السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 31 كانون الثاني 2016


نتنياهو يكرر رفضه للمبادرة الفرنسية وعباس يرحب ويؤكد: "لا نريد مفاوضات لمجرد المفاوضات"
تناولت الصحف الإسرائيلية، موضوع المبادرة التي تنوي فرنسا طرحها لعقد مؤتمر دولي لتحريك العملية السلمية في الشرق الأوسط، والتي تحدث عنها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، يوم الجمعة، حيث ركزت وسائل الاعلام على الرفض الاسرائيلي للمبادرة مقابل الترحيب الفلسطيني.
وكان فابيوس قد اعلن يوم الجمعة، ان بلاده ستحاول المبادرة الى عقد مؤتمر دولي للسلام من اجل دفع المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية نحو حل الدولتين، مؤكدا انه يجب منع موت هذا لحل. وقال انه اذا فشلت هذه الخطوة فستعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية.
وكتبت "يسرائيل هيوم" ان إسرائيل تعتبر المبادرة "مضرة" و"تدعم الرفض الفلسطيني". ونقلت عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله ان "ابو مازن يقول اما كل شيء او لا شيء، وهو في الواقع يقول كل شيء وليس لا شيء، وفي اللحظة التي تطرح فيها مبادرات تدعمه، فإنها تبعده عن المفاوضات وهذا هو عكس ما يريدونه هنا"!
مع ذلك، كما كتبت "هآرتس" فإن القدس اوضحت بأنها في حال تسلمها لدعوة رسمية من فرنسا للمشاركة في مؤتمر كهذا فانه سيتم فحص الموضوع واتخاذ قرار.
ويوم امس، شددت إسرائيل من ردها على المبادرة الفرنسية، وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان "اسرائيل تتساءل ما اذا كانت فرنسا ستقترح عقد مؤتمر سلام مع داعش الذي يزرع وينشر الارهاب في فرنسا"!
وفي المقابل رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحرارة بالمبادرة الفرنسية، وقال، امس، خلال مؤتمر الدول الافريقية في اديس ابابا، انه يجب دعم المبادرة الفرنسية. واكد عباس: "لن نرجع الى طاولة المفاوضات لمجرد التفاوض، ولن نلتزم بالاتفاقيات مع اسرائيل من جانب واحد، ولن نوافق على مقترحات وترتيبات مرحلية واتفاقات مؤقتة".
وكان الامين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قد رحب، يوم الجمعة، بالمبادرة، وقال ان الفلسطينيين يرحبون بالفكرة الفرنسية لدفع التدخل الدولي الجدي بهدف انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967". وقال ان الفلسطينيين سيجرون اتصالا قريبا مع فرنسا ودول أخرى من اجل دفع المؤتمر الذي سيعتمد على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
في المقابل رفضت حماس الفكرة، وقال اسماعيل رضوان ان "كل الدعوات الدولية لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة غير مقبولة وعير مفيدة". وحذر السلطة من الموافقة على أي صيغة او عملية "تمس بالمبادئ والحقوق الاساسية للفلسطينيين". ووصف رضوان كل مفاوضات مع اسرائيل بأنها "مضيعة للوقت ولا معنى لها".
وتقتبس "يسرائيل هيوم" بعد ردود فعل المستوى السياسي الاسرائيلي على المبادرة، حيث قال حزب "المعسكر الصهيوني" ان "من شأن مبادرة سياسية إسرائيلية فقط ان يبقي في ايدي إسرائيل السيطرة على مستقبلها ويخرجنا من الضغط الدولي المتعاظم حول اعناقنا. وطالما لم يتم طرح مبادرة من جانبنا، سيواصل الفلسطينيون تسجيل انجازات".
وقال رئيس "يوجد مستقبل" يئير لبيد، ان "إسرائيل لن تمضي نحو المفاوضات تحت التهديد. يجب ان نذهب وفق شروطنا من خلال فهمنا بأننا لا نريد ويحظر علينا الوصول الى وضع نحاول من خلاله ابتلاع 3.5 مليون فلسطيني، لكنه لن يتم جرنا بالتهديد".
من جهتها قالت رئيسة حركة "ميرتس" زهافا غلؤون، ان "قرار نتنياهو رفض المبادرة الفرنسية يدل على ان كل حديثه عن الالتزام بحل الدولتين هو ليس اكثر من ضريبة شفوية واكاذيب. ربما يمتاز نتنياهو باكتشاف التهديدات، لكنه سيء جدا في اكتشاف الفرص والعثور على حلول".
وتعاملت الادارة الامريكية بحذر مع المبادرة الفرنسية. وقال مسؤول في البيت الأبيض ان واشنطن لا تدعم الاعتراف الفرنسي بفلسطين كدولة، "فموقفنا هو تفضيل اجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من اجل التوصل الى تفاهمات حول الاتفاق الدائم. مع ذلك لم ترفض الادارة فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، وقالت انها ستناقش الموضوع مع الفرنسيين.
تخوف اسرائيلي من سماح واشنطن بتمرير قرار دولي ضد المستوطنات
في هذا السياق، يكتب موقع "واللا" انه في الاقليم الدولي الحالي، الذي يحقق فيه الفلسطينيون الانجازات، واحدا بعد الآخر، فيما تفاخر اسرائيل بتحسين العلاقات مع قبرص، يعتبر الأمر الأخير الذي يرغب به رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو، الان، هو تكرار لعبة الاعتراف بفلسطين. لكن التهديد الفرنسي بالاعتراف بفلسطين، هو الموضوع الأقل مثيرا للقلق بالنسبة لإسرائيل. فما يقلقها بشكل اكبر الان، هو امكانية مبادرة القوى العظمى في مجلس الأمن الدولي، الى القيام بخطوة في موضوع المستوطنات او حدود الدولة الفلسطينية.
