضافة إلى شرطية، وذلك خلال الفترة التي أمضياها سويا في سجن فلوري-ميروغيس خارج باريس.

يشار إلى أن كوليبالي هو زوج حياة بو مدين التي تعتقد الأجهزة الأمنية الفرنسية أنها أحد عناصر مجموعة إرهابية كبيرة.

كما أثر بيغال بشكل كبير على شريف كواشي، الذي كان في السجن نفسه، وهو أحد الأخوين اللذان شنا هجوما على مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس وقتلا 4 من رساميها.

وتحقق الشرطة الفرنسية في احتمال أن يكون هناك مسلح رابع متورط بالهجومين اللذين وقعا في باريس، نظرا لأن المسدس الذي عثر عليه مع سعيد كواشي، الذي قتل مع المهاجمين الآخرين على يد قوات الأمن الفرنسية، يحمل بصمة جينية "دي إن إيه" لا تعود لأي من المهاجمين.

وفي هذا الشأن، تعالت الدعوات المطالبة الحكومة البريطانية بتشديد القوانين المتعلقة بالإرهاب، وتحديد ما تشمله قوانين "حقوق الإنسان" بدقة بما لا يتعارض مع أمن المواطن البريطاني.

وكتب الرئيس السابق للمخابرات الداخلية البريطانية، اللورد جونثان إيفانز في صحيفة "صنداي تلغراف": "إن قوانين مكافحة الإرهاب في بريطانيا لم تعد تفي بالغرض".

وأضاف: "أصبح من الصعب الآن على الاستخبارات وأجهزة الأمن أن تعرف ما الذي يخطط له الإرهابيون لأنهم يستخدمون الإنترنت وتطبيقات البرامج الذكية"، مطالبا بمنح وكالات الاستخبارات القدرة على مراقبة بعض التطبيقات مثل واتس آب وسناب تشات، ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.

كما تعالت الأصوات المطالبة بترحيل مزيان "بأسرع وقت ممكن" نم البلاد لضمان أمن المواطنين البريطانيين.

2015-01-18