الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نور الشريف في آخر حواراته:نادل صفعني في مكان عام وهذه نصيحتي إلى ابنتي مي

في آخر لقاء لـ "سيدتي" مع الفنان نور الشريف قبل أشهر قليلة، تحدث عن مدى حبه للسينما ونصائحه لابنته، وعن ميرفت أمين، وقصة "الجرسون" الذي تهجم عليه بالضرب في أحد المطاعم، ومن من الفنانات يعتبرها ثنائي مشواره الفني، وكيف تقمص شخصية يوسف شاهين.. والعديد من الأمور الفنية نعيد نشرها مجدداً بعد ساعات قليلة من رحيل الفنان الكبير.


إذا عيّنت رقيباً على السينما المصرية، ما هي أول الأمور التي ستقوم بتغييرها؟
أول التغييرات سيكون عودة السينما إلى أصولها، لأن السينما ملك لوزارة الثقافة، وسأمنع استغلالها من قبل شركات القطاع الخاص. طبعاً، أنا ضد عدم احترام العقود، لذلك سأنتظر لحين انتهاء تواريخ العقود، وسأمنع تجديدها، وبذلك تعود السينما مرة أخرى إلى أصولها، والتغيير الثاني سأعيد نظام تمويل البنوك، التي تقرض المنتجين بضمان «النيجاتيف»، وهذا يكون عن طريق شركة مصر للتوزيع ودور العرض وشركة مصر للإنتاج، وبضمان الإيرادات، لتعرض الأفلام في دور السينما التابعة للدولة، وفي هذه الحالة لا أحد يستطيع الهروب. هذا النظام من الممكن أن يعيد النشاط للسينما مرة أخرى.
قدمت مع ميرفت أمين العديد من الأفلام منذ بدايتكما الفنية، فما التغيير الجذري الذي لاحظته عليها من البداية إلى الآن؟
صدقيني، لا يوجد أي تغيير فيها سوى أننا أصبحنا أكثر خبرة، بينما ميرفت هي ميرفت.
ماذا حدث عندما تهجم عليك نادل بالضرب في أحد المطاعم؟
كان رئيس «الجرسونات» وكنت حينها أرتدي ملابس «الجرسون» لتصوير أحد المشاهد، وفي تلك اللحظة كنت جالساً مع محمود مرسي، الله يرحمه، وسعيد مرزوق، وعندما دخل المكان استغرب كيف يجلس النادل مع الزبائن ويضحك، فقام بصفعي على ظهري وشتمني، طبعاً محمود وسعيد لم يتمالكا نفسيهما من الضحك، إلى أن اكتشف هذا الرجل أنني نور الشريف وليس أحد العاملين بالمكان.
ماذا كانت ردة فعله عندما علم أنك نور الشريف؟
اعتذر كثيراً، وقدم طلب إجازة لحين الانتهاء من تصوير المشاهد.

أشجع الأعمال العربية المختلطة
هل تعلم أن مثال الحاج متولي «زوج الأربع نساء» دخل كل البيوت واحتذى به أغلب الرجال؟
متولي شخصية جذابة، لكنني أؤكد لك عندما قدمت الدور لم أكن أروّج لتعدد الزوجات أبداً، كنت أقدم مجرد فكرة طريفة. في رأيي، أن محمود عبد العزيز في فيلم «سيداتي آنساتي» كان أكثر جرأة في أن تقرر أربع نساء الزواج منه. وأن تتفق أربع نساء بهذا الشكل، أرى أنه إهانة للمرأة، بعكس متولي، الذي يبذل مجهوداً كبيراً لكي يتزوج إحداهنّ ويلفت نظر المرأة إليه، فالعمل أساساً كان الهدف منه أن يكون مسلسلاً خفيف الدم، لكن للأسف، ردة الفعل كانت أنني تسببت في الترويج لتعدد الزوجات، وهذا غير صحيح.
ما رأيك في انتشار موضة الأعمال العربية المختلطة، وعدم تصنيف العمل باسم بلده؟
هي ظاهرة جميلة جداً، لست ضدها أبداً، بل أشجع القيام بذلك، أولاً لأن الإنتاج المشترك والتنوع والمشاركة العربية في عمل واحد فيها أكثر من ميزة أهمها تنويع السوق التجاري، ثانياً إتاحة الفرصة للنجوم العرب أن تزداد جماهيريتهم. وبالمناسبة، هذا الموضوع اقترحته منذ فترة طويلة في مهرجان التلفزيون للخليج بالكويت، والعمل على هذه النوعية من الأعمال خاصة بعد ازدياد المغتربين في الفترة الأخيرة، خلق هذا التزاوج، أي أصبح من الطبيعي حتى إتقان اللهجات، فلا أستغرب مثلاً إذا وجدت مصرياً يتحدث باللهجة الخليجية أو اللبنانية، أو غيرهما.. هذا أصبح أمراً طبيعياً.
كل الوجوه الجديدة من الفنانين الذين عملوا معك في مسلسل «الدالي» أصبحوا الآن أبطالاً، هل تشعر بالفخر جراء ذلك حيث كنت السبب في نجوميتهم؟
أشعر بالفخر جداً. وعلى فكرة، هذه ليست المرة الأولى، فمن الأمثلة مسلسل «الرجل الآخر» حيث برز فيه حلا شيحة وأحمد رزق وأحمد زاهر، ومن مسلسل «عائلة متولي» برزت غادة عبد الرازق ومصطفى شعبان وسمية الخشاب، أي هذا ليس بجديد علي، لكن قد يكون «الدالي» الأكثر ملاحظة، لأن عدد الشباب والفتيات فيه كبير، وكانت الفرصة أمامهم كبيرة لأن أدوار الشباب كانت عديدة، وقمت بتدريبهم لثلاثة أشهر قبل أن نبدأ في التصوير.