من الواضح انه لكي يتم تمرير مثل هذا الأمر ستكون هناك حاجة الى دعم امريكي او امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو، في صالح اسرائيل. ويصعب رؤية اوباما يفعل ذلك في موضوع حدود الدولة الفلسطينية، ولكن في موضوع المستوطنات، تبدو الصورة اقل وضوحا. فيوم امس الاول، فقط، نشر بأن الادارة قررت "تنشيط" القانون القائم منذ 1995، الذي يميز بين منتجات إسرائيل، داخل حدودها المعروفة، ومنتجات المناطق (المستوطنات). كما سبق للسفير الأمريكي دان شبيرو، ان قال قبل اسبوعين، بأن إسرائيل تدير جهازين قانونيين في الضفة، واحدة للإسرائيليين واخرى للفلسطينيين. وتعرض شبيرو الى هجوم شديد من قبل إسرائيل، لكنه حظي بدعم من البيت الابيض.
هذه الامور كلها تشير الى امكانية عدم قيام الولايات المتحدة باستخدام الفيتو اذا ما تم حصر التصويت في موضوع المستوطنات كمشروع غير قانوني. نتنياهو يعرف هذ الوضع، وذللك فانه يقيد البناء في المستوطنات. لقد ساعده ذلك حتى الآونة الأخيرة، ولكن امام نشاط وزير الخارجية الفرنسي، ليس من المؤكد ان ذلك سيكفي لفترة طويلة.
يحيموفيتش وعودة يهاجمان موقف هرتسوغ من حل الدولتين
قالت صحيفة "هآرتس" ان عضوي الكنيست شيلي يحيموفيتش، وايمن عودة، هاجما امس السبت موقف رئيس المعارضة البرلمانية يتسحاق هرتسوغ من حل الدولتين، وطالب عودة هرتسوغ بالاستقالة.
وبعد هجومها في بداية الأسبوع على رئيس حزبها يتسحاق هرتسوغ، بعد قوله للرئيس الفرنسي فرانسو هولاند بأن "هذا ليس الوقت للدولة الفلسطينية"، عادت يحيموفيتش وقالت امس انه من واجبها مهاجمة موقف هرتسوغ، واضافت: "في نهاية اسبوع تعرض فيه معسكر السلام الى هجوم شامل من قبل جهات اليمين المتطرف، بات واضحا للجميع بأن ما قاله هرتسوغ للرئيس هولاند كان خاطئا". واضافت: "من المؤكد انه ليس هذا هو الوقت لغمز اليمين. والتخلي عن المفاوضات السياسية هو موقف خاطئ. علينا قيادة الطريق السياسي وعدم الانحناء امام رؤية فقدان الامل التي يطرحها نتنياهو". ووصفت تصريحات هرتسوغ بأنها تتعارض بشكل مطلق مع سياسة حزب العمل.
وقالت يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) خلال مشاركتها في برنامج "سبت الثقافة" في كفر سابا، امس، انها قد تنافس على رئاسة حزب العمل، لكنها لم تقرر نهائيا بعد. ونفت ان تكون لديها نية للمنافسة على رئاسة نقابة العمال العامة.
وقال رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، خلال مشاركته في سبت الثقافة في حولون، انه "لا يوجد رئيس للمعارضة في إسرائيل. هرتسوغ هو ظل شاحب لنتنياهو والناس سيفضلون دائما الاصل". واضاف عودة انه اذا كان هرتسوغ يعتقد ان حل الدولتين ليس على صلة الان، فان هرتسوغ هو الذي ليس على صلة وعليه الاستقالة فورا. بوغي لا يستحق رئاسة المعارضة لأن جوهر المنصب هو طرح بديل للسلطة".
وجاء من مكتب هرتسوغ ردا على يحيموفيتش، ان "نتنياهو لا يتجرأ على التعبير مثل هرتسوغ، لأنه محاصر بالتبشيريين من اليمين المتطرف. هل تدعم شيلي رؤية الدولة العربية – اليهودية التي يطرحها هؤلاء؟ هل هذا هو سبب معارضتها لخطة الفصل التي يطرها هرتسوغ لمنع الدولة العربية – اليهودية وضمان بقاء إسرائيل دولة يهودية؟"
وردا على عودة قال المعسكر الصهيوني ان "عودة ينضم الى بينت ونتنياهو. لقد استسلموا للتبشيريين في اليمين المتطرف الذين ينزلون بنا كارثة الدولة العربية اليهودية. هكذا تسمع اقوال عودة عندما يرفض خطة الفصل التي يطرحها هرتسوغ لمنع هذا الخطر الكبير. خطة هرتسوغ تضمن رؤية الدولتين وتحافظ على اسرائيل كدولة يهودية. كما يبدو من المناسب لعودة بقاء بيبي في السلطة، لأن هذا يحقق اهدافه".
سكان غلاف غزة "يؤكدون" سماعهم لضجيج الحفريات في الانفاق ليلا
كتبت "يسرائيل هيوم" انه على الرغم من شكاوى سكان غلاف غزة، الا ان الجهاز الامني لم يعثر حتى اليوم على دليل يثبت حفر انفاق تحت السياج الحدودي، تصل من غزة الى اسرائيل. مع ذلك يسود التقدير بأن حماس تحاول ترميم قدراتها الجوفية واقامة شبكة اتفاق تشبه تلك التي كانت تقوم عشية الجرف الصامد، بل اكبر منها.
