ىتشهد مدن الضفة الغربية عمليات متعددة وقد ميزت هذه العمليات بأنها نابعة من داخل الشاب الفلسطيني بعيدا عن الحزبية والانتماءات السياسية وعلى الرغم من المعيقات الإسرائيلية الكثيرة فان الوضع الفلسطيني الداخلي يشهد حراكا ايجابيا تجاه العمليات التي تقام ضد الاحتلال على عكس السنوات السابقة التي سادتها حالة الجمود حيث جاء هذا الحراك نتيجة لعدة عوامل وأبرزها ما تقوم بها القوات الإسرائيلية من انتهاكات وقيام المستوطنين من حرق للبيوت وسكانها متواجدين فيها
فلم تعد ظاهرة استخدام السكين في القرى والمدن الفلسطينية خافية على أحد وهذا يهدد أن تفشى هذه الظاهرة أكثر من ذلك وسوف يهدد ذلك المجتمع الإسرائيلي ككل
وبعد التصاعد الكبير في هذه العمليات وتحويلها إلى حرب استنزاف لجأ كل من الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني إلى الضغط على نقاط ضعف وألم الطرف الأخر , ففي حين لجأ الفلسطينيون من خلال عمليات الطعن والدهس إلى إصابة نظرية الأمن الإسرائيلي بالصميم من خلال زعزعة المعنويات الناتجة عن الشعور بالقوة لكون الطرف الإسرائيلي القوي في معادلات الصراع , لجأ الإسرائيليون إلى عمليات الإذلال عبر تقييد الحركة ومنع التجول وعمليات المداهمة وهدم البيوت وحرقها ولعل موضوع الحواجز التي تقيمها القوات الإسرائيلية في مواقع متعددة في الأراضي الفلسطينية وفى نقاط الاحتكاك ومداخل المخيمات والقرى , وهو أكثر المواقف تجسيداً لهذه القضية .
ويبدو إسراع الرأي العام الإسرائيلي إلى التعبير عن خيبة الأمل من حركة الاحتجاج الإسرائيلي وقياداتها حدث بتأثر أوساط مختلفة وعوامل مختلفة بعضها عالمي وبعضها محلي وبعض المتحدثين باسم أحزاب الائتلاف والناطقون باسم الشركات الكبرى وآخرون من ذوي المصالح المتضررة حيث أعلنوا تخوفهم من جراء العمليات التي يقوم بها الشباب الفلسطينيون سواء من الضفة أو من الداخل الإسرائيلي , وأعربوا أنه قد تؤثر هذه العمليات على السلوك الانتخابي الإسرائيلي وخاصة مع ازدياد العمليات وعدم القدرة من الحد منها
والسؤال يبقى هل نجحت هذه التضيقات في إخضاع إصرار الفلسطينيين وإرادتهم بالاستمرار بعمليات الطعن والدهس " ؟ والجواب يمكن أن نجده من خلال فرض المزيد من التضيقات والعقوبات على الفلسطينيين , الشيء الذي يمكن تفسيره على أنه استمرار لاعتقاد الاسرائيلين بأن استعمال المزيد من القوة يمكن أن تقود إلى إخماد هذه العمليات .