قال الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي في حواره مع قناة الحوار اللندنية أمس الإثنين “إنه لما وقع الإنقلاب في مصر كان على قناعة أن الدور سيأتي على تونس وأنه مباشرة على إثر ذلك تمت محاولة الإنقلاب على الشرعية.”
وأضاف “محمد مرسي في السجن وكأنني أنا في السجن، ولهذا فأن أهم خطاب ألقيته في الأمم المتحدة كان المطالبة بإطلاق سراح محمد مرسي وآنذاك تدخل الإماراتيون بمنتهى الوقاحة.”
وتابع الرئيس التونسي الأسبق في حواره حول انعكاسات الربيع العربي على الدول المغربية قائلا “ما دخلكم أنتم (في إشارة إلى الإمارات) فأنا أتحدث باسم دولة مستقلة اسمها تونس وأتحدث عن دولة مستقلة اسمها مصر فما دخلكم أنتم وهنا تفهم وقاحة هؤلاء الناس اللّذين نصبوا أنفسهم أوصياء على مشروع مصر.”
وفي 27 سبتمبر 2013، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفيرها لدى تونس، سالم القطام الزعابي، إلى العاصمة أبوظبي، في أعقاب هجوم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، على مصر ومطالبته بإطلاق سراح الرئيس المصري المنقلب عليه محمد مرسي.
وكرّر المرزوقي مستنكرا ما حدث “ما دخلكم أنتم اعتنوا بأموركم المادية وبعماراتكم وبأموالكم وما دخلكم في قرار دولة مستقلة. لقد أصبحوا يتدخلون بكامل الوقاحة وهذه من علامات الساعة.”
وفسّر المرزوقي ماذا يعني بعلامات الساعة قائلا “إن هذه الدولة تنصب نفسها وصية بما تملك من مال على مصير شعوب وأمم أخرى وهذا من علامات الساعة.”
وتساءل منصف المرزقي”بأي حق؟ من أعطاكم هذا الحق؟ أموالكم الرهيبة؟ اهتموا بها ونمّوها واتركونا ننمّي شعوبنا ودولنا وديمقراطيتنا، ولا تتدخلوا فينا.”
وكشف الرئيس التونسي أن هذا الموقف كان أول مشكلة مع دولة الامارات التي بدأ مسؤولوها يحتجون قائلين كيف لرئيس تونس أن يتدخل في الشأن المصري.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن صحيفة الخليج الإماراتية في شهر سبتمبر 2013، قولها إن تصريحات المرزوقي كانت تدخلًا فجًا وغير مدروس في شأن دولة ذات سيادة بحجم مصر، إضافة إلى أنها تشكيك في إرادة الشعب المصري، إلى جانب كونها دفاعًا مكشوفًا عن جماعة بحد ذاتها، لا حرصًا على الديمقراطية”، في إشارة إلى دعوة الرئيس التونسي من على منبر الأمم المتحدة السلطات المصرية المؤقتة للإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي.
وذكّر المرزوقي بأن قضية محمد مرسي هي أولا قضية انسانية بالأساس وأنه يحترم مرسي، وأنها ثانيا قضية تونس لأن المسار الديمقراطي قضية التونسيين وأنه ولولا فشل هذا المسار في مصر لما فشل في تونس ولما تجرّؤوا على ليبيا ولكن فشله في مصر أدّى إلى ذلك.”
وختم الرئيس التونسي الأسبق قائلا “أنا مع الثورة السلمية الديمقراطية في مصر ومع إطلاق سراح أخي محمد مرسي الذي أحييه وأحيي صموده ومع استئناف هذا المسار الذي لن تنفع في ايقافه أموال الدنيا والآخرة.”
واتهم المرزوقي دولة الإمارات خلال الأسبوعين الأخيرين في أكثر من مرّة وفي أكثر من دولة على غرار تركيا وفرنسا وتونس بوقوفها وراء الثورات المضادة والإضطرابات في عدد من دول المنطقة.
وقال خلال كلمة ألقاها في “مؤتمر ائتلاف الجمعيات من أجل الديمقراطية والحريات” بالعاصمة الفرنسية باريس يوم 24 يناير الماضي، إنّ “الإمارات تخلق أحزابا سياسية وشركات سياسية وتمولها لضرب الربيع العربي.”
كما أكّد في حواره مع صحيفة العربي الجديد الأربعاء 20 يناير أن ” الثورات المضادة التي قامت بعقل وتفكير إسرائيلي ومال إماراتي – أقول إماراتي على مسؤوليتي – وتنفيذ محلي، كان لديها غرفة عمليات موازية لغرف عمليات الثورات، وحرفت الثورات عبر المال والإعلام الفاسد، الذي نفذ أجندة الثورات المضادة.”
ولم يزر الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي دولة الإمارات منذ شهر سبتمبر الماضي رغم تأكيده في حواره مع صحيفة الوسط البحرينية مؤخرا أن العلاقات معها طيبة، في حين أكد مستشاره السياسي وقتها ووزير الخارجية التونسية الحالي، خميس الجهيناوي، أنه سيزورها خلال شهر أكتوبر 2015.
جدير بالذكر أن وزارة الخارجية التونسية استنكرت في بيان لها الجمعة 22 يناير الماضي، تصريحات المرزوقي بخصوص ”إقحام دولة الإمارات العربية في ما يحدث من أوضاع في المنطقة العربية”، مشيرة إلى أنّه من شأن هذه التصريحات تعكير أواصر الأخوة العميقة بين تونس والإمارات وتوتير العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين” كما وصفت الوزارة تصريحات المرزوقي ”باللامسؤولة” مشيدة ”بحرص دولة الإمارات حكومة وشعبا على مساندة تونس ودعمها على جميع المستويات”.