في هذه الأثناء يجد السكان صعوبة في النوم الهادئ. هكذا، على سبيل المثال، توجهت مجموعة من العائلات التي تعيش في بلدة "بري غان" على بعد 4.5 كلم من غزة، وكذلك في "نير عام" وبلدات أخرى، في الأيام الأخيرة الى الجهات الأمنية وادعت انها تسمع أصوات حفريات في ساعات الليل. وقالت استر نعيم من "بري غان": "اسمع طوال ساعات ضجيجا لا يتوقف. انظر من حولي ولا ارى احدا يبني او يهدم بيتا، وهذا في ساعات الليل، وليس من المعقول ان احدا يستخدم الشاكوش الهوائي في ساعات الليل". وأضافت: "تعقبت الضجيج طوال عدة ايام وليالي، ولكنه لا ينتهي. لدي مشاعر من الخوف لأننا نعرف جيدا ان حماس تواصل بعد الجرف الصامد، حفر الأنفاق".
رئيس المجلس الاقليمي "اشكول"، غادي يركوني، الذي يقيم في كيبوتس "نيريم"، على بعد 2 كلم من الحدود، قام بتسجيل اصوات الحفريات. ويقول ان "قوات الجيش تصل وتفحص الشكاوى، ولم يتم حتى الان العثور على أي دليل، لكن الخوف واضح ومفهوم ويعزز الحاجة الملحة الى تعجيل اقامة العائق على امتداد الحدود".
وقال مسؤول امني، امس، ان "معالجة الانفاق وتطوير العائق على حدود القطاع هو جهد قومي مكثف ومتعدد المنظومات، ويتم استثمار موارد كبيرة فيه. للأسف لا يمكننا، لأسباب مفهومة، كشف نشاطنا الكامل من اجل كشف الانفاق وتدميرها، لكن هذا العمل يجري طوال الوقت".
اكاديميون ايطاليون يطالبون بقطع العلاقات مع الاكاديمية الإسرائيلية
كتبت "يسرائيل هيوم" ان 168 اكاديميا وباحثا ايطاليا وقعوا على عريضة تطالب بإلغاء كل الاتفاقيات مع الجامعات الاسرائيلية. ويعمل الموقعون على العريضة في سبع مؤسسات اكاديمية مختلفة في ايطاليا. ومن بين المؤسسات التي طالبوا بمقاطعتها، معهد الهندسة التطبيقية في حيفا (التخنيون) بادعاء انه "يعمل في البحث العسكري وتطوير وسائل قتالية يستخدمها الجيش لقمع الشعب الفلسطيني".
وكتب الموقعون على العريضة انهم يشعرون بالقلق العميق، إزاء التعاون بين "التخنيون" والجامعات الايطالية، امام حقيقة دور "التخنيون" في تطوير جرافات D9 التي يستخدمها الجيش لهدم بيوت الفلسطينيين، ويحاول كشف الانفاق التي يسمح تدميرها بمواصلة الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة".
كما تدعي العريضة ان "هناك جامعات اسرائيلية تشارك في الابحاث العسكرية وتطوير منظومات اسلحة يستخدمها الجيش ضد الشعب الفلسطيني، وتوفر دعما لا يمكن انكاره، للاحتلال العسكري ولمشروع الاستيطان على أرض فلسطين".
اصابة اسرائيلي واعتقال فلسطينيين في القدس
كتبت "هآرتس" ان فتى (17 عاما) اصيب بجراح طفيفة جراء تعرضه الى الطعن، امس، في شارع السلطان سليمان بالقرب من باب العامود في القدس. وقال طاقم الإسعاف ان الاصابة جاءت في القسم العلوي من جسد الفتى، فيما قالت الشرطة انها اعتقلت مشبوهين في الحادث.
وحسب الشرطة فقد كان المصاب وفتى آخر عائدين من حائط المبكى عبر باب العامود، وهناك تعرضا الى هجوم من قبل فلسطينيين، فتمكن احدهما من الهرب فيما اصيب الاخر في ظهره. وهرب المهاجمان من المكان، وبعد فترة وجيزة اعلنت الشرطة بأنها اعتقلت قاصرين من سكان القدس الشرقية بشبهة طعن الفتى.
المتابعة العليا تطلق يوم التضامن مع العرب في اسرائيل
كتبت "هآرتس" ان لجنة المتابعة العليا لقضايا المواطنين العرب في اسرائيل، اطلقت يوم امس السبت، اليوم العالمي للتضامن مع المواطنين العرب في اسرائيل، والذي سبق وبادرت اليه. وتشمل المبادرة عقد مؤتمرات ومنتديات في 35 مدينة في إسرائيل واوروبا وامريكا اللاتينية، وغزة ورام الله.
وعقد المؤتمر المركزي في شفاعمرو، مساء امس، بمشاركة مئات الناشطين والممثلين للأحزاب السياسية العربية، بما في ذلك اعضاء الكنيست ورؤساء سلطات محلية عربية. وقالت اللجنة انه تمت المبادرة الى هذا اليوم في اعقاب المس المتواصل بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب في اسرائيل.
ويجري خلال المؤتمرات التي عقدت في مختلف انحاء العالم، عرض المصاعب التي تواجه العرب في اسرائيل، فيما تحدث الخطباء في مؤتمر شفاعمرو عن اهمية النضال من اجل تحسين اوضاع الجماهير العربية.
وقال رئيس لجنة المتابعة  محمد بركة، ان قرار تنظيم يوم كهذا، نبع من ازدياد التحريض على الجمهور العربي، والذي يقف على رأسه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفي اعقاب سياسة هدم البيوت واقتلاع قرى بأكملها في النقب، وكذلك في اعقاب تضييق المجال الديموقراطي". وقال بركة ان الهدف من هذا اليوم هو طرح هذه المسألة امام العالم كله، فمسائل الديموقراطية والمساواة والعنصرية والتمييز لم تعد مسائل محلية".
وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، ان "مطالب المواطنين العرب بالمساواة هي ليست مسألة منة او لفتة طيبة يتوقعونها من الحكومة. نحن مواطنون في الدولة ولكننا لن نتخلى عن هويتنا القومية. نحن نطالب بالميزانيات من منطلق مواطنتنا وبسبب عشرات السنوات من التمييز".
