السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حكومة وفاق, حكومة من لا شعب ولا وطنه له...محمود الفرا

 

 هكذا يريدونها, وعلى هذا بُنيت أساساتها, وهذا ما يجنيه الشعب والوطن اليوم من سياساتها وقرارتها التي تصدر من الوطن لمصلحة غير الوطن.

بلا شعب ولا وطن, يريدونها احتكاراً لسلطتهم وقراراتهم, يريدونها درع لمقاعد حكمت بالإعدام على شعب روى بدمه تراب الوطن, ولا يريدونها صرخة قائد يحكم بصوت الشعب أو ينادي بحلم الوطن أو يحافظ على شرف من مات لأجل الوطن أو لمن ترك بيته غدراً للوطن أو لمن حُرم من رؤية الحرية لأنه دافع عن الوطن .

عذراً يا سادة فهذا ليس وطنكم الذي تتاجرون به من جيوبكم الخاصة, هو ليس شركة ورثتوها من أجدادكم, هذا الوطن هو حق فلسطيني لا يعرف أي لون سوى لون العلم الفلسطيني المكفن اليوم بظلمكم, ياسادة كفى عبثاً بالوطن كفى ظلماً .. !!

كفى ظلماً, لم يعد بالامكان إحتمال الكثير من التنازلات لترضي من يخنق ويحاصر ويذل شعبنا, فماذا عن وزير استفسر عن شباب وطنه مجهولو الهوية ... ؟
أهذا مخالف للشرع والدستور, أم انه انتهاك لحرمة وقدسية الوطن .. !!!
أم أنه يشكل خطراً على الارصدة في البنوك الخارجية ؟

سرعة اتخاذ القرار كان من أفضل انجازات الحكومة التي صمتت على ابادة غزة وانتهاك عرض نساء فلسطين, واذلال أطفالها واعدام شبابها الذي يخرج يدافع عن الشرف الذي يعرض للبيع على شاشات التلفاز أمام العالم.

يا سادة هل السؤال عن مصير شبابنا أو مصير شعب محاصر كان أقسى عليكم من مشاهدة اعدامات ميدانية لأطفال ونساء وشباب, وهل كان اقسى عليكم من رؤية غزة تُباد أمام عيونكم ... !

وان كان هذا برأيكم اجرام ... فكل التحية والاحترام لمن أجرم لحق شعبنا شكراً لمن أجرم ليسأل عن وطننا, شكراً لرجال حافظوا على الضمير الوطني, ولم يرسلوه الى سويسرا ...

فإن كان هذا تعتبرونه اجرام ..

أين هو الوفاق؟ أين الاتفاق ؟ أين وحدة الوطن في القرار؟
وأيضاً أين هي القضية ؟
وطننا على رأسه هيكل فارغ الضمير كدمية تتحكم بها بحبال من الاعلى, تُسير دون أن تسير, تقرر وتنفذ دون أن تفيد.
مات الضمير أم لا زلتم تنتظروا ولادته ؟

***  فالجميع يعلم الأن أن النظام السياسي الفلسطيني الان لا يناسب الا لفلسطين صغيرة, ولكن فلسطين القضية أكبر منكم بكثير  ***
فبركات وخربشات وتشويشات, هذا لم يحرر الوطن , ولن يرفع صوتنا الفلسطيني أمام العالم, لن يعيد لنا الكرامة, لن يعيد الوطن, لن يعيد الوحدة, لن يعيد لنا علمنا المنكس, لن يعيد لنا شرف نسائنا وشبابنا واطفالنا وبيوتنا وارضنا.

ياسادة انتهى زمنكم وحان وقت الذهاب لدار المسنين, فهناك افضل مكان لتقبل تخريفاتكم .

فهذا الوطن نهض على صرخة يا جبل ما يهز ريح, يا شهيد روح روح دمك والله ما بروح, بالروح بالدم نفديك يا فلسطين ... هذا هو منهجنا الذي ورثناه عن اجدادنا ...

فلسطين لن تقسم ولن تلون ولم تسير على سياسة غير سياسة الوطن, ولا مكان لها لهزيل وجبان, فلسطين التي احتضن ترابها ثوار وقادة عظماء قدموا حياتهم ودمائهم للوطن لن تتحول يوماً ما لآلة شبة بشرية تقودها بلا ضمير.

وفي النهاية كل التحية والتقدير لوزير العدل السابق الفلسطيني الاستاذ سليم السقا الذي أمضى من وقته ما كان للوطن, وشكراً لأنه لم يتفاوض على شعبنا ووطنا, وشكراً لأنه تجرأ وتطاول وتعدى صمت وسُكرة الاخرين لأجل معرفة مصير شبابنا ومصير حصار ابنائنا.

 

­­­

2015-12-16