حين تسترق الكلمة ومعانيها شغاف القلوب ... حين تملك وقعًا لا يذوب في دروبٍ شائكة ... في وطن لا ينسى البحث عن انطلاقة نحو السعادة لا ينسى البحث عن حكمة تُبعد وجع الحياة ... وجع الضيق والتضييق ... عندها تتلاشى العتمة الموغلة في الجراح ... في الصباح في ينابيع دافقة ... في الفصول الآتية كلّما تعب الانتظار.
وحين يصل اليك على حين غرّة كتاب ألق ككتاب "إبداعات وشخصيات" الذي جاء تتمة لكتاب "الصدى – مئة قصة وقصة" وكتاب "مورد الأمثال" وكتاب "101 تعابير ومصطلحات" ... هذا الكتاب الباقة من أجمل الأقوال المأثورة ونبذٌ عن سِيَر قائليها ... أجانب وعرب، قدماء ومعاصرين ... تستطيع عندها أن تكون مفعمًا بالمعرفة شاربًا من نبعٍ دَفِقٍ ... ومنهل للعيون العطشى للكلام الطيب التي ترى بعض الأقوال ملاذًا وسلام الروح وأداةً للتفاعل والتعاطي مع الحياة ...
قرأته دون تردد لما فيه من خفّة البيان التي تصل عبر أقصر المسافات الى النفس والعقل ...ويخاطبه ...أقوال كبذور طيبة في أرض خصبة ... إلّا أنّ بعض الأقوال تؤرّق شعورك الهاديء وتجعلك في حيرة وأيضًا مدركًا أننا بشر، طبيعتنا كالقمر لها الجانب المُشرق والجانب المُعتم، فينا الخير والشر وما علينا سوى أن نعزّز الخير في منابته لينتشر الى كل العالم ...والكاتب المهندس جريس عوّاد الذي أكّن له تقديرًا واحترامًا كبيرين والذي أَحبَّه القُرّاء، أبدع في انتقاءِ الأقوال بحكمة وسلاسة ...
يقول الشاعر العزيز محمود درويش: "نُحبّ الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا وننفخ في الناي لون البعيد البعيد ونرسم فوق تراب الممّر صهيلا ... نكتب أسماءنا حجرًا حجرًا، أيها البرق أوضح لنا الليل، أوضح قليلا" حقًّا الكاتب المهندس جريس عوّاد يكتب بشغفِ فنانٍ وعاشقٍ للعطاء، بشغفِ مثقفٍ لا يهدأ... يرسم الفكرة بقُدرة مهندس بارع في وصف التفاصيل والزوايا مسهبًا الى الأقوال ... أقوال قيّمة وسامية ... تبني معك نسيج من السقوف الآمنة تلهمك كسماء صافية مليئة بالنجوم والكواكب التي تومض ليلا لتكتب شعرًا أو نثرًا أو لترسم لوحة وتغنّي ...
هذا الكتاب يُشعرك أنه مشروع ثقافي إنساني يبّث صداه في هذا الفراغ المقيت، ويحّث الجيل الجديد على التنقيب عن الفلسفة وتطورها على مرّ العصور ... على التنقيب عن العلم والأدب وما يُثري الأحلام بعيدة الأفق، شكرًا أيها الصديق العزيز الكاتب جريس عوّاد لعطائك اللا متناهي ولإبداعك ومجهودك المتفاني وحبّك لشعبك ولوطنك حقًّا كما وضحّت بقول أننا نستطيع
أن نفعل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر ... نُحّبك انسانًا طيبًا قبل كل شيء ...
دمتَ مُبدعًا ومنقّبًا في مجال الفكر ودام قلمك نابضًا صادقًا وواضحًا.
والى المزيد من الابداع والكتابة.
شكرًا من عميق القلب ...