السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سكين داعش اليهودية على رقبة إسرائيل...بقلم توفيق أبو شومر

 ما أكثر الأسئلة!! وما أقلَّ الإجابات عن قضية، العصابة الإسرائيلية،  "دفع فاتورة الثمن"!!
هل هذه العصابة هي وريث عصابات الإرهاب التقليدية، الهاغاناه، وشتيرن، وليحي؟!
أم أنها إحدى فروع جماعة، الحاخام، مائير  كاهانا، الذي أسمى حركته"كاخ" أي، التخلص من كل الفلسطينيين؟
أم أنها إفراز للحركة الاستيطانية(غوش إيمونيم)، وذراعها العملي"يشع"؟!!
أم أنها تكتيك سياسي، يقودها زعماء سياسيون بارزون،  لإنجاز أهداف استيطانية حزبية؟
ام أنها ناتجة عن تحريض الحاخامين المتطرفين في المعاهد الدينية" اليشفوت"؟!!!
أما السؤال الأكثر خطورة من كل الأسئلة السابقة هو:
كيف يمكن أن نُصدِّق بأن  جهازي المخابرات الإسرائيلية، الموساد، والشين بيت، وهما من أقوى أجهزة المخابرات في العالم،  أنّ هذين الجهازين عاجزان عن تفكيك عصابة دفع فاتورة الثمن؟!!
 الحقيقة أنَّ إجاباتٍ  بدأت تظهر  على هذه الأسئلة، بعد حادثة حرق عائلة دوابشة، في قرية دوما، بالقرب من نابلس، يوم 31/7/2015  ، وبخاصة بعد أن طعنَ أحدُ المتشددين الحارديم ستة من المشاركين في مظاهرة مثليي الجنس في القدس، يوم 27/7/2015 ، أي بعد أن وصل سكينُ الإرهابِ اليهودي إلى رقبة إسرائيل!
إليكم بعضَ ما ظهرَ في الأخبار والصحف الإسرائيلية، حول هذا الموضوع:
-          " كُشِفَ النقابُ  يوم 2/8/2015 عن مشروع قانون، قدمته وزيرة العدل السابقة، تسفي ليفني، بالاشتراك مع وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهارونوفتش، إلى رئيس الوزراء في الحكومة السابقة ،نتنياهو ، ينصًّ القانون على اعتبار "عصابة" دفع فاتورة الثمن، عصابة إرهابية، ولكنَّ هذا المشروع لم يُقَرَّ!!"
صحَّح أحد المسؤولين الخبر السابق، وقال:
"كان مشروع القانون المقدم من الاثنين، ينصُّ على اعتبار العصابة غير قانونية، وليس إرهابية!!!"
-          أما سرُّ عدم موافقة نتنياهو على إخراج العصابة عن القانون، يعود لرغبته في المحافظة على جمهوره الانتخابي، من الحارديم المتطرفين، وهم في الغالب أكثر الملتزمين بالتصويت في الانتخابات!!
-          إنَّ  معظم السياسيين في إسرائيل يفضلون غض الطرف عن "جرائم" العصابة خوفا على جمهورهم الانتخابي، وهم عندما يتحدثون عن العصابة يستعملون تعبير:
"أفعال قاصرين متطرفين"!!
-          كشف أحدُ رجال الأمن البارزين النقابَ عن موقف جهاز الشين بيت من العصابة، فقال:
" لدى جهاز الشين بيت خريطة كاملة بالعصابة ورموزها، ولكن الشين بيت يرفض تسليم الخريطة إلى المحكمة، ويدَّعِي بأن السبب يكمن في عدم رغبة الشين بيت في تعريض مصادره للكشف، لذا فإن الشين بيت يفضل الصمت على عمليات عصابة دفع فاتورة الثمن، على كشف مصادر معلومات الجهاز!!"!!
                                   لم يعد الفلسطينيون فقط أهدافا مشروعة لهذه العصابة، بل أصبحت الحكومةُ الإسرائيلية نفسُها هي المستهدفة اليوم، لذا فلا غرابة أن تجتهد حكومة إسرائيل في متابعة ملف إرهاب عصابة، دفع فاتورة الثمن، ولكن مدى المتابعة سيظلُّ محصورا ومحدودا !!!
-          اعترف الكاتب المتطرف "بن درور يميني" في يديعوت يوم 3/8/2015 بأنه أخطأ حينما كان يسمي عصابة دفع فاتورة الثمن حركة هامشية، مكونة من مجموعة من المتطرفين فقال:
" أخطأت في السابق عندما أسميت هؤلاء، بأنهم أعشابٌ برية ضارة، ليس لهم ارتباط بالمؤسسات، لكن الحقيقة هي أن "لجنة المستوطنات، يشع" هي الممول والداعم لهذه الجماعة الإرهابية، فقد كتبت صحيفة "بشيباع":
"إن الرد على هدم البنايتين في مستوطنة آرئيل سيكون بطريقة أخرى، بمهاجمة القرى العربية المجاورة، وهدمها"!!
 ظلَّ  معظمُ الإسرائيليين يعتقدون بأن إسرائيل حصينة على ظهور "داعش اليهودية" حتى بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين 1995 ، ولكنهم اليوم يُحذَرون رئيسَ الدولة، رؤوفين رفلين بالقتل، لأنه – من وجهة نظرهم- مُتساهل مع الفلسطينيين، ويشجبُ تطرُّفَ العصابات اليهودية، وهو فوق كل ذلك أقدم على خُطوة جريئة، لا مثيل لها في إسرائيل، حين قدَّم اعتذاره عن المجزرة التي نفذها جيشُ الاحتلال في حق فلسطينيي كُفر قاسم، الثلاثة والخمسين ، ممن كانوا يعملون في حقولهم، ولم يسمعوا منع التجول، فقتلهم الجيش بتعمُّدٍ ورصدٍ وإصرارٍ  عام 1956.
 ها هي داعش اليهودية تتوعد كلَّ مَن يُخلي بؤرة استيطانية، وكشفَ الشاباك عن أحد زعماء هذا التنظيم الداعشي، ما ئير إتنغر، وهو حفيد المتطرف ،مائير كاهانا.
محامي هذا الداعشي أخرج لسانه بالأمس للقضاة، وقال: إن إعتقال مائير، لم يأتِ لتهمة، بل لهدفٍ سياسي!!
فهل الهدفُ هو استنفاد الغضبة الشعبية الفلسطينية، ووأد الثورة الشعبية، والانتفاضة الجماهيرية، وتحويل الحدث إلى سلَّة النسيان الفلسطينية؟!!
أم أنه محاولة لإسكات أصوات اليساريين، ممن ينادون باستخدام القبضة الحديدية ضد داعش اليهودية، ليس من منطلق إيمانهم بالحرية والعدالة، وحقوق الإنسان، وظلم الاحتلال، بقدر ما هو  نقدٌ للحكومة الإسرائيلية، ولرئيسها ، نتنياهو؟!!

2015-08-08