بعد أن تأكدت شرطة الاحتلال وجهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" أن منفذ هجوم دزنغوف في تل أبيب، الذي أدى لمقتل إسرائيليين، وبعد نجاحه بمغادرة مكان الهجوم بنجاح، لجأ "الشاباك" إلى سلسلة من الحيل الاستخبارية لدفع منفذ الهجوم نشأت ملحم، للوقوع في أخطاء معينة لتسهيل تحديد مخبأه لاعتقاله قبل تنفيذ هجوم جديد، ولكن بعد مضي أيام ٍ عاشت فيها تل أبيب حالة ذعر تبين أن نشأت ملحم اتخذ عدة خطوات قبل تنفيذ الهجوم، نجح بفضلها بخداع "الشاباك" وحرمانه معرفة الخطة التي اعتمدها للمغادرة ساحة الهجوم بسلام.
تخلص نشأت ملحم من جهاز هاتفه الخليوي، قبل تنفيذه الهجوم بساعات طويلة، دون إغلاقه وعثرت عليه طفلة، بعد التعرف على هوية المهاجم شرع الشاباك بتحليل الأماكن التي تحرك فيها الهاتف خلال الساعات الأخيرة دون أن يدري أن الهاتف أصلا كان بحوزة الطفل وبذلك حرم نشأت مطارده من ساعات حرجة في التحقيق تمكن بفضلها من الاختباء والتقاط أنفاسه.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب في حديث مع زمن برس "نجح نشأت خلال تنفيذ الهجوم بإعطاء انطباع في المحيط أن الحديث يدور عن "عملية اغيتال في العالم السفلي" ومثل هذه الحالات يمتنع الإسرائيليين والحراس في الأماكن المحيطة عن التدخل لأن من يطلق النار على رجال المافيا سيخسر حياته لو بعد حين، واقترب نشأت من المستهدفين وابتسم في وجوههم ليعطي أنطباع أولي للشرطة وللأشخاص في المحيط أن مطلق النار يعرف هوية القتلى وأطلق النار ثم ألقى البندقية في ساحة الهجوم ولاذ بالفرار مع العشرات من الاشخاص الذي فروا، بل ان بعضهم سأله بحسب شهادات ارودته وسائل الاعلام ماذا حدث فقال هناك اطلاق نار."
وبعد فشله بالقاء القبض على المهاجم لجأ "الشاباك" الى استفزاز وارباك، نشأت باعتقال أخيه وأبيه بحجة تقديمهم العون له، لدفعه لارتكاب خطأ ما مثل الاتصال بأسرته أو أحد أقاربه ولكن هذه الحيلة لم تفلح.
الفخ الآخر بحسب أنس أبو عرقوب الذي أخرجه "الشاباك" من جعبته هو الإعلان أن نشأت هرب إلى الشمال وغادر تل أبيب، وذلك بهدف تعزيز ثقته بنفسه اذا كان مختبأ في تل أبيب لكي يتحرك ثم يسهل إلقاء القبض عليه أو قتله في ظل الاستنفار الأمني، أيضاً هذه الحيلة فشلت حتى الآن.
وفسر أبو عرقوب إعلان شرطة الاحتلال، عن احتمال أن يكون نشأت قد لجأ إلى الضفة الغربية بالقول " منذ تنفيذ الهجوم وحتى الآن تعيش تل أبيب وهي أكبر تجمع سكاني في إسرائيل حالة من الذعر شلت العديد من مرافق الحياة، والإعلان أن نشأت غادر تل أبيب سيخفف من حالة التوتر، مع أن ذلك لا يعني أن عمليات البحث عنه في تل أبيب لن تتواصل".