الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إرهاب المستوطنين وحقنا في الدولة الفلسطينية /بقلم د.مازن صافي

لا يمكن فهم إلقاء مستوطنين إرهابيون قنابل كيميائية على أسرة فلسطينية آمنة ، بأنه حادث عابر .. هذه القنابل التي أدت لاشتعال النار وحرق أجسام أبناء الأرض المحتلة هو عمل إجرامي إرهابي بربري يدلل على ثقافة الكراهية والقتل والفشل الأخلاقي لهؤلاء المجرمين ..

القنبلة الكيميائية الحارقة طالت الأخ بسام محمود عيسى غياظة '48 سنة '، وأيمن محمد مصطفى غياظة '36 سنة' وهو رب الأسرة، وأصيبوا بحروق خطيرة  جداً، كما أصيبت زوجته جميلة عبد الحي غياظة'30 عاما' وأطفاله الثلاثة وهم إيمان '4 سنوات'، ومحمد '3 سنوات'، وأنعام سنتين .

في مشهد مؤلم جدا يخرج الحقد الصهيوني ليمارس هواياته على الجسد الفلسطيني ويعبث بالروح الآمنة .. كما خرج ذاك الحقد في بدايات القرن الماضي وتم حرق قرى بأكملها وقتلت النساء الحوامل وأحرقت الجثث وشرد الناس واحتلت الأرض وكانت النكبة .

ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية - فى نبأ أوردته على موقعها الإلكتروني- أن وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلية موشيه يعالون وصف هذه الهجمات بأنها 'مشينة وغير مقبولة تماما'.. قائلا 'يرجع سبب حدوثها إلى الفشل الأخلاقي والتربوي فى الأخلاق والقيم اليهودية'.

هذه التصريحات لن تفيد لأنها مثل الباب الدوار .. يدخل المتهم ويخرج وهو يبتسم ومصمم على ممارسة لعبة القتل مرات ومرات .. ولأنه من  الواضح أن جرائم المستوطنين المتواصلة تطال الوجود الفلسطيني كله " الهوية الفلسطينية " .. مسلسل إرهابي متواصل ومتصل بعناوين مختلفة وأدوات بربرية .. فمن الذين يقوم بتمويل هؤلاء المستوطنين بالأسلحة والذخيرة والقنابل الكيميائية حتى ان سيارة أي مستوطن تعتبر ثكنة عسكرية فيها كل أنواع الأسلحة القاتلة والفتاكة ولا يوجد أي رادع يمنع أي منهم لممارسة الرعب والإرهاب والحرق والقتل والعنصرية المفضوحة .. فعلى مدى سنوات مضت استشهد المئات من المواطنين على أيدي مستوطنين محتلين ، ناهيك عن الإصابات والخسائر في البنية التحتية والمزروعات والاقتصاد الفلسطينية ، إنها حرب مستمرة ضد الوجود الفلسطيني ..

هذه الجرائم يجب أن تأخذ حضورها في المشهد الفلسطيني ، وعلى العالم الذي يدعي حقوق الإنسان والعواملة والديمقراطية أن يكون رده بأن تصبح فلسطين دولة ، عضواً في الأمم المتحدة كبقية دول العالم ، وربما هذا سيكون وسيلة لردع هؤلاء المستوطنين المجرمين . ودون ذلك سيستمر الإجرام ولا أحد يمكن أن يتنبأ بما هو قادم في حال وصل الحال إلى الغليان الجماهيري الذي لا يمكن لأي كان أن يوقفه أو يمنعه

2012-08-20