ابتسامة الفلاحة الفلسطينية وهي ترتدي الثوب التراثي الذي اشتهر بزخارف كنعان، معبرا عن اصالة شعب عصي على الشطب، شعب اعتاد طرد الاحتلالات عبر التاريخ، يحمل تراث كنعان وقوة شعب الجبارين، ابنة الارض بلوحة للفنان الفلسطيني د. جمال بدوان المقيم في اوكرانيا بعينيها الواسعتين وابتسامة مشرقة تبرز التحدي وهي تقف أمام شجرة البرتقال اليافاوي الفلسطيني، كانت هذه لوحة الغلاف لرواية (الست زبيدة) للكاتبة الألقة الفلسطينية التي تعاني من الشتات في أصقاع الغربة، تحلم بالوطن وبيوم اللقاء، وهي التي في شتاتها لم تتوقف عن خدمة وطنها والالتزام بكل ما يمكنها أن تخدم الوطن.
نوال حلاوة الاعلامية والصحفية والناقدة والكاتبة والنقابية والمناضلة ومؤسسة بيت التراث العربي في كندا، والتي جندت قلمها لخدمة وطنها، والموثقة عبر مقابلاتها الصحفية لذاكرة الوطن والأحداث فيه، توثق ذاكرة الوطن الآن بروايتها الطويلة من وعد بلفور حتى الواقع الفلسطيني الحالي.
انها حكاية الشتات الفلسطيني والمعاناة والقهر ومحاولة تمزيق الحلم بجهد خفافيش العتمة من جهة والعدو من جهة أخرى، لكن الرواية تتمسك بالحلم لشعب اعتاد أن ينهض من قلب الرماد ليحلق من جديد عبر الآف السنين، منذ ضرب كنعان قبل أكثر من عشرة الآف وخمسمائة سنة معوله لبناء مدينة القمر أريحا، كأول مدينة حضرية في فلسطين، معلنا قيام وطن صلب وحضارة لن تموت.
نوال حلاوة يا صديقتي.. مبارك لك ولنا من القلب رواية (الست زبيدة) بأضافتها لبنة جديدة في صرح الثقافة العربية وطود الثقافة الفلسطينية، ففي هذه الرواية لامس نزف روحك روحي وأنت في الشتات وأنا في رام الله والوطن، فتجسدت روحك ومعاناتها أمامي، فأمسكت بيدك وهمست لك: تعالي لنحلق في فضاء المدينة عاليا، نحلق فوق قمر الوطن، فوق النجمات الربيعية، نبسم لأرواح الشهداء التي تبحث عن مأوى، وننادي حوريات كنعان، لنراقصها الدبكة على أنغام الناي والمزمار، ونغمر روحها بياسمينات الوطن، فلعل الفجر آت بالقريب، ولعل الحلم يتحقق، حتى نصرخ معا: هذه الكلمة الحلوة ما أحلاها.. الحرية..