الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مَنْ يقف وراء تفجيرات باريس الدامية ؟؟؟؟...بقلم حسن حمزة

 

 تعرضت العاصمة الفرنسية باريس لسلسلة انفجارات دامية سقط فيها المئات بين قتيل و جريح  والتي أثارت الرعب في نفوس الفرنسيين و زادت من مخاوفهم في حدوث تلك العمليات الإرهابية مستقبلاً لكن يبقى السؤال المهم مَنْ يقفُ وراء تلك الأعمال الإجرامية ؟؟؟ و مَنْ المستفيدُ منها ؟؟ وفي قراءة تحليلية للأوضاع الراهنة التي يشهدها العالم و التي دعته إلى عقد القمم و المؤتمرات العالمية لإيجاد الحلول الناجعة و السبل الكفيلة في إنهاء الصراعات العالمية في منطقة الشرق الأوسط  خاصة سوريا و مستقبلها الغامض الذي بات مرهون باتفاقات القوى العظمى و التحالفات التي ظهرت في الآونة الأخيرة و التي كانت في اتجاهين الأول التحالف الدولي بقيادة أمريكا و الثاني التحالف الرباعي بقيادة روسيا وهذا ما يجعل الصراعات بين تلك القوى يقرب لنا الحقيقة التي نبحث عنها في مَنْ يقف وراء تفجيرات باريس فلو قلنا أن روسيا هي مَنْ خططتْ و نفذتْ تلك التفجيرات فهذا احتمال ليس بالوارد حتى مع وقوف فرنسا إلى جانب أمريكا و حلفها لان روسيا و فرنسا على علاقات طيبة ولا خلاف بينهما سابقاً فيبقى في دائرة الاتهام كل من سوريا و العراق وهما ليسا نداً قوياً قادر على ارتكاب مثل تلك الجرائم لان سوريا و العراق بلدان منهكان سياسياً و اقتصادياً و مالياً وحتى بشرياً فهذا أيضاً احتمال بعيد المنال إذاً لم يبقى سوى إيران وما أدراك ما إيران ؟؟ ففي قراءة سريعة للأحداث العالمية التي سبقت وقوع تفجيرات باريس نرى أن فرنسا هي مَنْ دعتْ إلى عقد مؤتمر شامل لكل القوى المتصارعة على الشأن السوري وهذا ما أثار حفيظة إيران و جعلها تسارع إلى إرسال رئيس حكومتها حسن روحاني لزيارة فرنسا لحملها على تغيير موقفها من بشار الأسد و بقائه في سدة الحكم و حثها على الخروج من التحالف الدولي فكما يقال ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) فجاء رد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سريعاً الذي أكد لروحاني دعم بلاده بقوة لموقف أمريكا و حلفائها بشأن مستقبل سوريا وهذا ما يعطينا قناعة تامة أن إيران هي مَنْ خططت لتلك التفجيرات الدامية لعدة أسباب منها اولاً رداً على موقف فرنسا الداعم للمعارضة الإيرانية ( منظمة خلق) و التي تستضيفها فرنسا على أراضيها و تقدم لها الدعم اللوجستي ومنذ أمد بعيد وثانياً لإرباك الوضع الأمني الداخلي لفرنسا و دخولها في دوامة الحرب مع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) بغية إضعاف موقفها مع التحالف الدولي و من ثم تغيير سياستها القائمة على تنحي الأسد من منصبه و بذلك ستضمن إيران من خلال تلك السياسة بقاء هيمنتها في سوريا عبر بوابة الأسد و المالكي في العراق وبعدها للشرق الأوسط برمته فوقع ما حذر منه المرجع الصرخي الحسني عندما كشف مخططات إيران الرامية إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية الخاوية بالمنطقة جاء ذلك خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه بوابة العاصمة في 18/7/2015 قائلاً : ((إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ . )) .

وبعد كل هذا و ذاك يمكننا القول بأن إيران هي مَنْ تقف وراء تفجيرات باريس و هي المستفيد الأكبر من تلك الهجمات الإرهابية .

http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207

 

 

2015-11-16