الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الطريق إلى الوطن :: 'ولي رأي' - خلل من الجانب المصري ...الإعلامي زهدي إبراهيم الشيخ عيد

  خلل من الجانب المصري كلمة اعتدنا سماعها في الشوارع والأزقة والميادين فمدينة رفح التي يغذيها التيار الكهربائي الواصل من الشقيقة مصر تعيش هذه الأيام أحلك الظروف فالكهرباء أوشكت أن تصبح من الأشياء المنقرضة التي نسمع عنها ولم يعد لها وجود فعلي فمدينة رفح مثل فصيلة الدم O " سالب " تُعطي الجميع ولكنها لا تأخذ من أحد بعد الأزمة التي تعصف بها دون محافظات القطاع وان كانت جميع المحافظات تعاني أيضا . يسخر النشطاء من الشباب العرب معلقين على تقرير لمنظمة "كريبتوم" Cryptome "وهي مكتبة رقمية أميركية مستقلة للمستندات السرية " حول قيام وكالة الاستخبارات الأميركية CIA بالتجسس على 1.9 مليار اتصال هاتفي من الدول العربية بل و حلفائها حسب تسريبات، إدوارد سنودن، المتعاقد السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية NSA لصحيفة الجارديان وتتمثل سخرية الشباب العرب بأن أكثر الاتصالات من قطر عربي شقيق كان مضمونها " جيب معك خبز وأنت جاي " , وهنا أقول بصراحة ساخرة جدا لو أن التنصت شمل قطاع غزة لكان مضمون الاتصالات كافة " اجت الكهربا وألا لسه ؟ ! , في عندكم كهربا ؟! , كم ساعة صار دور الكهربا ؟! " للأسف بعد الانقسام المقيت وتقزيم قضيتنا الوطنية لتصبح الكهرباء وأخواتها أسمى أمانينا أوصلنا بعض الجهلاء إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ تساوقا مع مخططات الاحتلال فأصبحنا نقول رفح و غزة وسط شائعات متلاحقة تعصف بوحدتنا الداخلية في قطاعنا المحاصر فمن المستفيد من هذه العنصرية البغيضة ؟؟؟ كل الدول التي تحترم مواطنيها تحاسب المسئولين عن تعطيل مصالح الشعب وها هي تركيا التي هتفنا ومازلنا نهتف باسمها " شكرا تركيا " التي وعدتنا بمحطة عائمة لتوليد الكهرباء والتي مازلنا ننتظرها بفارغ الصبر وربما سننتظر طويلا تُعلن على لسان وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن رئيس شركة توزيع الطاقة الكهربائية (تياس) استقال متحملا المسؤولية عن انقطاع الكهرباء على نطاق واسع كان بسبب أخطاء في الإدارة حيث تسبب هذا الخطأ بتضرر نحو 70 مليون شخص من الانقطاع الذي أدى إلى وقف شبكات النقل وإغلاق مكاتب لعدة ساعات بما في ذلك بالعاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول أكبر مدن تركيا ولم يقف الأمر عند استقالة رئيس الشركة كمال يلدر فقط بل تم إيقاف اثنين من رؤساء الإدارات في الشركة أيضا عن العمل . لم تقتصر إقالة المسئولين عن الإضرار بمصالح المواطنين على الدول الغربية فقط كما يقول البعض بل إن دولا عربية أيضا قامت بإقالة مثل هؤلاء العابثين بمقدرات الأوطان وهنا تأتي استقالة الوزير الكويتي عبد العزيز الإبراهيم، وزير الكهرباء والماء بسبب أزمة انقطاع الكهرباء التي تعرضت لها الكويت مؤخرا بعد خروج إحدى محطات الكهرباء عن الخدمة والتي لم يقدم الوزير شرحًا أو سببًا كافيًا للأزمة وأرجع الأزمة فقط إلى عطل فني في محطة للكهرباء وهو ما أثار ردود فعل عنيفة من قبل المتابعين والمواطنين الكويتيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث دعا مجلس النواب الوزير للرد على أسئلة في البرلمان حيث تم تشكيل لجنة تحقيق انتهت إلى وجود قصور ليتم إحالة المقصرين للنيابة العامة للمحاسبة و تقديمه شخصيًا لاستقالته التي يصفها بعض الكويتيون بالإقالة وليست الاستقالة. فبعد مثل هذه النماذج لإقالة المتسببين والمسئولين عن انقطاع الكهرباء في دول العالم المختلفة فهل سنشهد مثل هذه الإقالات في قطاعنا الحبيب ؟؟؟ وان حدث ذلك فمن يا ترى ستتم إقالته ؟؟؟ فهل ستتم إقالة الشعب ؟؟؟ أم سنبقى نعلق فشلنا في الإدارة على الحصار والإغلاق - الذي لم ولن ننكر وجوده وضرره وهيمنته على مناحي حياتنا كافة - وبدلا من محاسبة مثل هؤلاء المسئولين سنبقى نصرخ " شكرا قطر " .

2015-08-05