بايدن يتوسط بين نتنياهو واردوغان
كتبت "هآرتس" ان نائب الرئيس الامريكي، جو بايدن، اجرى مساء الجمعة، محادثة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وناقش معه الاتصالات الجارية لتحقيق اتفاق مصالحة بين إسرائيل وتركيا، حسب ما نشره البيت الأبيض. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع، انه استمرارا  للمحادثة، اطلع بايدن نتنياهو على نتائج محادثاته في تركيا، قبل عدة أيام.
وكان نتنياهو وبايدن قد اجتمعا على هامش اعمال مؤتمر دافوس الاقتصادي، في الأسبوع الماضي، وناقشا ايضا مسألة العلاقات الإسرائيلية – التركية. وسافر بايدن من دافوس الى تركيا، ونقل الى حكومة انقرة رسائل نتنياهو. وحسب البيت الابيض فقد تناولت المحادثة بين بايدن ونتنياهو، ايضا، موضوع القمة الثلاثية التي عقدت في نيقوسيا، يوم الخميس، بمشاركة نتنياهو ونظيره اليوناني والرئيس القبرصي، وتناول اللقاء مسألة تطوير حقول الغاز في حوض المتوسط.
ردود فعل اسرائيلية غاضبة على التجسس الأمريكي-البريطاني
تتابع "يديعوت أحرونوت" ملف التجسس الأمريكي – البريطاني على اسرائيل، والذي كشفت حيزا كبيرا منه في عدد امس الأول الجمعة (29 كانون الثاني)، وتنشر ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية تتعقبان ايضا، صاروخ "انكور شحور"، وهو صاروخ الهدف في مشروع منظومة الدفاع الصاروخي "حيتس"، بشكل يسمح لها بجمع معلومات قيمة عنه، كما تكشف وثائق "حملة الفوضوي" التي نشرها ادوارد سنودان، الموظف السابق في الاستخبارات الامريكية.
وتكتب الصحيفة ان "انكور شحور" هو الصاروخ الذي يجري اطلاقه من طائرات "اف 15" ، ليجسد الهدف خلال التدريبات التي تجريها اسرائيل  لمنظومة حيتس ومنظومات الصواريخ الأخرى التي تنتجها شركة "رفائيل" الإسرائيلية بالتعاون مع شركة "ريتان" الامريكية. ويتضح ان هذا الصاروخ كان ايضا من الاهداف التي تعقبتها اجهزة التجسس الأمريكية – البريطانية.
وقد اثار التقرير الذي نشرته الصحيفة، توترا كبيرا في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا. وقال وزير شؤون الاستخبارات الاسرائيلية يسرائيل كاتس، ان عملية التجسس هذه تنطوي على مس خطير بأمن دولة اسرائيل، مضيفا "ليس من المناسب ومن غير الاخلاقي ان تقوم الدول الصديقة بالتجسس على دولة اسرائيل. نحن لا نتصرف هكذا ازاء الولايات المتحدة، بل، في هذه الفترة بالذات التي يسود خلالها التعاون الاستخباري العميق، من المؤكد انه ليس من المناسب ان تجري عمليات من هذا النوع. سنضطر الى فحص المضوع واستخلاص الدروس لكي لا يتكرر الأمر."
وقال مسؤول سياسي رفيع ان هذه القضية تكشف ازمة الثقة العميقة بين اوباما ونتنياهو والتشكك في الموضوع الايراني. "كان من الواضح لنا بأن الأمريكيين يتجسسون علينا، وهذا مقلق جدا، لأنه يعني بأن كل اسرارنا مكشوفة"، قال المسؤول، وأضاف: "نقطة الانطلاق الان هي انهم يعرفون كل شيء ويصغون الى كل شيء. والاخفاق الاكبر يكمن في تفكيك التشفير، وهذا يشير الى نقطة ضعف وثغرة كبيرة يجب سدها بأسرع ما يمكن".
وقال الوزير يوفال شطاينتس، معقبا باسم الحكومة: "هذا لم يفاجئنا لأننا تعرف بأن الولايات المتحدة تتجسس على العالم كله، بما في ذلك اصدقائها، لكننا بالتأكيد نشعر بالخيبة".
مندلبليت يتسلم منصب المستشار القانوني غدا
كتبت "يديعوت احرونوت" ان المستشار القانوني الجديد للحكومة الإسرائيلية، ابيحاي مندلبليت، سيبدأ بشغل منصبه رسميا، يوم غد الاثنين، خلفا للمستشار يهودا فاينشتاين. وكان مندلبليت يشغل حتى تعيينه، منصب سكرتير الحكومة، وشغل قبل ذلك منصب النائب العسكري العام في الجيش الاسرائيلي، وهو جنرال (احتياط) ويحمل الدكتوراه  في القانون الدولي. وعلى الرغم من نجاحه في منصبيه السابقين، الا ان مندلبليت تصرف بشكل عام تحت رادار الشفافية، واهتم دائما في قراراته في الجيش، بالعمل تحت الهرم العسكري،  وليس ابراز نفسه.
كما انه لم يعمل خلال شغله لمنصب سكرتير الحكومة، بشفافية ازاء وسائل الاعلام، واظهر ولاءه الكامل لرئيس الحكومة نتنياهو، الذي دعم تعيينه لمنصب المستشار، علما ان هناك من يعتبر هذا ينطوي على قوة كبيرة، تفوق حتى قوة رئيس الحكومة نفسه. وتعتبر هذه القوة مصيرية بالنسبة لنتنياهو وزوجته سارة فيما يتعلق بالملفات المتعلقة بسلوكياتهما. وسيكون على مندلبليت الان الحسم في ملف مقر اقامة رئيس الحكومة في القدس والتهم الموجة الى عقيلة نتنياهو.
