الجمعة 30/3/1446 هـ الموافق 04/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مروة كريدية تهدي 'رهانات السلام' لأطفال الياسمين


أهدت الكاتبة مروة كريدية احدث اصداراتها لكل من يرغب بأن يعم السلام كوكب الأرض، ولكل الاطفال الذين عانوا من عنف الحروب لا سيما أطفال مدينة مضايا المحاصرين والمهددين بالموت جوعًا والذين لا ذنب لهم ولا حيلة سوى انهم كانوا هناك واصفة اياهم ب"أطفال الياسمين". جاء ذلك خلال توقيع كتابها: رهانات السلام ... أسئلة العنف وآفاق الكون"، وذلك في أمسية ثقافية ضمت لفيف من صديقات الكاتبة العاملات في المجالات الانسانية والحقوقية من دول غربية متعددة. وتمنت الكاتبة على كافة المؤسسات الانسانية والدولية في كل بقاع العالم ان يبذلوا قصارى جهدهم لايقاف "مأساة الألفية" واصفة ما يحدث بأنه "عار على الانسانية" وان العالم خسر حسّه الآدمي .
الكاتبة قالت عقب التوقيع :" بأن ما يقوم به دعاة اللاعنف قد لاينهي الحروب ولكنه يجفف وقودها عبر اطلاق الوعي عند الانسان المتحكم بصناعة الدمار وهذه الطروحات مثلها كمثل ماسحة زجاج السيارة لا تُوقف المطر ولكنها تجعل رؤية السائق واضحة ." 
وترى الكاتبة انّ امبراطوريات العنف تصنع الحروب عبر العلاقات الدوليّة التي تسلك استراتيجية خراب من اجل المصالح المادية .
 و تدور صفحاتُ هذا الكتاب حول المدارات التي تأخذ بالعقل الجمعي نحو العنف كما تطرح آفاق جديدة لبناء معرفي جديد عبرخلخلة البناء الفلسفي  التقليدي الذي اسر الفكر البشري طيلة القرون الماضية.  ويعد هذا الكتاب مستندا فكريا جيد لرواد العمل الانساني بوصفه يعالج مسألة شديدة الخطورة في واقع اصبح العالم فيه مهددا بتنامي العنصريات المنتجة للعنف؛ كما تعمد  فيه المؤلفة الى تبسيط المصطلحات المعقدة فتخرج فيه عن المسار العلمي لتلقي بخواطر روحية تستصرخ فيها الانسان لاستيعاء عميق للتضامن الإنساني ووحدة المصير الكوكبي المشترك،  في اطارفحص صادق عن معنى التاريخ الإنساني، ولإيجاد مجتمع وأخلاق معرفية من شأنها أن تسمح لنا بالتعامل مع انتماءاتنا وتناقضاتنا عبر تجديد الخصال الإنسانية استنادا الى ظهور الفيزياء ما تحت الذرّية الذي سيؤدي الى انقلاب نحو اللافلسفة اي البنى المتشظية لكل الفلسفات .
ويُصنَّف هذا الإصدار في خانة الفكر السياسي النقدي حيث يعالج انعكاسات العنف في المجتمع ومنطلقاته، ويدورعمل مروة كريدية حول محورين فكريين رئيسيين: الأول يعرض لمسألة العنف ويتساءل عن معناه، وحدوده، وتجلياته وعلاقاته مع الحقيقة والواقع؛ أما الثاني فيحاول ردَّ اسباب العنف الى انشطار الفكر البشري عبر المنطق الثنائي العنيف الذي اسست له الفلسفة الأرسطية ، كما تقدّم الكاتبة قراءة حول الحقيقة وهواجس السُّلطة طارحة مفهوم الحقيقة في منظور اللاعنف من خلال التعددية الدلالية والحوار التواصلي، لتستخلص المفاعيل اللاعنفية لتعددية الحقيقة ونسبية المعايير عبر تَفكيك مفهوم السلطة وتأريخ الحقيقة .
وتطرح المؤلفة مفهوما جديدا للأمن العالمي قوامه عولمة السلام والقيم الانسانية والحفاظ على البيئة وتحقيق عدالة اقتصادية وغذائية ، كما تطرح كريدية بجرأة موضوع "أنسنة السياسية وانسنة التربية وانسنة الاعلام وانسنة العقائد" وذلك من خلال " رهانات الأمل" التي تكون في تصالح المادة والروح والتآم الانشطار الوجودي عبر احداث انقلاب فكري انطولوجي يفكك مملكة الارهاب في الفكر الانساني، وذلك من خلال تخطي الانسان لأنانيته المفرطة وعودته الى منبعه الروحي باعتماد فكرًا تأمليًّا يتمخض عنه وعي العالم الخارجي ووعي الذات.
وتعد الكاتبة  مروة كريدية باحثة في قضايا السلام ، وهي من  من المهتمات بالقضايا الإنسانية واللاعنف، و لها مجموعة من الدراسات الفكرية والمقالات في مجال الاجتماع السياسي ، كما نشطت في الميدان الثقافي، وتمزج في دراساتها بين النزعة الانسانية والفلسفة الوجودية و الفكر الليبرالي.من اصداراتها : "أفكار متمردة" في الفكر والثقافة والسياسة ، و"معابر الروح" ديوان شعري، و"فكرٌ على ورق" في الفكر والسياسة، و "لوامع من بقايا الذاكرة"وكتاب "استراتيجيات الأمل في عصر العنف ".

2016-01-09