الأربعاء 2/6/1446 هـ الموافق 04/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صابر حجازى يحاور الشاعرة والتشكيلية التونسيّة سليمى السرايري


استكمالا لما قمت به من قبل من حوارات ولقاءات أدبية  مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون
الحوار مع الشاعرة والتشكيلية التونسية سليمي السرايري هو رقم -6 - من  الجزء الثاني من مجموع اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي… والذي هو استمرار لسلسلة من الحوارات المتصلة في مختلف  المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين

في ما يلي نص الحوار.
 


    س :- من هي سليمي السرايري ،السيرة الذاتية ونبذه عنها؟
    شاعرة وفنانة تشكيليّة تونسية, بالتحديد من قرية أمازيغية بالجنوب"تمزرت" أقطن العاصمة,,, عشقتُ الرسم والكتابة منذ الصغر ,تحديتُُ العثرات و كل الصعوبات التي أعاقت مسيرتي الإبداعية, كبعض المبدعين الذين تعترضهم مثل تلك الصعوبات فكان الرسم بالنسبة لي مرآة تعكس ما بداخلي وحاجة ماسة للتعبير عمّا يخالجني من أحاسيس. الرسم، ليس فقط مجرد هواية، بل الوسيلة الوحيدة للتعبير عني كإنسانة .

    لي كثيرمن التقنيات الفنية منها: - فن السيراميك - الطين - الصباغة على الثوب - الرسم على كلّ أنواع القماش - رسم على الزجاج - حفر على ورقة الفضّة. و رسم زيتي.


    الرسم...يشرعني مرافأ للطوفان... الرسم يفتح أبوابا للحرية...للتعبير عما يختلج في من مشاعر... من جنون ...من حب ....من ثورة. الرسم عالم ضوئيّ يرفعني إلى أقصى درجات الجمال. الرسم يغسلني من الداخل ..يلوّن عتمتي... يعانق أصابعي الخائفة من زمن موحش. الرسم مخاض جميل لقصيدة تُرسم بالريشة... الرسم نافذة..مدى... رقص ..أغنية.... ومشاعر يصقلها الفنان بدقّة وفرح و أيضا ألم ..

    الرسم غربتي، وطني، ومملكتي ... لا يمكنني التنفس بلا لون وبلا فكرة.. لي أحزان أحب أن ألوّنها... لي مسافات قاحلة أعشق أن أضرّجها بحمرة المرجان ... بألوان الثلج..بصمت المدن ...بأهازيج الموج..بهسيس المطر..... ليست لي لوحة فقط تحتوي أحزاني.. فكل رسومي تعانق وجعي.. وتمدّني بالصمت والصبر.. أمشي طويلا في تراكمات هذه الحياة لا ترافقني غير ريشة أنهكها تعبي... هذه أنا مسكونة بالحرف واللون

    لعلّي أنحت اسمي.. لعلي أكبر في الحزن.

    هواياتي متعدّدة دخلتْ الاحتراف كتجديد الأثاث القديم مثل الصناديق القديمة و تزويقها بالفضة و النحاس و الأحجار البلوريّة والبحريّة أقمت 5 معارض فردية بتونس. الجازية بصيغة الجمع الحضارة الأمازيغيّة نساء 2006 صمت المدينة العتيقة "تمزرت" بالنسبة للكتابة نشرت أعمالي الشعرية والفنية, في مجموعة من المواقع والمنتديات الأدبية والفنية, على الشبكة العنكبوتية ,و في بعض المجلاّت و الصحف التونسيّة. شاركت أيضا في عدة معارض فنية جماعيّة. كما لي تجربة في المسرح الغنائي ،كتبت نصا بعنوان: "قمر وصبية وحكايات" وعرضناها في بعض دور الثقافة و قمت بدور الراوي وتصميم الأزياء بما اني متحصلة على شهادة في تصميم الأزياء حين كنت مقيمة في باريس. المسرحية يشاركني فيها – عازف – و 3 أشخاص "الصبيّة البطلة – الراعي- الراقصة التي تجسّد كلّ المشاهد على الخشبة. يتضمّن هذا العمل المسرحي تقريبا 15 مقاطع قصيرة باللهجة البدوية كما قمت باخراج المسرحية. لأوّل مرة أجرب الإخراج ساعدني في ذلك صديق مخرج. أيضا أترجم النصوص الى اللغة الأمازيغية وقد ترجمت للقاص التونسي ابراهيم الدرغوثي 3 قصص قصيرة.

