اليوم هو ثاني أيام السنة الجديدة وكل عام و أنتم بخير فبالأمس ودعنا عام و احتفلنا بقدوم آخر للمولود الجديد.
فالعام الذي غادر وانطوى لم يحمل بطياته أطيب المسرات والمنى وحمل بجعبته كل أشكال التناقضات والجدل والسجالات من رأس الهرم حتى أدنى وأقل المستويات.
فعلى صعيدنا الفلسطيني كان العام المنصرم زاخما بكيل الاتهامات والوشايات وكان الشعب منطويا على ذاته من كثرة التصريحات وبريق الكلمات وزخرفة العبارات.
فالانقسام السياسي البغيض استفحل في العمق لحد النخاع وجماهير الوطن الممزق تعاني وتصرخ من سرطان الفرقة والضياع فالوطن بالعام الماضي والذي ليس عنه ببعيد شهد تضحيات جسام من قرابين الدم الطاهرة على مذبح الحريات واستمع الوطن الممزق كذلك لصيحات الأسرى والأسيرات وحكايات الجرحى وعذاباتهم و الأنات ولم يسترق السمع ويخفي البصر وطننا الحزين عن صوت الطفولة وجوع الفقراء والمساكين الحالمين كل مطلع فجر بأن الغد القادم هو أجمل الأيام والسنين وناهيك عن فجور المحتل الغاصب في كل وقت ولحظة وحين.
فماذا نحكي ونستذكر من وقائع العام الفائت المعلوم ونحن نحط الرحال والخطى نحو العام القادم المجهول...!؟
فواقع المعطيات الحالي مفعم بتناحر الساسة والسياسات على مقصلة الأنا وفكرة الأيدلوجيات وفق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات.
فالضرورات عند الساسة وصناع الفرار متعددة الأشكال والنوايا ولها مخارج من كل الاتجاهات والزوايا والشعب المسحوق بعيد كل البعد عن النوايا.
وعند الحديث عن العام الجديد فهو العام الذي تحفه الويلات والمؤتمرات والمؤامرات عالمياً وعربيا وعلى كافة الصعد والمستويات.
فالقطبين العالميين اللذين يتحكما بإدارة الواقع السياسي العالمي يديران لعبة الحكم والجلاد بحرفية وإتقان.
فهذا نصير النفط والبترول وذاك ملهم القاتل وحامي المقتول.
وحسب وجهة نظري المتواضعة بأن العام الجديد هو بركان سينفجر ويذيب الجليد.
فالصراع القطب العالمي ذو التوجهات المختلفة والمتناقضة سيفرغ حمم أزماته الداخلية في وجه القوى الأضعف بحجج مجهولة ومعلومة.
فالصراعات الطائفية والمذهبية والفكرية والسياسية التى ولدت بعد ما يسمى بالربيع العربي والتي شكلت المنعطف الحاد في حياة شعوبها وأودت بهم للنفق المظلم جعلت من شعوبنا العربية والإسلامية لقمة سائغة يلوكها المستعمر بفمه ويبصق ما تبقى منها وقتما يشاء.
وهنا وإن حمل العام الجديد بطياته رائحة الموت و البارود فهو نتيجة حتمية لتحالفات وتناقضات لا يملك منها الإنسان العربي من المحيط للخليج أي شئ سوى دفع ضريبة الاستحقاق السياسي لصانعي قراره.
وكما يقال بالمثل الشعبي العام
قدر الإنسان العربي بفعل حماقات بعض ساساته بأن يقحمونه بحروب ومعارك خاسرة لا ناقة له بها ولا جمل.