ويرى البعض في طموح مندلبليت لتسلم منصب قاض في المحكمة العليا، بشرى قد تثير الامل باحترامه للقيم الاخلاقية التي توجه المحكمة العليا، خلال شغله لمنصبه الجديد، وان يتخذ منها منارة في عمله.
مقالات
Non, merci (لا، شكرا)
يكتب بوعاز بيسموط  في "يسرائيل هيوم" ان وزير الخارجية الفرنسي سينهي منصبه قريبا. وفي عهد وزارة الخارجية الفرنسية، يصعب الحديث عن انجازات كبيرة للسيد لوران فابيوس: سوريا، داعش والارهاب العالمي، اوكرانيا، أزمة المهاجرين، وضع المسيحيين المتدهور في العراق، والاتفاق النووي المخجل مع ايران – هذه كلها حدثت في فترة ولايته.  فابيوس لم يكن سبب هذه الأزمات، ولكننا لن نتعلم في مدارس الدبلوماسية مساهمته لحلها. لكن فابيوس سيحزم حقائبه بعد قليل، ولذلك يريد ترك ميراث له.
اذن، ما العمل؟ هل يتم بذل جهد اكبر في سوريا؟ او اظهار حزم اكبر ازاء ايران؟ او بناء تحالف بري ضد داعش؟ لقد اضحكتمونا. من المفضل استخراج الجوكر الثابت: الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
ويعتقد فابيوس ان لديه وصفة لترك ميراث: سنعقد قريبا (لأنه لم يتبق وقت فانا ذاهب) مؤتمرا دوليا بمشاركة الولايات المتحدة، دول اروبا والدول العربية. واذا لم تنجح المبادرة الفرنسية (ولماذا ستنجح اليوم؟) ستعترف فرنسا بدولة فلسطين. عبقري. كيف لم يفكروا بذلك من قبل؟
حسب المبادرة الفرنسية، لن يكون امام الوفد الفلسطيني الى المؤتمر أي سبب يدعوه الى التسوية. فابيوس يخترع مفاوضات من نوع جديد. هذه ليست مفاوضات، وانما عيب خلقي. مؤتمر دولي مع نتائج معروفة مسبقا، ستسهم فقط في وسم إسرائيل في العالم وفي شوارع باريس على انها الجانب السيء والرافض. وابعاد ذلك معروفة.
يمكن لفابيوس ان يوفر مصاريف المؤتمر، ودعوة الضيوف وتنظيم المهرجان، رغم انه من الممتع دائما زيارة برج ايفل. كان من المفضل لو يعترف وزير الخارجية الفرنسي بفلسطين منذ اليوم ويوفر علينا كل هذه التمثيلية والاحباط الدائم. قلد فعلت السويد ذلك في 2014، مثل 70% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. يؤسفنا مسيو فابيوس، ولكن حتى في هذه الخطوة الدراماتيكية لن تكون خلاقا.
يجب وضع الاقتراح الفرنسي في السياق الصحيح. في اللحظة التي يطرح فيه كإملاء، فانه يتيح مسبقا لأحد الأطراف القول "Non, merci" (لا، شكرا) بالفرنسية. لقد سبق وكنا في هذا الفيلم في ربيع 2015 عندما حاول وزير الخارجية نفسه دفع مفاوضات في اطار فترة 18 شهرا. في حينه قالت إسرائيل لا، ولم تتحمس واشنطن، بل كان الرد العربي باردا. والفلسطينيين وحدهم، كما هو الحال اليوم،  تحمسوا طبعا. وفي شهر تشرين الاول، ايضا، كانت لدى الفرنسيين مبادرة لنشر مراقبين دوليين في الحرم القدسي ربما كجائزة للإرهاب الفلسطيني. التجربة تعلمنا ان مبادرات فابيوس تتبخر من تلقاء ذاتها.
حماس وإسرائيل في سباق جوفي ضد الزمن
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" تحليلا للأوضاع بين إسرائيل وحماس، جاء فيه ان الاخفاق الذي تمثل في انهيار النفق  الذي قتل فيه سبعة، على الأقل، من نشطاء الذراع العسكري لحركة حماس،  أجبر رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، اسماعيل هنية، على كشف جانب من نوايا تنظيمه. فقد قال هنية في خطاب لتأبين القتلى في المسجد العمري في غزة ان الجناح العسكري حفر الأنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة "من أجل حماية الشعب الفلسطيني وتحرير الأماكن المقدسة"، وفاخر بأن طول الأنفاق "يضاعف طول الأنفاق التي تم حفرها في (حرب) فيتنام"، وأوضح أن فترة الهدوء الحالي في غزة ليست فترة راحة، وانما يستغلها مقاتلو تنظيمه للتحضير للمعركة العسكرية المقبلة.
لقد ادعى هنية أن الأنفاق حققت "انتصارا استراتيجيا" على اسرائيل في حرب غزة (حملة الجرف الصامد) في صيف 2014. وأثنى على محاربي "شرق غزة" الذين يحفرون الأنفاق نحو العدو الاسرائيلي، بينما يواصل "غرب غزة" اجراء التدريبات اليومية على اطلاق الصواريخ نحو البحر المتوسط.
قتلى الأسبوع الأخير، وبينهم، حسب التقارير، ثلاثة من محاربي وحدة النخبة في حماس لحرب الأنفاق، ليسوا أول رجال التنظيم الذين اصيبوا في ظروف مشابهة. في العام الماضي، قتل على الاقل 12 ناشطا في احداث مشابهة وقعت داخل الانفاق. ولا يزال هناك اربعة مفقودين في الحادث الأخير.