    لي ديوان شعر تحت بعنوان :

    أصابعُ في كفّ الشمس. يحتوي على 83 قصيدة

    *** ديوان بصدد الإنجاز مترجم إلى الفرنسية – وربّما لغة أخرى. ومشروع ديوان آخر سيحتوي بعض أعمالي الفنية مع النصوص

    في انتظار مشاريع أدبية قادمة ان شاء الله . كذلك أنا عضو ببيت الشعر بتونس عضو بالاتحاد الجهوي للمكفوفين حين أقول عضو يعني أقوم بأعمال تطوعيّة كثيرة منها الاهتمام بهؤلاء المكفوفين وتنظيم حفلات لهم وأمسيات شعرية وأشياء كثيرة اخرى.

    عضو بمؤسسة رعاية المسنين نفس الأعمال التطوعيّة

    س :- ماهي آخر مشاريعك الادبية ؟
    في الحقيقة الحديث عن مشاريع أدبيّة يفتح الباب أمام تحدّيات كثيرة ..الأكيد أنّ لكلّ مبدع مشاريع أدبيّة و بالنسبة إليّ أنا شخصيـّا إضافة إلى ما أنجزت حتّى الآن .. فإنّي بصدد الاشتغال على تأليف مجموعتين شعريتين ..كذلك هناك مشروع أدبي ضخم خاص بإذاعة شغف التي أسسناها و زميلي صادق حمزة منذر مختصّة في الأدب وتسليط الضوء على نصوص الشعراء كما لها عدّة اختصاصات اخرى مثل القصائد التي تُوّجت باللحن والأداء..كما أروم أن نوسّع برامج إذاعة شغف و ذلك بإحداث برامج جديدة ثقافيّة و أدبيّة ..و يكون استقطابنا للجمهور على أوسع نطاق.

    س :- هل لنا أن نعرف أقرب قصائدك إلى قلبك؟
    هي قصائد عديدة لأنّ كلّ ما أكتبه ينبع من شغاف القلب و ينبجس من صميم الروح .. كلّ ما أكتبه يخالج نفسي فأراه قريبا منّي حبيبا إلى روحي ..و في اعتقادي أنّ الإبداع صنعة الروح أو لا يكون ..و من النصوص القريبة جدّا من وجداني أذكرجزء منها  :

  
 طفلة تشتهيها المشانق
..............................


مَنْ يَسْرِقُ وَمْضَةً مِنَ الضِّياءِ

وَيُعَلِّقُ جُرْحَهُ فـي قِرْطِ الْقَمَرِ

إِذا ما تَضاعَفَتِ الْعَتْمَةُ؟

مَنْ يَـحْمِلُنا بَعيدًا ، فَكُلُّ الأَرْصِفَةِ سهام طائشةٌ؟

مَنْ يَرْسُمُ خُطانا فـي الْـمَدى

وَيُزْهِرُ شَجَرًا أَزْرَقَ فـي الْـمَمَرِّ؟

كُلُّ النواقيس التي تدق الغبار، أنتَ

وَصَمْتُكَ تَرْميمٌ لخطى المنسيينْ..

****



سَيُعَرِّشُ الرَّبيعُ فَوْقَ صَدْرِ الأِشْتِهاءاتِ

يَمْنَحُكِ سماء خفيفة ونجوما تبكي

وَالنَّوارِسُ سَتَأْتـي مِنْ بَيْتِها الْوَرْدِيِّ

يا طِفْلَةً تخرج منها الظلالٍْ

قولي لي كَيْفَ أَجْتازُ الْـحَريقْ؟



    س :- هل الفنان والأديب الموهوب هو من يستطيع التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية ؟
 مسألة التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية مسألة محكومة بقدرة المبدع و الفنان عموما بمتغيّرات الحياة و بتحدّيات الوضع الاجتماعي و السياسي المعيش .. ما من أديب يستطيع أن يعيش خارج ميدان الحياة و معتركها ..الفنان رسول الحياة و المبدع الحقيقي هو الذي يرصد بتمعّن و بعين ثاقبة و قلب صادق و رؤية عميقة مجريات ما يحدث في رحم المجتمع و ينقله بأمانة إلى الجمهور ..المجتمع و الناس بكلّ انتماءاتهم الثقافية و الفكرية و بكلّ مستوياتهم المعرفيّة ..لا يمكن أن يكون المبدع بمعزل عن هموم الناس و المجتمع و يعيش في برج عاجي ..

