الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسالة موجهة إلى الدكتور صبري صيدم معالي وزير التربية التعليم والتعليم العالي بخصوص نظام التعليم المدرسي في فلسطين المحتلة

أعرف جيداً ثقل الحمل الذي قبلت حمله وأعرف تمام المعرفة أن حمل وزارة التربية والتعليم يحتاج إلى مجموعة من الوزراء مع كادر استشاري وتخصصي كبير. لكني وفي نفس الوقت أؤمن بك وبقدراتك وبفهمك العميق لأسباب نجاح العملية التعليمية وتحقيقها المطلوب بتخريج جيل قادر على أن يكون بمستوى طالب الجامعة الذي يفهم ويدرك أن الجامعة معناها المقدرة على البحث العلمي والاعتماد على الذات وغير ذلك من متطلبات الدراسة البحثية العلمية. لقد سمعتك كثيراً تصف التعليم ونظام التعليم بالثورة وهذا ما دعاني كي أكتب إليك هذه الرسالة وأتمنى أن تأخذ حقها من القراءة وردة الفعل التي تستحقها:
بما أننا متفقين أن التعليم بكل أشكاله وأدواته المنهجية وغير المنهجية هي ثورة فلا بد أن تعتمد على أسلوب علمي وأساس متين وناضج والحال في مدارسنا، ليس فقط في مرحلة ما يسمى بالتوجيهي بل في كل مراحل الدراسة الأساسية والإعدادية والثانوية على حد سواء. نظام التوجيهي الذي ما زلنا نعتمد عليه لتقييم الطالب هو نظام متقادم عفا عليه الزمن ولم يعد صالحاًً كأداة لتقييم موضوعي للطالب الذي يقضي أثنا عشرة عاماً وينتهي مصيره بامتحان لا تتجاوز عدد أيامه الأسبوعين على أبعد تقدير..! كما أن الطالب يخسر سنتين من عمره على الأقل وأعني من سن الرابعة إلى سن السادسة بدون أي فائدة بالرغم ومن تجارب في كل البلدان المتقدمة كانت نتيجتها أن استيعاب الطفل في هاتين السنتين لا يقل عن درجة استيعابه في السنوات التي تلي سن السادسة فلماذا نضيع على هذا الطالب سنتين من عمره دون مدرسة..؟
الواقع يقول دكتور صبري أن نستفيد من تجارب الآخرين وأن أجيالنا لها أهمية استثنائية ليست موجودة في حالات الدول العربية الشقيقة لسبب بسيط وهو وجود احتلال بغيض أكثر ما يزعجه مسيرة العلم التي يطمح إليها ويسعى إليها طلابنا ومع كل معيقات التعليم التي يضعها هذا المحتل أمام طلابنا وطالباتنا، مما يستدعي خطة شاملة كنت قد عرضت بعضاً من عناصرها على الأستاذ الدكتور مروان عورتاني - رئيس جامعة فلسطين التقنية وأيضاً على الدكتور سعيد عساف الذي طلب مني إرسال الفكرة إليه حتى يقوم بدراستها وهي تتلخص بالتالي:

اعتماد نظام التقييم بدل التلقين في كل مراحل الدراسة المدرسية وفي كل المستويات مع اختيار مجموعة من "Indicators" لمساقات مهمة منهجية وغير منهجية يتم تقييم الطالب في كل منها من الصف الأول وحتى الصف الثامن (هناك عدة برامج جاهزة ومستخدمة لهذا التقييم بعيداً عن النمط التقليدي المتبع حالياً في هذا التقييم يمكنني نقاشة مع معاليكم أو مع لجان متخصصة)،
البدء بدخول المدرسة الأساسية من عمر أربع أو على الأكثر من عمر الخمس سنوات (ويمكن عمل نموذج تجريبي في بعض المدارس مبدئياً قبل تنفيذ هذا الإجراء)،
اعتماد التقييم في السنة الثامنة لتحديد مستوى الطالب والاتجاه الذي يمكن أن يسلكه سواء بترفيعه لمستوى المدرسة الإعدادية المؤهلة للدراسة الأكاديمية أو لاتجاه الدراسة المهنية أو التجارية أو الصناعية أو غير ذلك،
 أحترام اهتمامات الطالب منذ سن مبكرة وصقل موهبته هذه في شيء يمكن أن يبدع فيه وعدم إضاعة السنوات الطويلة دون فائدة وكذلك مراعاة احتياجات السوق من خلال توجيه الطالب للطريق الذي يتوافق مع موهبته وطموحاته،
إلغاء برنامج الثانوية العامة "التوجيهي" نهائياً واستبداله بنظام تقييمي آخر يأخذ بالاعتبار ما ورد في النقاط السابقة وفقط للطلبة الذين يتأهلون للتعليم الأكاديمي فقط وهناك نظام أوروبي مستخدم منذ فترة طويلة أثبت نجاحه بشكل كبير ويسمى "CITO" يمكن أن يستنسخ منه نظام عربي فلسطيني يتناسب مع واقعنا وظروفنا واحتياجات طلابنا.

هذه بعض من الخطوط العريضة لفكرتي مع الاستعداد التام لنقاشها بشكل مفصل مع معاليكم أو مع من يهتم بشؤون التعليم في وطننا الحبيب والله من وراء القصد

 

أنس أبوسعده
متخصص بالتنمية المستدامة
باحث في جامعة وخنينجن الهولندية
مستشار في احتياجات السوق

 

2015-10-23