في الأسابيع الأخيرة – منذ النشر الاول في "هآرتس" حول ترميم شبكة الانفاق الهجومية، سمعت تصريحات متبادلة بين الطرفين. فقد تطرق مسؤولون اسرائيليون، من بنيهم وزير الأمن ورئيس الأركان ووزير التعليم، الى إمكانية عودة حماس لشن هجمات عبر الأنفاق، فيما التقى ضابط من كتيبة غزة بسكان احد المجالس الاقليمية في المنطقة، وقال ان "حماس باتت جاهزة للجولة القادمة". ومن جانبها ردت حماس بتوجيه تهديدات عبر وسائل الاعلام الفلسطينية.
ما يحدث على الأرض ليس اقل اهمية. ازدياد الاخفاقات والحوادث التي واجهت حماس تحت الأرض يمكن ان يدل على ان هناك من يعمل جاهدا على اعداد الشبكة الهجومية الجوفية استعدادا لصدور قرار محتمل بالعمل. وفي الجانب الاسرائيلي، تم في الأسبوع الماضي، تصوير حفريات مكثفة للكشف عن الأنفاق، شرقي الجدار المحيط بالقطاع. من جهة الخصمين يبدو انهما يديران نوعا من السباق مع الزمن: لقد ضغطت حماس لاستكمال استعداداتها، في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على اكتشاف انفاق هجومية على أراضيها من خلال الافتراض بأنه يمكن للتنظيم استخدامها خلال فترة وجيزة.
نية التنظيم العودة لحفر الانفاق كانت واضحة منذ نهاية الجرف الصامد. لقد رفض التنظيم كل محاولة وساطة تضمن رفع الحصار المفروض على القطاع مقابل تفكيك اسلحته، والذي كان يفترض ان يشمل وقف تهريب السلاح وحفر الانفاق. وكما يتضح من اقوال هنية، امس الاول، فانه يعتبر الانفاق ورقة استراتيجية حيوية في كل جولة حرب مع اسرائيل. اذا ما عدنا الى تحليل الحرب الأخيرة، سنجد ان العمليات عبر الانفاق (ودخول الجيش الى اطراف غزة لتدميرها) هي التي سببت غالبية الاصابات في الجانب الاسرائيلي.  وقد وجدت إسرائيل ردا دفاعيا فاعلا على غالبية الصواريخ التي أطلقتها المنظمة، بواسطة القبة الحديدية، وتكبدت الخسائر في الأساس بسبب اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، والتي لم يتوفر لديها الرد التكنولوجي عليها.
منذ ذلك الوقت، من المرجح ان اعتماد حماس على الانفاق كسلاح هجومي، ازداد فقط. فلقد واجهت في البداية أزمة مع ايران، المزود الرئيسي لها بالسلاح (وهو شرخ تم لاحقا لأمه بشكل جزئي)، وبعد ذلك بدأت مصر بالعمل بنجاعة كبيرة من اجل تدمير واغراق الانفاق في رفح. لذلك اضطرت حماس الى الاعتماد في الأساس على الانتاج الذاتي لقذائف لا تتمتع بالمعايير الكاملة، وهي في غالبيتها ذات مدى محدود وقوتها على التسبب بأضرار مقلصة. في المواجهة المستقبلية المحتملة، قد يحاول التنظيم المبادرة الى خطوات مفاجئة كما فعل قبل سنة ونصف، عندما حاول شن هجمات بواسطة طائرات غير مأهولة وكوماندوس بحري. لكن إسرائيل اثبتت قدرة على احباط هذه الهجمات في 2014، وقبل عدة اشهر اوقفت مصر اربعة من رجال الكوماندوس البحري لحركة حماس في سيناء، حين كانوا في طريقهم للتدرب في الخارج، وهي خطوة يمكن الافتراض بانها الحقت ضررا كبيرا بالقدرات العسكرية لحماس.
من ناحية تفكيرها العسكري، يبدو ان حماس تقترب من الافكار الفعالة لحزب الله بعد حرب لبنان الثانية، رغم انها لم تنفذ حتى الآن. لقد اكدت تصريحات مختلفة لحسن نصرالله وقادة التنظيم الحاجة الى القيام بخطوة مفاجئة وفاتحة للحرب، تمنح التنظيم مكانة متفوقة في المرحلة الاولى من الحرب. وفسرت اسرائيل ذلك على امكانية مبادرة التنظيم الى عمليات كبيرة – كمحاولة السيطرة على بلدة إسرائيلية او موقع عسكري قرب الحدود لتنفيذ اعمال قتل واختطاف – في حال اندلاع حرب في المستقبل.
في 2014، لم تنجح حماس في تحقيق هذه المفاجأة لأن الحرب اندلعت بعد اسبوع من التصعيد على حدود القطاع، بدأ بعد العثور على جثث الفتية الثلاثة الذين اختطفوا في غوش عتصيون، من قبل خلية تابعة لحماس. اذا قررت الذراع العسكرية لحركة حماس المبادرة الى هجوم، فقد تحاول اقصاء القيادة السياسية، خشية ان تقيد خطواتها او لكي تمنع إسرائيل من اكتشاف المخططات مسبقا.
نقاط الضعف الكامنة في خطوة كهذه واضحة جدا. فالقطاع لم يتعاف بعد من الدمار الذي سببته الحرب السابقة مع إسرائيل، ولم يتم حتى الان ترميم الاف البيوت. ومن شأن جولة حرب اخرى ان تحمل دمارا اكبر واخطر. التفوق العسكري والاستخباري للجيش الاسرائيلي واضح جدا، وفي غياب مخزون كبير من الصواريخ الدقيقة والقاتلة، يتوقع ان يكون حجم الضرر الذي ستسببه حماس للجبهة الداخلية الاسرائيلية محدود جدا. ولكن الحصار المادي ومشاعر الحصار السياسي التي تواجه حماس قد تحفزها على العمل خاصة اذا وقعت القيادة العسكرية في اغراء الاعتقاد بان اختطاف رهائن إسرائيليين سيجبر إسرائيل على الاستجابة لصفقة اخرى لتبادل الأسرى.
