الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
معاريف: دحلان المرشح السياسي الأقوى في الانتخابات الرئاسية المقبلة


رام الله-الوسط اليوم-وكالات:كشفت صحيفة «معاريف» العبرية عن حقيقة الأموال التي توزعها السيدة جليلة، زوجة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، النائب محمد دحلان، في قطاع غزة على المحتاجين، مؤكدة أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال هو تبرعات تصل إلى دحلان من دول الخليج التي تثق فيه كوسيط لإيصالها لأهل القطاع.

وأشارت الكاتبة الإسرائيلية، سارة ليفوفيتش دار، في مقالها تحت عنوان «الآن أنا» إلى تصريحات دحلان قبل عدة أسابيع لـ«نيوزويك»، حين قال إنه يريد الترشح للانتخابات القادمة في السلطة الفلسطينية، وألمحت زوجه إلى أمور مشابهة في الصحافة العربية، فضلاً عن «الفايننشال تايمز» البريطانية التي وصفت بإسهاب حملة دحلان.

ويرى إسرائيليون أن دحلان هو «المرشح السياسي الأقوى» في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة، كما يراه المحامي جلعاد شير الذي اشترك في المفاوضات مع الفلسطينيين، في أثناء حكم إيهود باراك، ويعرف دحلان جيدا "أنه المرشح الأقوى اليوم، وتؤيده الكثير من الأنظم"

وتقدم جليلة دحلان خدمات إنسانية في قطاع غزة، وتوزع مبالغ من الأموال على المحتاجين وعائلات المصابين والشهداء من العدوان الأخير على القطاع، بالإضافة إلى منح دراسية للطلاب والعاطلين في غزة.

ووصفت الكاتبة الإسرائيلية زوجة دحلان بأنها «أم المساكين» كما يطلق عليها البعض، مشيرة إلى أن الصحافة العربية يرون أنها السيدة الأولى.

وعلى الرغم من علاقاته في إسرائيل في مجال مباحثات السلام، إلا أن لديه عداوات كثيرة، ففي" انتخابات 1996 وصف دحلان بنيامين نتنياهو بـالمراوغ الذي لا يريد عملية السلام"

كما وصف دحلان شاؤول موفاز بـ«مجرم الحرب»، إلى جانب احتقاره إريئيل شارون، واصفًا إياه بـ«القاتل»، وملمحا إلى أن شارون كان يريد قتله..

من ناحية أخرى، نقلت الكاتبة ما قاله عنه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، حين وصفه بأنه: «زعيم جيد ومتين»، ابتكر خطة سلام مع طوني بلير.

وقالت الكاتبة الإسرائيلية في مقالها إن دحلان يؤازر أهل غزة ليس بمشاعره فقط ولكن بأمواله أيضًا، فهو يوزع الأموال في الضفة وغزة، والتي جزء منها عبارة عن تبرعات تصل إليه من دول الخليج.

وأشارت الكاتبة إلى أن ثروة دحلان تعود إلى عمله السايق في الأراضي الفلسطينية، كما أنه كان في السنوات الأخيرة، المستشار لولي عهد أبو ظبي الأمير محمد بن زايد، ومستشارا اقتصاديا لشركات مختلفة في أوروبا والعالم العربي.

كما أشارت "دار" إلى علاقات دحلان المتشعبة في الدول العربية، وعلى رأسها علاقته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أقنعه بفتح معبر رفح لعدة أيام، لتمكين حركة الناس والبضائع، بالإضافة إلى علاقاته الجيدة مع قادة حركة «حماس» وعلى رأسهم إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق.

وعن رأي الجانب الإسرائيلي فيه، صرح شبتاي شبيت الذي كان رئيسا للموساد قائلاً: "من الصعب معرفة ما سيكون حالنا أمام دحلان إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية، لا أرفض المفاوضات معه، رغم أنها ذات احتمالية ضعيفة".

أما المحامي شير فوصف دحلان بأنه «أحد رجال المفاوضات البارزين»، الذي يعرف المجتمع الإسرائيلي وثقافته وسياسته جيدًا، مضيفًا أنه "مفاوض ملفت، لديه استيعاب سريع، ويتكلم بشكل قاطع، ورغم أن لغته العبرية جيدة، فإنه يتحدث بالعربية عندما يريد الدقة." 
وتابع: "في المفاوضات حول الحل النهائي كان عنصرا معتدلا ودفع باتجاه حلول وسط من الجانب الفلسطيني من أجل التوصل لاتفاق، وكان تأثيره على الوفد الفلسطيني إيجابيا ومحفزا"

وعند سؤاله عن المقارنة بين التفاوض مع دحلان بالمقارنة مع عباس، أجاب المحامي شير بأنه «من الصعب عزل السؤال عن المحيط، هذا مرتبط بموازين القوى، بالأوروبيين، والأمريكيين، وإسرائيل والسعودية، ومصر. كل مرشح بعد أبو مازن يسير باتجاه دولتين لشعبين هو مرشح جدير للمفاوضات".

