أن يعشق فتى بعمر سمير قنطار"17 عاما" فلسطين بهذا الشغف،عندما التحق بالمقاومة الفلسطينية"ومن طائفة لها اصطفافها في المعادلة السياسية والطائفية اللبنانية"لهو مؤشر لافت.،لكن اللافت الأكثر عشقا للعروبة،هو اختيار عنوان لعمليته البطولية في فلسطين ، عملية "جمال عبد الناصر" ولد سمير قنطار في بلدة "عبية" الجبلية معقل الطائفة الدرزية الكريمة،ودرس في مدارسها وترعرع فيها،في بيئة اشبه الى الإنغلاق الطائفي،لكنه تمرد منذ صغره على هذا الواقع الذي "قَولَبَ "الشعب اللبناني منذ ماقبل عام 1943،وأصبح تعايش الطوائف وتوزيع النفوذ اقرب الى "الميثاق" منذ صغرة كان يتحدث سمير عن فلسطين،وعن مخيمات اللآجئين،وعن الفدائيين الفلسطينيين، وعن الشهادة ،وكان يحلم أن يمتشق السلاح مشاركا في المقاومة،إذ غادر لاهوت الطوائف الى لاهوت المقاومة وفلسطين،وغادر "لبنانيته" الى الفضاء الأشمل فلسطين والعروبة،رغم اعتزازة وشغفه "بلبنانيته" رغم قساوة ملامحة،وتقاسيم وجهه،كان سمير دمث الأخلاق، حاد الذكاء،حصيف الكلام،ولو كان مقلاً في ذلك،إذ كان بعيد عن "هرطقة" السياسة والتصنع،صادق القول،خدوما لرفاقة في القواعد العسكرية،يتقدمهم في الإستطلاع والقتال. سمير قنطار لم يخن طبقته الفقيرة،بل ظل وفيا لها ولقيم طهارة القروي وبساطته،كثيرا ماكان يعرف عن نفسه الكادح سمير ،أالفدائي سمير ،أو الشهيد سمير. حتى اثناء سنوات أسره كان ناظما للأسرى في السجون والمعتقلات ، ونال احترام جيع من عرفه عن قرب ،أو سمع باسمه،وأعتبر نفسه فلسطيني الروح ، والهوى عربي الهوية،فتبنته عائلة فلسطينية "غزية" عائلة أم جبر وشاح" إذا كان رفيقا للأسير جبر وشاح طيلة فترة أسره سمير، استشعر بخطر الإسلام التكفيري "المتصهين" والمتآمر على المقاومة في لبنان ، وعلى هوية سوريا العربية ،والمتحالف مع اسرائيل الصهيونية،فأراد تأسيس "نواة"مقاومة عربية لتحرير الجولان المحتل،ونجح في ذلك،لكنه لم يكن بعيدا عن أعين عملاء اسرائيل من تلك المجموعات وما أكثرها في سوريا،حيث وصفته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ،بالمزعج لإسرائيل،فتعقبته بمثابرة ونالت منه. سمير ، هذا هو طريقك الذي اخترت، وكنت تعرف ماينتظرك في نهايته ،وهذه فلسطين والعروبة التي عشقت،وهذه الشهادة التي تمنيت،وكنت تخط تلك الكلمة بيدك،لك منا عهد الوفاء حتى الخلاص من هذا الكيان المجرم البغيض،دفيئة الإستعمار وانموذجه في منطقتنا فهنيئاً لك الشهادة من أجل من أحبب وما أحببت ،ولمن وعدت وصدقت