الأربعاء 19/10/1444 هـ الموافق 10/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وثيقة خطة ضرب سوريا !! / بقلم:محمد عزت الشريف

 بين يدي الآن وثيقة بتاريخ 27 ديسمبر 2004 ميلادية تتحدث عن سيناريو أمريكي لغزو سوريا كانت الخطة في ذلك التاريخ على مكتب بوش الصغير بعد أن وضع تفاصيلها مخططو حرب العراق وكان الهدف الذي جاء بالوثيقة هو إخضاع النظام الإقليمي في الشرق الأوسط بكامله ـ بما فيه سوريا بعد العراق ـ للسيطرة الأمريكية. كانت خطوط الخطة العريضة تتحدث عن سلسلة من الخطوات تنتهي بعمل عسكري ضد نظام بشار الأسد الممانع وذلك بعد الإنتهاء من إستكمال إجراءات الإتصالات اللازمة مع عناصر المعارضة السورية، وكذلك إستكمال الدراسات والتقارير الخاصة بالقدرات العسكرية السورية . كانت الخطة قبل ثمان سنوات تتحدث عن ضغط دولي أمريكي غربي على النظام السوري بحجج: 1 ـ الإنسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان . 2 ـ الإعلان السوري الواضح والصريح عن عدم حيازة أي نوع من أسلحة الدمار الشامل . 3 ـ تخلي سوريا عن كل أشكال دعم كافة المنظمات الإرهابية (كحركة حماس وكل حركات المقاومة العربية). 4 ـ انضمام سوريا إلى عملية السلام في الشرق الأوسط بلا شروط أو ضمانات . وإن تخلفت سوريا عن تنفيذ أيّ من تلك البنود فما على أميريكا إلا اللجوء إلى مجلس الأمن لتحذير سوريا من أجل التوقف عن كل أشكال وصور دعم الإرهاب .. والخطوة التالية : يصدر قرار من مجلس الأمن يفيد بأن سوريا لا تتعاون بالقدر الكافي مع المجتمع الدولي، من خلال عدم التنفيذ الكامل لقرارات المجلس. وعند ذلك تكون سوريا مطالبة بأن تقوم بعملين : الأول: فتح أراضيها لبعثات أممية للتفتيش على أسلحة الدمار الشامل المزعومة. الثاني: أن تعلن سوريا عن ترحيل كل فصائل وتيارات المقاومة الفلسطينية ( الإرهابية على حدّ تعبير الغرب) وبعد شهور من ذلك تقوم الإدارة الأمريكية بتقديم إقتراح بقرار جديد إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات إقتصادية على سوريا بهدف التضييق على معيشة المواطن السوري لتهيئة الرأي العام السوري لقبول وجاهة ـ بل وضرورة ـ فكرة الخلاص من النظام الوطني في البلاد . وبالتزامن مع ذلك تكون أميريكا قد أدخلت إلى قاموس اللعبة مصطلحات من مثل (الطائفية ، والعلوية، و حماية الشعب من بطش بشار ، وضرورة عودة السوريين لحكم أنفسهم بأنفسهم .) خطة الحرب على سوريا • تبدأ بقصف المنشآت العسكرية السورية وبخاصة منصات إطلاق الصواريخ وذلك لتأمين المرور الآمن لطائرات العدوان الأمريكي على كامل الأراضي السورية. • ومن ثمَّ البدء بإحتلال مدينة استراتيجية في شرق سوريا على غرار مدينة الفاو العراقية كمدينة \" البوكمال \" وعدة قرى مجاورة لتأمين الأنشطة العسكرية الأمريكية . أخطر ما جاء بالمذكرة\"الوثيقة\" أن العملية العسكرية ضد سوريا ربما لا يكون هدفها بالضرورة إسقاط نظام بشار الأسد ولكن ، قد يكون من الأجدى والأنفع بقاء نظام الحكم في السلطة ولكن ضعيفا ومسالما ، وراضخاً، منبطحاً هذه المرة؛ ومبادراً بطرد كل قوى المقاومة من على أرضه ، فيما تقوم العسكرية الأمريكية ـ بنفسها ـ بمهمة إعتقال وتصفية القيادات البعثية العراقية التي تتخذ من الأراضي السورية موطناً لها. اليوم وبعد مرور 8 سنوات على تحرير تلك الوثيقة ننظر ما تم تطبيقه منها تطبيق أمين بلا شك حتى هذه المرحلة من الإستهداف الغربي الإستعماري لهذا البلد القومي اليعربي الممانع والمساند لكل قوى المقاومة في الوطن العربي؛ لولا وقوف روسيا والصين كحجري عثرة في وجه هذا الإستهداف وذلك المخطط الإستعماري الإستعباطي الخبيث !! والأدهى هنا .. أن سوريا كانت قد استجابت بالفعل ومنذ ذلك التاريخ لطلب القوى الدولية بالإنسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية . كما أظهرت كل الدراسات والتحريات أن سوريا لا تمتلك أي أسلحة نووية أو ذات تأثير تدميري شامل !! ولكن .. يبدو أنه مَن لا يموت بحجة إمتلاك أسلحة دمار شامل ؛ مات بغيرها من حجج .. والطغاة دائما .. وأبداً .. لا يعدمون الحجج .. !! ***

2012-08-09