وذكرت الكاتبة الإسرائيلية أن دحلان اشترك بمعظم مؤتمرات السلام المهمة، وكان في الوفد الفلسطيني في كامب ديفيد ومفاوضات طابا، كما اشترك في مفاوضات الحل الدائم عام 1999 و2000

أما ممثل المستوطنين، يوسي الفر الذي كان رئيس لجنة اليهود الأمريكيين، فقد وصف دحلان بأنه «شخصية محببة، بالمقارنة مع جبريل الرجوب الذي كان مخيف المظهر".



وأشارت الكاتبة الإسرائيلية إلى أن دحلان كان مقربا من محمد ضيف، وكان مسؤولا عن عمليات أكثر من مرة في محادثات السلام، وفي كتابه «طريق طويلة قصيرة»، كتب وزير الدفاع موشيه يعلون أنه خلال خمسة أشهر عام 2000 قام رجال دحلان بتنفيذ خمسة عمليات في قطاع غزة.

وكتب إينديك في كتابه: "عندما اتفق أمنون ليبكين شاحك وعرفات بأن يأمر عرفات على وقف إطلاق النار من بيت لحم باتجاه حي جيلو في القدس، وتسمح إسرائيل بعبور البضائع إلى غزة، حدثت عملية في باص إسرائيلي في قطاع غزة، وقتل اثنان من الإسرائيليين، وأصيب تسعة، وكرد على ذلك أمر باراك قصف أهداف في غزة، نفى عرفات أي صلة بالعملية، واتهم مجموعة لفتح في دمشق"

الإسرائيليون و«سي.أي.إيه» أكدوا أن الأمن الوقائي لدحلان في غزة كان مسؤولا عن العملية، وخلال عدة أيام استؤنف إطلاق النار من بيت لحم باتجاه جيلو.

من جهته، وصف دورون الموغ، قائد المنطقة الجنوبية السابق، النائب محمد دحلان بأنه "شخص براغماتي، تحدث إلينا وجها لوجه حول أهداف مشتركة، ومع ذلك يجب ألا ننسى أنه كان شريكا بأعمال ضد إسرائيل. في مقره تم إنتاج صواريخ قسام الأولى والمتفجرات ضد إسرائيل"

وتابع: «كانت علاقته معنا غير مستقرة، من جهة التقى وتحدث ومن جهة ثانية سمح لحماس بعمل العبوات وصواريخ القسام.

أما رئيس الشاباك السابق، آفي ديختر، فقد قال عن دحلان أنه "كان شريكا لعمليات السلام، لكنه لم يمنع العمل المسلح، إنه ليس حاخاما يركض وراء السلام، هذا الشخص عمل بالإرهاب، ولم ينظر إلينا نظرة إيجابية، يمكن العمل معه، ولكن لا يمكن القول إن مساهمته كانت مهمة لأمن إسرائيل".

دحلان البالغ من العمر 54 عاما، ولد في المخيم الفلسطيني خانيونس في قطاع غزة، واصل عائلته من قرية حمامة بين أسدود وعسقلان.

كان دحلان معتقلا في السجون الإسرائيلية في منتصف الثمانينيات. ثم صار بعد ذلك مع قيادة فتح، وعلى رأسها ياسر عرفات، وكان رئيس الأمن الوقائي في غزة والمستشار الأمني لعرفات، ووزير الأمن الداخلي في حكومة أبو مازن.

علاقاته مع أبو مازن متوترة إلى حد كبير، وكان في الآونة الأخيرة قد صرح بأن الرئيس الفلسطيني ينوي نقل السلطة إلى أحد أبنائه، وقد قدم دحلان دعوى إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي قبل عامين بهذا المضمون.

وفي كانون الثاني الماضي، أعلن دحلان إقامة جبهة معارضة لأبو مازن، بسبب فشل الأخير بالإعلان عن دولة فلسطينية في الأمم المتحدة، وقد تظاهر مؤيدوه قبل أربعة أشهر ضد أبو مازن في الضفة".

وعودة إلى مجال السباق الرئاسية، كتب أوهاد حيمو أن أبو علاء رئيس الحكومة الأسبق والاقتصادي محمد اشتيه، ومروان البرغوثي، ورئيس الحكومة السابقة سلام فياض، وماجد فرج رئيس المخابرات العامة في الضفة، سوف يتنافسون أيضا على الرئاسة..

ويقول الصحفي الفلسطيني، زياد أبو زياد، إن ما يهمنا هو ما سيكون جيد لنا نحن الفلسطينيين، ونحن نريد أن ينتخب الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية بانتخابات ديمقراطية، ليس دحلان ما يهمني وإنما السؤال إذا كان سيجيء على دبابة أو عن طريق صناديق الاقتراع، أنا أريد أن يأتي عن طريق صناديق الاقتراع.

 

2015-05-03