هناك خطوتان يمكن ان تسرعان التدهور في القطاع: الاولى، محاولة حماس توجيه ضربة استباقية عبر عدة انفاق هجومية في آن واحد، خشية ان تكتشف إسرائيل الانفاق قريبا وتدمرها. الثاني هو نجاح محاولات التنظيم بتنفيذ عمليات كبيرة في الضفة الغربية وداخل الخط الاخضر، تحفز على رد اسرائيلي في القطاع.  لكن وقوع حرب اخرى في قطاع غزة هو ليس عملا مصيريا. ومنع اندلاع حرب كهذه يرتبط ايضا بإسرائيل، بالسلوك الموزون لقيادتها السياسية، الى جانب نجاح الجيش والشاباك بإحباط المخططات الهجومية لحماس.
تعلموا التحدث "بلهجة انسانية"
تكتب العقيد (احتياط) ميري ايزين، في "هآرتس" ان النائب يئير لبيد سافر الى اوروبا لمخاطبة قلوب الأوروبيين، ورئيس الحكومة سافر الى دافوس والتقى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، وعدد من قادة اوروبا وبقية انحاء العالم. وتعرض رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ الى التوبيخ من قبل زميلته في الحزب شيلي يحيموفيتش بسبب ما قاله خلال اجتماعه بالرئيس الفرنسي. من الواضح ان المحادثات بين هذه الشخصيات جرت باللغة الانجليزية، ومع ذلك فان القادة الثلاث – بنيامين نتنياهو ويئير لبيد ويتسحاق هرتسوغ – لم يتحدثوا باللغة ذاتها التي يتحدثون بها اليوم في اوروبا الغربية والولايات المتحدة، خاصة حين يتواجد الحزب الديموقراطي في السلطة.
تتعمق في العقد الأخير الفجوة بين الحوار الاسرائيلي والحوار الغربي. حتى عندما يتحدث الجانبان باللغة الانجليزية فانهما يتحدثان بلهجة مختلفة. إسرائيل تتحدث بلهجة "امنية"، بينما في اوروبا، والى حد كبير ومتزايد في الحزب الديموقراطي الامريكي، يتحدثون بلهجة "انسانية". كان يمكن حل الكثير من المشاكل المتكررة في الحوار بين الجانبين لو فهما بأنهما لا يتحدثان باللغة ذاتها.
في إسرائيل، يعرض رئيس الحكومة ورئيس المعارضة والنائب لبيد، الوضع في اسرائيل من وجهة النظر الأمنية، بل بمعيار ضيق من مصطلح "الأمن" – المعيار العسكري: تهديد اسرائيل، من الحدود الشمالية، ومن الجنوب، ومن الفلسطينيين في المناطق. اما في العالم الغربي، في اوروبا وكذلك في قطاع متزايد من الحزب الديموقراطي الأمريكي، فان الحوار يجري حول "الحقوق". والنظر الى اسرائيل يتم بمنظور حق الإنسان بالأمن الشخصي، وليس من منظور الأمن الجماعي أو القومي.
انا اتخيل الآن الذين سيصرخون بأن "ها هي واحدة أخرى تعتذر امام الاوروبيين. وما الذي تتحدث عنه؟ نحن على حق، وهم سيفهمون ذلك في نهاية المطاف، وكل الاحداث التي وقعت في السنة الأخيرة تثبت ذلك". ولكن، عندما يلتقي الاسرائيلي الذي يتحدث بلهجة امنية، مع الاوروبي الذي يتحدث بلهجة انسانية، يبدو الاوروبي للإسرائيلي، في افضل الحالات، كصاحب نوايا حسنة ساذجا، لا يفهم الأمور، او في أسوأ الحالات، كداعم للإرهاب ضد اسرائيل او لاسامي. وعندما يلتقي الأوروبي الذي يتحدث بلهجة انسانية بالإسرائيلي الذي يتحدث بلهجة امنية، يبدو له الاسرائيلي، في افضل الحالات، كمن يبالغ في خطورة التهديدات او كمتحمس لا يملك المشاعر، او في أسوأ الحالات، كمحتل متوحش يريد طوال الوقت تفعيل القوة والعنف.
تنعكس الفجوة في الحوار في المصطلحات التي نستخدمها – لم تتبق هناك كلمت غير مشحونة للحديث عن القضايا. "الفلسطينيين" او "العرب"، "الضفة الغربية" او "يهودا والسامرة"، "المقيمين" او "المستوطنين" – وحتى قبل ان نقول جملة واحدة، يكشف اختيارنا للكلمات ما هو موقفنا، ولذلك يبدو انه لا حاجة لإجراء حوار – لأن كل شيء يقال في حقيقة اختيار الكلمات المعينة.
وتنعكس الفجوة، ايضا، في التأطير – النظر الى اسرائيل كجزيرة في العالم العربي – الإسلامي، مقابل النظر الى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني كمصدر لمشاكل المنطقة. وصف اسرائيل كمحاصرة بالأعداء، مقابل وصفها بأنها دولة قوية تحارب الفلسطينيين الضعفاء الخاضعين للاحتلال.
الفجوة المتسعة في الحوار بيننا وبين الغرب هي عقبة يمكن ازالتها. بعد محاضرة قدمتها مؤخرا في جامعة كبيرة في العالم (درس فيها رئيس الحكومة)، كتبت طالبة تدرس للقب الثاني، بأنها جاءت الى المحاضرة وهي تتوقع بأن تكرهني وتكره اقوالي – فأنا إسرائيلية، وعسكرية متقاعدة، تمثل كل ما تعارضه هي – ولكنها فوجئت حين اكتشفت في نهاية الأمر بأن الاسرائيلي هو عنصر يمكن محاورته. التوجه الى المتحدثين باللهجة الإنسانية، باللغة والمصطلحات المعروفة لهم – حتى دون محاولة تبني افكارهم – يفتح الباب امام اللقاء بينهم وبين المتحدثين باللهجة الأمنية.
