الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لا تكسروا شجرة العيد...نادية حرحش

في بلد يصعد الى سمائها كل يوم شهيد … قد يكون يوم ميلاد المسيح افضل ما يمثلها… افضل من نشيد وطني يجمعنا ويحشد انظار العالم الينا… افضل من مباراة الكسب فيها انتصار الفدائي وملعبها معركة الوطن… افضل من الاحتفال بيوم استقلال لم يأت ابد…. افضل من تأبين لرئيس لا نزال لا نعرف من قتله…. افضل من مسيرة تغلق فيها الشوارع وتعطل فيها المصالح…. افضل من اضراب نجد فيه فرصة للاسترخاء في بيوتنا وتجسيد خمولنا…. قد تكون فرصة الاعياد المسيحية المتمثلة بميلاد المسيح عليه السلام هي اقوى الرسائل التي نحتاج لان نوصلها للعالم المسيحي الغربي الذي لا يرانا الا عبر جرائم داعش وإعلام الاحتلال المضللة عنا. والله ان ما اقوله ليس في سبيل التهكم، ولكن… بجد ….من الذي يقر بهكذا قرارات؟ من الذي يستشيره اصحاب القرار الفلسطيني في هكذا امور؟ لا اعرف ان كان هذا قرارا رئاسيا، او قرارا وزاريا .او قرار بلديات … ولا يهم… فالمشكله نفسها تتردد .. كيف يؤخذ بهكذا قرارات ومن هي الجهات او الافراد التي تؤخذ استشاراتهم؟ يا جماعة الخير…. غيروا المستشارين لربما غير الله الاحوال . بعيدا عن الدفاع عن حق المسيحيين في اقامة احتفالاتهم واعيادهم.. فالمسيحي في البلد لا يحتاج اشادتي او اقتراحي ، فهو صاحب البلد هذه مثلي .. ويعرف ما تمر به البلد ويعرف كيف يتعامل مع احتفالاته في هذا الوضع . فلقد كان حريا في البلديات المختلفة ان تخفف من حفلات المجون الليلية في بارات رام الله وغيرها في ظل الوضع القائم . كان حريا ان تخرج البلديات بحملات توعوية تخفف فيها من مظاهر الاحتفالات بالافراح ورصد بعض الاموال من النفقات المهدورة في التبرعات لاصحاب الحاجة. ما يثير حفيظتي هو ليس اهتمامي بالمسيحيين في هذا البلد ، ولكن غياب البعد السياسي والاعلامي في استخدام هذه المناسبة لجلب انظار العالم الينا كشعب ستكون دماء ابنائه هذا العام شراب الغفران. ما يثير استيائي انه في هكذا مناسبة، في بلاد الحكم الرشيد ، يقوم المسئولون بالترويج لها باحسن ما يمكن لتكون هي الحدث الاساسي الذي يحول انظار العالم الى قضيتهم . في بلاد العالم الواعي يتم دعوة العالم للمشاركة في هذا اليوم ليكون شاهدا معنا على اجواء عيد يختلف عندنا عن كل الاعياد ولو كان نفسه . هذه مناسبة لنعيد الى اذهان العالم الغافل ان فلسطين هي مهد المسيح عليه السلام. الموضوع ليس موضوع اضاءة شجرة وبهجة عيد … فبيت لحم بوابة القمع والظلم والتنكيل التي تبثه طلقات الاحتلال اليومية . ميلاد هذا العام يجب ان يختلف عن كل عام .. فهو في اكثر الازمنة تجسيدا لما حل بالارض المقدسة مهد المسيح . ميلاد هذا العام يجب ان يكون وجهة كل فلسطيني ليقول للعالم اجمع ان الشعب الفلسطيني ابن هذه الارض المحتلة هذه فرصة ليرى العالم اننا نحتفل بالاعياد العالمية وشجرة العيد تحاصرها جنود الاحتلال وقنابل الغاز وطلقات الاعيرة النارية . هذه فرصة ليرى العالم ان الفلسطيني هو انسان …. ان الفلسطيني هو الانسان الذي خرج من ارضه “كلمة” الله ليكون لهذا اليوم رمزا للسلام … لا تطفئوا بهجة العيد بقصر نظركم ورياءكم … فالشعب اكبر واوعى منكم …. الشعب الفلسطيني لا يحتاج الى قرار بتحديد او تحجيم احتفال يجعله في كل عام شعبا واحدا تمر منه البهجة حتى ولو بابتسامة او فرحة على وجه طفل … من الاجدى ان يكون عيد الميلاد هو اليوم الوطني لفلسطين … لو كان في هذا الوطن حكيم

2015-11-28