أثارني اسم فلسطين بين أسماء الدول 'الاسلامية' التي جمعتها السعودية كحلف "اسلامي" لمحاربة "الارهاب" مؤلف من 34 دولة منها عربي ومنها من ليس له أي علاقة بمشاكل الشرق الأوسط نهائياً، ومنها مطبع مع الكيان "الاسرائيلي" ومنها غير مطبع.
المثير للاستغراب، هو أن السلطة الفلسطينية استطاعت وفي سابقة هي الأولى من نوعها، الإنضمام إلى حلف عسكري ضد "الارهاب"، لكن هذه المرة ليس ضد "الارهاب الاسرائيلي"، وانما ضد "ارهاب" تم تصنيفه خليجياً أو بالأحرى سعودياً.
هذا التصنيف السعودي، يضع ايران الداعم الأول لأطراف "المقاومة" مثل حزب الله وحماس سابقاً، والجيش السوري، على قائمة "الارهاب"، وذلك يبدو واضحاً في تصريحات علنية وغير مخفية سابقة وحالية للسعودية والبحرين على الاقل، وهما عضوتين في الحلف "الاسلامي الجديد"، وهنا تم تكريس فكرة أن ايران "ليست اسلامية" كما يريدون، وبمباركة فلسطينية!
التصنيف السعودي يرى الحوثيين "ارهابيين"، ويرى "النظام السوري" أيضاً "ارهابي" من وجهة نظره، بينما يرى في فصائل مسلحة ومتمردة مدرجة على لائحة الارهاب ضمن البلدان التي نشأت فيها، أنها معتدلة.
وعدا عن ذلك، كيف يمكن لدول مطبعة مع الكيان "الاسرائيلي" أن تكافح الإرهاب، مثل مصر والاردن وتركيا. ألا يعتبر ذلك تصريحاً علنياً بأن الارهاب بعيد كل البعد عن "اسرائيل"، وخاصة وأن السلطة الفلسطينية عضواً في الحلف!، وأن الارهاب الذي يجب محاربته اليوم بعد 67 عاماً من المجازر الصهيوينة، هو ارهاب البغدادي فقط!
ثم، كيف لمحمود عباس أن يشارك ويتفق مع 34 دولة ضمن الجدلية السابقة، وهو غير قادر حتى اللحظة على حل الخلاف بينه وبين "حماس" الاسلامية أيضاً؟!، أم أن اسلام حماس الاخواني متهم بالارهاب ضمن هذا الحلف!
لا أعتقد ذلك، وخاصة وأن تركيا وقطر الداعمين الاساسيين للحركة ضمن الحلف "الاسلامية"، أي ان حماس والسلطة ضمن الحلف "الاسلامي" بطريقة أو بأخرى، وهنا فعلاً تحولت فلسطين إلى "دولة اسلامية"، وبات وجود دولة "اسرائيل اليهودية" مشروعاً!
حازم عوض، كاتب وصحفي فلسطيني سوري
[email protected]