 س :- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بين الأديب والمتلقي ؟

    الشبكة العنكبوتية سهّلت للانتشار و التعريف بالمبدع في غياب التعريف الورقي أو الانتشار الإعلامي .. كثيرون هم الأدباء الذين اشتهروا و عرفهم الناس في ظلّ الشبكة العنكبوتية ..الانتشار مسألة نسبيّة ..أقصد أنّ الملتقيات و الغرف الصوتيّة تساعد المبدع على أن يكون معروفا بين الناس و لكنّ المشكلة أحيانا في المبدع نفسه ..إذ كثيرا ما لا يستمرّ ، وجود بعض المبدعين في ملتقيات مهّمة لأسباب تعود إلى انشغال المبدع أو تنقله بين ملتقى و آخر ..أمّا عن التواصل فالشبكة العنكبوتية ظلّت دائما البوتقة الحقيقية التي منها و فيها تتألّف علاقات تواصل متينة و اتصال دائم بين المبدعين فيما بينهم و بين المبدعين و الجمهور

وعلي العموم هذه صفحتي الأولى :-

https://www.facebook.com/souleyma

هذه صفحتي الثانية خاصة بالرسومات

https://www.facebook.com/pages/%D8%B6%D9%81%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%

  A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9/515791765128604?ref=hl ..

وهذة  صفحتي ايضا

https://www.facebook.com/KhzaynAljoman?ref=hl

على الفيس

هذه صفحتي على الفيس خاصة بالشعراء

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AB%D8%B1/481868878521931?ref=hl

هذه صفحة الاذاعة

https://www.facebook.com/pages/Shaghaf-Radio/507480265999397?ref=hl

وأخيرا

هذه

المدونة

http://khaza2in-joman.blogspot.com/



    س :- هل عانيت كامرأة مبدعة من ضيق المساحة المتاحة لك إبداعيا، وماذا عن معاناتك والتحديات التي واجهتها ؟
    أنا أصنع مساحات الإبداع و ينبغي القول بكلّ تواضع أنّني بمعيّة أصدقاء مبدعين استطعت أن أخلق فضاءات شاسعة لنفسي و لمن حولي من المبدعين و المبدعات .. و لا أعترف بالصدفة و الفرصة التي تأتي متأخـّرة .. المبدع برأيي لابدّ أن يؤسّس لنفسه مساحات من خلالها يطلّ على من حوله و يعانق الجمهور ..أمّا عن المعاناة فمعلوم أنّه ما من عمل إبداعي صادق و عميق لا تشوبه المعرقلات و المعيقات .. و في اعتقادي أنّني أنجح في تخطــّيها بفضل الإصرار على العمل المثمر البنـّاء و اليقين بعمق الرسالة الإبداعيّة ..الإبداع برأيي وجع جميل يتأتـّى من هموم الناس و يداويها ..من الجميل أن يعبر المبدع إلى مساحات رحبة و يراهن على قوّة الكلمة و عمق النبض .. و هــو أكبر تحدّ يعيشه المبدع برأيي ..


    س :- كيف كان شعورك وانت تلقين قصيدتك لاول مرة في عرضها وتواجهين الجمهور وجها لوجه ؟
    فعل الكتابة الأولى مغامرة لذيذة ، أنيسة ..فيها امتلاك للعالم ..القصيدة الأولى هي ميلاد جميل .. شعور جميل هو مزيج من الرهبة و النشوة و الأمل ..عندما ألقيت قصيدتي الأولى أمام الجمهور .انتابني الخجل و الرهبة بادئ الأمر ..و قرأت و كنت أنظر في العيون ..فأقرأ فيها الاستحسان و الإعجاب .. القصيد الأول في تجربة المبدع يظلّ طعمه خاصا و و قعه استثنائيا ..أذكر جيّدا أنّ الكثيرين من المبدعين المعروفين في الساحة الأدبية في تونس شجعوني و تنبّؤوا لي بمستقبل أدبيّ كبير و لا أدّعي أنّني امتلكت هذا الفيض الزاخر من توقّعاتهم و لكنّني أجتهد في تحصين مملكتي الأدبية و بنائها من ورق روحي ..و ماء قريحتي ..