أرتاح جداً مع سوسن بدر
قدمت العديد من الأعمال مع الكثير من الفنانات، من أكثر نجمة تعتبرها الثنائي لنور الشريف في مشوار حياته؟
كثيرات، ولكن ما يهمني أن الممثل أو الممثلة يناسبها الدور، لكن بالعودة إلى سؤالك، أرتاح جداً مع سوسن بدر، حصل نوع من الالتقاء الفني بيننا، وأنا من النوع الذي يحب التجارب، فوجدت شخصاً مستعداً ويملك هذه الجرأة معي، وهي سوسن.

هذا سيكون عنوان قصة حياتي
إذا كتبت قصة حياتك ومذكراتك فما العنوان الذي تضعه لها، ومن تحب أن يمثلك فيها؟
(بعد تفكير عميق) قال: العنوان سيكون «عاشق السينما» أما من يمثلني؟ أي أحد أقتنع به وليس شرطاً أن يكون شبهي، فأنا ضد موضوع الشبه هذا.

يوسف شاهين ويوسف إدريس مجانين
ما الذي قمت بتطبيقه في تمثيلك لشخصية «يوسف شاهين» رحمه الله، وكيف استعددت لها؟
أنا ضد التقليد، وأعتبر دوري في «حدوتة مصرية» من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي، لأنني قدمت شخصية المخرج، والذي هو نفسه كاتب السيناريو، بالإضافة إلى أن يوسف شاهين شخصية مسيطرة، بمعنى أن كل من يعمل معه نلاحظ أنه يقلده في طريقته، وحتى طريقة كلامه، فما بالك أنني أجسد شخصيته! كان هذا التحدي الأكبر بالنسبة لي، فقد عقدنا جلسات لمدة ثلاثة أشهر سوياً أثناء كتابة السيناريو، وكان السيناريو يختلف عما عرض، وكان يشارك فيه أيضاً يوسف إدريس، فأعتبر نفسي جلست مع اثنين من عباقرة السينما «مجانين كبار»: يوسف شاهين ويوسف إدريس، وكان كل همي والذي كان يشغل بالي دائماً، هو القرب من روح يوسف شاهين، لأنني لا أشبهه في الشكل، لكن حينما انتهينا من الفيلم قالت لي زوجته: «أنا اتلخبطت بينك وبينه» وهذه كانت أكبر شهادة بالنسبة لي، فعلى الرغم من عدم وجود الشبه، لكنني استطعت أن أقترب من روحه أكثر من أي شيء آخر.
أين نور الشريف من المسرح؟
أنا فعلاً عاشق للسينما، لأن تاريخي الأكبر فيها، وأنا الحمد لله ناجح جداً في التلفزيون وفي المسرح، لكن تاريخي الكبير في السينما.


هذه نصيحتي إلى ابنتي مي
*ما هي النصيحة التي تقدمها لابنتك مي دائماً؟
لأنها ابنتي لم أقس عليها، فأنا في العمل قاس جداً، ولا أخضع لعواطفي أبداً، لأن مهنتنا في منتهى القسوة وتحتاج منا أن نكون جاهزين وعلى استعداد طوال الوقت من ناحية الوزن والقراءة والمتابعة، فأنا دائماً أنصحها بأن تعتني بنفسها جسمانياً، وأن لا يزيد وزنها، لأنها لا تعلم متى سيأتي لها الدور الجيد، لأن هذه الأمور تكون فيها نسبة حظ كبيرة، لذلك يجب أن تكون دائماً مستعدة.

المصدر سيدتي نت

2015-08-13