الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل سيكون عام 2016 عام الأمل!...مصطفى إبراهيم

ودع الفلسطينيون العام 2015، في ظل انكسارات وانتكاسات وتطورات عاصفة كبيرة ومؤلمة ومستمرة، ويطل العام الجديد والتشاؤم يخيم عليهم ولا أمل في إنهاء سنوات الإنقسام التي تركت ظلالا سيئة على قضيتهم ومشروعهم الوطني، ولم يستطيعوا الخروج منها برغم كل ما يجري من تطورات خطيرة تحيط بنا.

الصراع بين الحركتين يدخل العام الجديد، فيما يرفض الطرفان التطلع للأمام والتأسيس لعلاقات وطنية جدية تنبع من عدالة القضية، والبداية من جديد لبناء إستراتيجية وطنية تخلصهم من الاحتلال.

الرئيس محمود عباس وأركان حكمه مستمرون في إطلاق التصريحات والوعود بان العام القادم سيكون أكثر تحديدا للعلاقة مع إسرائيل من دون الالتفات إلى الوراء ولو لفترة قصيرة والقيام بعملية جرد حساب ووقفة نقدية وتقييم الانجازات والفشل للاستفادة من عبر الماضي.

وتأتي في ظل تمسك الرئيس عباس بالانتصارات السياسية والدبلوماسية ولم يتم إستغلالها بشكل وطني والتأسيس لمرحلة جديدة من الوحدة والمقاطعة لدولة الإحتلال وتبنيها بشكل رسمي حقيقي والإعلان عن عزلها من دون تأتأة وخشية، وفرض مزيد من الحصار على دولة الاحتلال للتخلص من نيره وظلمه وقمعه، واستمراره في التمدد الاستيطاني في القدس والضفة الغربية.  

غادرنا عام 2015، ولم يستطع الفلسطينيين تسمية أو تبني إنتفاضة الشبان والصبايا وتطويرها واستغلالها في إطار شعبي جماهيري برؤية وطنية وشعارات وأهداف محددة، والمئات من الشهداء والجرحى يقتلون على الشبهة والتكيل بهم والإعدام الميداني لهم. 

15 عشر شهرا على العدوان الإسرائيلي قطاع غزة وأثار الدمار ماثلة وعشرات الآلاف من المواطنين من دون مأوى ملائم يحفظ إنسانيتهم، والتهديدات الإسرائيلية قائمة، فيما تستمر إسرائيل في فرض حصارها الخانق على القطاع.

غادرنا عام 2015، وهو الأسوأ في الحريات العامة ومن ضمنها الحق في التنقل والسفر، وجميع سكان قطاع غزة ممنوعين من السفر، لتلقي العلاج والتعليم والعمل وغيرها من الحقوق والاحتياجات الضرورية، والحرمان من الحق في العبادة والذل والهوان الذي يلاقيه الفلسطيني.

غادرنا العام 2015، والانقسام على حاله، من دون أمل في التوصل للوحدة، والمجتمع الفلسطيني يعاني التفسخ والشرذمة، ويبني الطرفان يوماً بعد يوم أسساً جديدة من الفرقة والكراهية للأخر. وآلاف من العاطلين والفقراء وجيش من المتسولين الجدد، وعشرات الآلاف من الموظفين المحرومين من الحصول على حقهم في الراتب. وانتهاكات حقوق الإنسان والذل والحط من الكرامة و الاعتقالات على خلفية سياسية وخلفية الرأي والتقييد على الحريات والحرمان من الحرية، وعشرات الذين تعرضوا للضرب والتعذيب.

غادرنا عام الانكسارات والانقسام والفرقة، وكل طرف يعزز ويعمق من الكراهية والحقد والإقصاء السياسي والوظيفي، وتثبيت شرعيته على حساب شرعية الوطن والمشروع الوطني. غادرنا عام وغياب الأمل في يوم أفضل من سابقه. فهل يأتي العام 2016 بجديد ويكون عام الأمل للفلسطينيين بالوحدة؟

وهل يكون الفلسطينيون على مستوى المسؤولية وإفشال المشاريع الإسرائيلية والالتفاف والتنكر  لحق الفلسطينيين وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين، والبدء في بناء قدراتهم الداخلية وإعادة الإعتبار لأنفسهم بعقد مراجعات نقدية معمقة ومسارات جديدة تعزز من وحدتهم وصمودهم من خلال بناء إستراتيجية وطنية! 

[email protected]

2015-12-24