    س :- أصدرت مؤخرا ديوان شعرى . فكيف كانت هذه التجربة الشعرية ؟
    هذا الإصدار كان نتاج جهد متواصل و مكابدة مع الحرف و الكلمة ...و هو حصيلة عمل و جهد كبيريْن ، التجربة هي أشبه بانتظار مولود بعد مخاض طويل .. تجربة أسعدتني لأنّني استطعت – و هذا رأي بعض النقـّاد ممّن قرؤوا ديواني - أن أطـأ أرض الحرف الشفيف و أدخل مملكة الكلام النــّابض و أمتلك القدرة على أن أكون آخر أنثى بلـّوريـّة .. و هل أضافت لك أبعادا أدبية في عصر الكتابة الحديثة ؟ أكيد .. هذه التجربة عمـّقت يقيني بأنّ الإبداع مجاهدة و مكابدة .. و معاناة كونيـّة ...و منحتني القدرة على مسايرة ركب الكتابة في رحم الصخر .. الكتابة الحديثة ايغال في التاريخ العربي بكلّ تناقضاته .. أنت لا تملك في هذا العصر صولجان الإبداع ما لم تمتلك ناصية اليقين بجدوى الفعل الكتابي الصادق ..الفعل الذي ينأى بالأدب عن ضيق الرؤى و هشاشة المواضيع ...

    س :- أمنية تتمنين تحقيقها بصراحة؟
    الأماني كتابة على جدول يجري بتدفّق .. و أنا من الأماني التي أروم أن يمنحنا الله طول العمر لنحقّقها .. بيت أدبيّ عربيّ جامع يكون صرحا عريقا يلتقي فيه كلّ المبدعين و المبدعات العرب ..آمل أن يأتي ذلك اليوم و نلتقي في هذا البيت .. شكرا استاذ صابر حجازي لهذا اللقاء الادبي الجميل و أرجو أنّني كنت خفيفة الظلّ بلّوريّة الروح ..شفيفة للنبض ..أسعدني لقاؤكم كثيرا و طربت له نفسي
..لا يمكن ان يمر اللقاء بدون قصيدة (أنااخر أنثي بلورية )......كي نختم بها

أنا آخر أنثى بلوريّـــــة
===============

وجهه هناك..
فوق ليالي السنة الباردة
ينشد أغنية من فضّة الجنوب
كم انتظرتُ وجهه صحوا
منذ أسّست مدن العشق
ضحكته الغريبة ، كعصفورة صباحيّة
تؤلّف أغان أبديّة
تعلّمني كيف أفتح المدى للبحر
كيف أصنع من دمعاتي المبلّلة بالضياء ، نجمات
كلّما أحببته أضيء أكثر..
وكيف من أوراقي، أصنع سفنا تحملني اليه
الى الآن، مازلتُ أتساقطُ على كفّه المعطّرة بالعشق والياسمين
كلّما جفّت سُحبي
كلّما توارى ليلي خلف الغيوم
هناك، في عتمة متعبة، ألمحهُ
يعزف لحنا شبقيّا
يفتح أزرار ضياعي
فأعلو..أعلو الى سمائه ليصير وجهي بلون الشفق
وقبلته بطعم الأعشاب الجبليّة
ملامحه المريحة تتسلل بين أصابعي
تتراقص في غفوتي الحالمة به
يا رجلا يهيئ لي أمسيات من حنين
أنصت جيّدا لأهازيجي مليئة بالصدف
بحروف تلمعُ
بطيور من كريستال ، تُضيئ
هناك الأبديّةُ تركض نحو مرافئك
وكلماتُُ تتكوّنُ بإسمك..
إملأ من غربتي كفّك
وخذني اليك
فأنا آخر أنثى بللوريّة
في داخلي حبلُ ضوء يبحثُ عنك
وفيه ترانيمُ عشق لعينيك.



————
*
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي

– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة

-عضو بعدّة نوادي ثقافيّة وأشرف علي الصفحات الادبية –

-بالعديد من الجرائد والمجلات المصرية لسنوات طويلة.

-شارك بالعديد من الندوات والمهرجانات الادبية

-كما شارك في العشرات من الأمسيّات الشعريّة و القصصيّة.

– ونظم الكثير من الأمسيّات الأدبيّة

- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية

- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي

– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية

– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية

–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

الصفحه الادبية

http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi

2016-01-06