الكثير من الإسرائيليين يستثمرون جهدا في تعلم اللغة الصينية، من اجل زيادة قدراتهم في السوق الصيني الضخم. انهم يؤمنون بأن معرفة الكلمات والقواعد سيضمن لهم وللصينيين فهم بعضهم البعض. هل يمكن للإسرائيليين ان يتعلموا اللهجة الإنسانية من اجل التغلب على جزء من الفجوات بيننا وبين من نريد الحفاظ على علاقات معهم؟
فيلم سيء
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان فاروق حسني كان الوزير الأقدم، والاكثر بريقا واثارة، في الضراء والسراء، في سبع حكومات خدمت خلال فترة مبارك. انه رسام مبدع، مثقف، محب للحياة الجيدة ويكن كراهية كبيرة لإسرائيل. خلال شغله لمنصبه تسبب بالكثير من الفضائح، عندما دعا نساء بلاده الى التخلي عن النقاب، واطلق تصريحات مسمومة ضد اتفاق السلام واقسم بإحراق المكتبات التي ستعرض الترجمات الإسرائيلية.
في لحظة معينة، بعد 22 عاما في الوزارة، تطلع الى منصب الامين العام لمنظمة اليونسكو. فقد حان دور العالم العربي لطرح مرشح من قبله، وآمنوا في القاهرة بأن حسني يستحق الجلوس على الكرسي. لكنه حدثت مشكلة في حينه، حيث ثار الشك بأن إسرائيل تسعى لتصفية الحساب معه بسبب رفضه لكل تعاون في المجال الثقافي، وعرقلة تعيينه.
في حينه دعاني حسني الى القاهرة لتفنيد كراهيته لإسرائيل. وامضيت في حينه اربعة ايام مثيرة من التجوال بين المتاحف وحفلات الكونسيرت برعاية الوزير، وكانت القمة في المحادثة التي اجريتها معه في الفيلا الفاخرة التي يملكها على ضفاف النيل. في حينه قلت له: "قل لي يا سيادة الوزير، هل شاهدت بالصدفة الفيلم الاسرائيلي "زيارة الجوقة"؟ كنت متأكدة انه سيتهرب من الجواب بعد قيام مصر بإلقاء الفيلم خارج مهرجان الأفلام الدولي ونجاح نقابة الفنانين المصريين بإخراجه، ايضا، تحت التهديد، من مهرجان الأفلام في دبي.
وسارع وزير الثقافة المصري الى الكشف بأنه شاهد الفيلم الاسرائيلي مرتين، وقال "انه رائع، مع ذلك الممثل (ساسون غباي) الذي نجح بتقمص شخصية البطل المصري بشكل كامل". اذا، كيف نتقدم؟ سألته، لماذا أمرت بمنع عرضه لديكم؟ وقال لي في حينه: لا اريد أن يقوموا بإحراق دور السينما بحجة قيامها بعرض قصة حب بين مصري واسرائيلية. في حينه، قبل ثماني سنوات، عرض امامي الصيغة المصرية لرواية "جدار حي". "انا لا احلم بتنمية علاقات طبيعية على خط القاهرة تل ابيب".
وسألته مرة اخرى، كيف نواصل، هل تفضل ان نبقى عالقين مع مسلسلات التجسس عن عملاء المخابرات التي نجحت بخداع الموساد الاسرائيلي؟ واشعل حسني سيجارة ثم نفث الدخان. وبعد نشر اللقاء بشروني بأن ايدي خفية تلاعبت في مسألة الامين العام لليونسكو فخسر المنصب.
في الأسبوع الماضي، القت مصر مرة أخرى فيلم "زيارة الجوقة". لقد قرر اعلامي من محافظة بني سويف، في ضواحي القاهرة، القيام بمبادرة، واجرى اتصالا مع منتج "الجوقة"، عران كوليرين، وحصل منه على نسخة من الفيلم واستأجر قصر الثقافة المحلي. لكن الأمر جاء في توقيت سيء، الذكرى الخامسة للإطاحة بنظام مبارك، قمة التأهب الأمني. وارسلت وزارة الثقافة أذرعها الطويلة، والغت عرض الفيلم وتم تجنيد المحافظ لإجراء تحقيق معمق حول كيفية ولادة الفكرة المهووسة بالتعاون مع صناعة الافلام الاسرائيلية.
التاريخ يكرر نفسه: قريبا سيشغر منصب الامين العام لليونسكو، ومرة اخرى جاء دور العالم العربي لطرح مرشح.  وحسب المعلومات المتوفرة هناك مرشحين لهذا المنصب: شخص غير معروف من امارة قطر، وامرأة ذات سيرة ذاتية رائعة من مصر. القلب يميل الى دعم المرشحة المصرية، وهي دبلوماسية رفيعة ومعروفة، وناشطة من اجل حقوق النساء، وشخصية لامعة وبراقة. لكنه يمكنها ان تتكهن منذ الآن بأنه يمكن لإسرائيل أن تخرب على مسـألة تعيينها من وراء الكواليس.
هذا المنصب ينطوي على احترام كبير، وله الكثير من التأثير على التعاون في مجالات الثقافة والتعليم. وحتى ان لم تكن إسرائيل عضوا في لجنة التعيينات، فإنها تعرف كيف تجند وتُفعل من يجب تفعيله. الارتباك ليس بسيطا: من سيسبب ضررا اكبر- المرشح من الامارة البعيدة والغنية التي لا تربطها علاقات علنية بالقدس، ام المرشحة المناسبة من الدولة المجاورة التي وقعت معنا على اتفاق سلام لكنها تتهرب بإصرار، اليوم ايضا، من اظهار أي دليل على التطبيع.

2016-01-31