الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الهيئات المقدسية بعمان تجري إتصالات حكومية مع البعثات الدبلوماسية حول الإعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى

رام الله-الوسط اليوم-سمير سعدالدين
في ظل تصاعد الأعمال العدوانية على المقدسات الإسلامية المسيحية وأخرها تصريحات صحفية لتحويل ساحات المسجد الأقصى والحرم القدسي إلى متنزهات ومساحات خضراء إلتقى وفد من الجمعيات المقدسية بعمان قبل عطلة العيد وهي  جمعية يوم القدس وجمعية نساء من أجل القدس والجمعية الأرذوذكسية واللجنة الملكية لدعم القدس وحق العودة وجمعية حماية القدس بوزير الأوقاف حيث تم البحث في الدعوات الإسرائيلية الأخيرة منها الإستيلاء على ساحات الحرم القدسي وتحويلها فيما بعد إلى كنس ومزارات يهودية كما تناول اللقاء  فيما يتخذ  من قبل الوزارة  والجهات الحكومية
الأخرى بعد التشاور مع جلالة الملك عبد الله الثاني وقد أعقب ذلك إجراء إتصالات لهذا الغرض مع السلك الدبلوماسي  من بينهم السفير الصيني والقائم بأعمال السفير الروسي كما تم إصدار  بيان بهذا الشأن
علما أن الإحتلال الإسرائيلي كان يخطط منذ إحتلال 67 للإستيلاء على ىساحات الحرم القدسي وأن بلدية الإحتلال إمتنعت عن الحصول على ضريبة الأرنونا -الممتلكات - على هذه الساحات بدعوى أنها   ممتلكات تعود للبلدية وليست خاصة بالأوقاف والمسجد الأقصى  وأن  ذلك يتعارض  مع الإتفاق الذي تم مابين رئيس الهيئة الإسلامية ومدير دائرة الأوقاف المرحم الشيخ حلمي المحتسب وموشيه  دايان وزير الحرب الإسرائيلية بعد الإحتلال مباشرة ومن نصوصه ترك إدارة الحرم القدسي للمسلمين أما المسالة الامنية متروكة لإسرائيل ودخول اليهود للحرم ضمن مجموعات السياح المسموح
بدخولهم كزوار للإطلاع على الاثارات والمسجد الاقصى وقبة الصخرة دون إبداءأية شعائر او حركات تلمودية وكعادة إسرائيل بعدم إحترام الإتفاقات واعتبارها تحقيقا لهدف مرحلي عند توقيعها فقد تم الخروج على هذا الإتفاق الذي اطلق عليه بالأمر الواقع إلى أن بلغ الأمر بالدعوة لتقسيم الحرم زمانيا ومكانيا بحيث لا يدخل المسلمون المسجد الاقصى يوم السبت واليهود بالمقابل يوم الجمعة والإتفاق على الأيام الاخر اما مكانيا فكل الدلائل تشير إلى ان هناك نية لدى الإسرائيليين للإستيلاء على مسجد البراق والمتحف الإسلامي و الرواق الذي يقع على باب المغاربة
وضمها إلى حائط البراق كما أن هناك نية للإستيلاء على باب الحديد أحد أبواب الحرم وحوش الخطيب الذي يحوي عدة بيانات لضمها إلى حائط البراق ويطلقون منذ سنوات عليها بالكوتيل الصغير  إلى جانب الكوتيل الكبير أي حائط المبكى عندهم دعك عن أطماعهم لسرقة المصلى المرواني والذي يتسع لما يزيد عن  12 ألف مصل وهو بذلك يتسع لاكثر من المسجد الاقصى
وكان رئيس ألإتلاف الحكومي الإسرائيلي قد ذكر في إجتماع مغلق لحزب الليكود قبل أيام لضرورة العمل على دخول اليهود لساحات الاقصى والذي يطلقون عليها بجبل  الهيكل في ساعات وأيام محدودة كما هو واقع الحال بالحرم الإبراهيمي وفرض حراسات وإقامة حواجز كما ترافق ذلك وتصريح إسرائيلي اخر يقول ان الحرم القدسي املاك يهودية
