الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المطلوب اتخاذ خطوات وليس حرف الكاميرات...جميل حامد

محطة جديدة من محطات الالتفاف على روح الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه تتمثل بالدعوة او الاتفاق بين حركتي فتح وحماس على انهاء الانقسام لدعم انتفاضة القدس،بمعنى ان عشر سنوات من الانقسام التي افرزت انسلاخ غزة عن الضفة الغربية وتفكيك حدود الدولة الواحدة في الاراضي المحتلة عام 1967 كما افرزت التنسيق الامني الكامل والشامل مع الكيان العبري لم تشفع هذه السنوات لروح القضية الفلسطينية وما يتهددها ولا لروح الانسان الفلسطيني التي تتمزق وتحترق بين ناري الاحتلال والانقسام.

بلحظة يتفق "الربع" على انهاء الانقسام بين الربعين بنفس الاوجه والوجوه التي اغرقت الشعب الفلسطيني في حالة من اليأس والاحباط والسبب دعم انتفاضة القدس.

بلحظة نتلقى تصريح ساخن "كالصفعة"يقول ان اليات التنصل من اوسلو جاهزة وتنتظر فقط اتخاذ القرار،وكأن صاحب التصريح يغرد في جزيرة لا تطأها الا اقدام الجهل..!

بلحظة تنحرف البوصلة عن الاندماج في الحدث الى الالتفاف عليه بمعنى "احرفوا عدساتكم عن شهداء الخليل ووجهوها الى عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق "..

يدرك الشعب الفلسطيني انه امام فضيحة وطنية اسمها الانقسام ،ويدرك ان السنوات  الماضية لم تنجح في ردم الهوة بين حركتي فتح وحماس ولم تنجح في اعادة القضية الفلسطينية الى مسارها  القادر على اعادة الهيبة لمسيرة شعب حافلة بالتضحيات والشهداء فما المعنى من فتح قنوات التفاوض على انهاء الانقسام في الوقت الذي انتظر به الجمهور الفلسطينية اجراءات من كلا السلطتين تتناسب مع حجم التضحيات التي يقدمها المواطن ومع حجم الهجمة البربرية التي يشنها الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني سواء في الضفة او القدس او غزة او الداخل الفلسطيني الذي تخجل الخطابات الرسمية عن ذكره "بدعوى" انه شأن اسرائيلي .

كما يدرك الناس ان المطلوب فلسطينيا مواجهة الرواية الاسرائيلية التضليلية من خلال خطوات تعيد للناس "الامل" وليس بزيادة الاحباط الذي كان احد اسباب هبة الغضب ،فاذا كان الفلسطينيين يسعون الى شطب اوسلو عليهم  تشكيل قيادة وطنية من خارج تشكيلات اوسلو التي افرزت سلطتين تنعمان بقوة المال والقرار في الضفة وغزة فالفرق شاسع ما بين احتضان الانتفاضة لاهداف تزيل العقبات امام وحدة كاملة وشاملة وما بين اهداف تسعى للمحافظة على اوسلو الامر الواقع في الضفة وغزة .

في دولة الاحتلال يقول المحللون  ان اسرائيل بحاجة الى رجال دولة وليس لسياسيين في اشارة الى فشل نتنياهو في قيادة اسرائيل كرجل دولة على غرار اسحق رابين،وفي واقعنا الاليم نروج اعلاميا لذات التصريحات التي سئم ورق الصحف من تداولها منذ 23 سنة لغاية اللحظة وما زال الحبل على الجرار،فهل علينا البحث في كيفية انهاء الانقسام حاليا  ام اتخاذ خطوات في الضفة وغزة لبث الامل في ارواح الناس التي يقتنصها الرصاص الاسرائيلي في كل شبر من الوطن ؟   

قد تكون اللقاءات بين اقطاب الانقسام ارحم الخطوات التي يمكن اتخاذها للهروب من المطلوب من هذه الفصائل والقيادات فالاحتلال يشن حربه من طرف واحد ولا اطراف فلسطينية في ساحة المواجهة سوى  الشبان الذين انخرطوا في قيادة الشارع على حساب القيادات "التاريخية" التي تقصف الساحة بيياناتها لتأكيد وجودها وللمحافظة على حياتها وديمومتها في كافة الازمنة ،ولكن حالة انعدام الثقة جعلت من هذه الفصائل عبئا معنويا واخلاقيا على المواطنين الذين يرزحون تحت نيران الاستيطان خاصة في مناطق  "c " التي يسيطر عليها وعلى شوارعها الالتفاقية 550 الف مستوطن يهودي .

ببساطة لو ارادت السلطة التخلي عن اوسلو والتنسيق الامني لاتخذت قرارها  منذ ارتكب الاحتلال جريمته باحراق عائلة الدوابشة وهي الجريمة التي وضعت كل فلسطيني في دائرة الخطر على حياته لكن الاتجاه نحو الادانة وبشدة على غرار بيانات وزارة الخارجية الفلسطينية يؤكد ان الانقسام لا يتمثل فقط بين حركتي فتح وحماس وغزة والضفة انما بين سلطة راس المال وكيفية المحافظة على اقتصادها وبين الاستحقاق الشعبي الذي يقتضي حماية الامن العام للمواطن وليس تركه فريسة للمستوطنين وجيش الاحتلال كما هو ضحية راس المال العابث في الاراضي الفلسطينية بغلاف وغطاء وطنيين .

والمؤسف اكثر ان قائمة المغردين تزاد كل يوم وخصوصا في الخارج الذي لا يرى سوى الدعم الايراني او القطري او غيرهما ولا يرى الواقع الحقيقي في القدس والخليل وغيرهما ليعيد الى الاذهان اعلام الموازات وفصائل المعلمين الذين يصعقون  الناس بتصريحاتهم التي تؤجج النيران على الفيسبوك كونه الساحة الكفاحية الاكثر اثباتا للحضور على الساحة الجغرافية وهذا ما يؤكد بان الشعب الفلسطيني سيبقى ضحية العابثين بمصيره .

في النهاية انهاء الانقسام ليس مطلب الشارع الفلسطيني  فقط انما هو مطلب الضمير الوطني إن تبقى ضميرا وطنيا حريصا على اخراج الناس من جهنم الاجندات الحزبية،وانهاء الانقسام ليس منة من حركتي حماس وفتح على الشعب الفلسطيني والقضية والمستقبل انما هو تأشيرة اثبات الحرص على مستقبل القضية الفلسطينية وحق هذا الشعب بتقرير مصيرة  كما هو الوفاء لارواح شهداء مسيرة الكفاح الفلسطيني على مدى 67 سنة من الاحتلال الصهيوني لفلسطين صفد قبل حاجز قلنديا ومعبر بيت حانون.

2015-10-30