وكانت  لهذه الأقوال ردود فعل غاضبة من قبل العلماء والشخصيات الوطنية  والنشطاء في القدس وسائر الديار الفلسطينية حيث قال الشيخ عكرمة  صبري خطيب الأقصى ومن أبرز العلماء أن المساطب والأبنية والمرافق الاخرى داخل سور الحرم القدسي هي وقف إسلامي وجزء من الاقصى الخاص بالمسلمين ولا نقر  ولانعترف أن الحرم جزء من إسرائيل وذكر كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أن نجوم السماء أقرب عليهم أي الإسرائيليين من تقسيم المسجد الأقصى والحرم القدسي
منذ سنوات والإحتلال يعمل لخلق وقائع جديدة بالمسجد الاقصى دون رادع مثل التوسع بالحفريات والأنفاق التي هي قنوات مائية بيزنطية وأموية لجر المياه للقدس وإقامة كنس عليها مع شق أنفاق بالبلدة القديمة  في باب العامود ومغارة الكتان بسور القدس والواد وباب حطه لربط البؤر الإستيطانية وإنشاء  9 حدائق توراتية منها في منطقة البستان  بسلوان وجبل المشارف والشيخ جراح والعيسوية وغيرها حيث تنشىء هذه الحدائق كتعويض للفشل في إيجاد آثارات لليهود تحت المسجد الأقصى باعتراف علماء آثار منهم كما أن هناك أبنية 9 تـقام في ساحة البراق إحداها خصصت لإقامة
متحف  أطلق عليه متحف أطلق عليه متحف تراث حائط المبكى
علما أن المحتف وملحقاته تبرعت بها زوجة الملياردير الأمريكي موسكوفتش الممول الرئيس للإستيطان بالقدس
وهناك حفريات لإعادة فتح باب النبي بالساحة تحت ذريعة إقامة مصلى لليهوديات
مع الإشارة ان هناك إنتهاكات فاضحة لآداب وقدسية المكان  مثل ارتداء الملابس الفاضحة والقيام باعمال مخلة   وشاذة وتجول الشرطة والمخابرات بين صفوف المصلين لمنع الإعتراض على هذه الممارسات من قبل المصلين وحراس الحرم الذين يحرم عدد منهم الإقتراب من المسجد الاقصى لفترات تمتد لشهور وكذلك العلماء والشخصيات  الوطنية في حين أن الحاخامات وأتباعهم يسرحون ويمرحون في أرجائه
هناك نشاط مميز للجمعيات المقدسية بعمان مثل توثيق التاريخ الشفوي للقدس بصفة خاصة وفلسطين بصفة عامة بحيث يتحدث نشطاء و مثقفون عن حياتهم بالقدس مسجلين من خلالها التاريخ الشفوي للقدس وهناك أمل في  إصدار هذه الشهادات  في كتب ومنشورات كي يمكن الإستفادة منها لدى الدارسين والمهتمين بتارخ القدس إضافة إلى توثيق هذا التاريخ أمام  الإدعاءات الإسرائيلية وتزوير تاريخها من خلال صناعة تاريخ غير موجود وإفتراضشي  لليهود بالقدس إذ أن الشواهد التاريخة تؤكد أن تاريخ ممللكتي إسرائيل لم يدم اكثر من سبعين عاما وهناك مؤرخون عراقيون ومصريون
وفلسطينيون  وأجانب ينكرون وجود اليهوداصلا بفلسطين وهناك نشطات أخرى لهذه الجمعيات منها الإعلامية  كما يتمنى أن يكون هناك دور لهذه الجمعيات المشاركة في دعم الصمود  للقدس من خلال التآخي مع مؤسسات مقدسية ثقافية وتاريخية وإعلامية وتربوية وغيرها والقيام بنشاط أوسع فيهذه المجالات
كاتب وباحث في شؤون القدس
[email protected]

2012-08-21