تتمحور القضايا هذه الأيام حول ذاتها، الأمر الذي أربك البعض وحير البعض الأخر في عدم وجود إرادة حقيقية للتعامل مع هذه القضايا وحلها ولو بنسبة قليلة، فترى البعض تارةً عاجزين عن التعامل معها وبالتالي التمكن من حلها أو درء مخاطر بعضها، وتارةً تراهم يتعمدون تميعها من خلال تأجيلها وترحيل بنودها، ولعل البعض يتسائل عن ماهية ونوعية هذه القضايا التي يتم الحديث عنها، غير أن هذه القضايا ليست خاصة وتهم شخص بعينه بقدر ما هي عامة وتطال الجميع، فلو نظر كل إنسان لذاته لوجد العديد من القضايا التي تقسم إلى فئات وتحاصره من جميع الجوانب ومع هذا لا يستطيع التعامل معها، فهنالك قضايا خاصة وقضايا عامة، ومنها العامة والخاصة في آنٍ واحد، كموظف راتبه لا يسد رمق وحاجة أطفاله، وعلى الجانب الأخر هنالك الغلاء الفاحش الذي بدأ يستشري بالمجتمع وينخر بعماده.
ناهيكم عن القضية السياسية والتي تشعبت وأصبحت قضايا داخلية وخارجية، ليس هذا فحسب بل تعدتها لتصبح داخلية داخلية... وهلم جرى، فتعددت القضايا وبعدنا عن الهدف، وبالتالي أصبح هنالك مماطلة وترحيل في جوانب من قبل البعض، وعدم حل وعجز في جوانب أخرى من البعض الآخر. وأما بالمجال الإقتصادي ومستويات المعيشة فحدث ولا حرج، خريجّين بالألاف وعاطلين بمئات الألوف، لا سياسات وخطط واضحة تستطيع أن تستوعب هذه الأعداد، ولا حتى تنمية لمشاريع خاصة تساهم في حل نسبي لهذه القضايا - فالضرائب بالمرصاد، وبالطبع هذا من جانب واحد، فكيف بالجوانب الأخرى في هذا المجال والمجالات والقطاعات المعيشية الأخرى.
وهنا لسنا بصدد تخصيص قضايا لمناقشتها ومعالجة ثغراتها، بل ما يهم بالدرجة الأولى الإقرار الذاتي بأن هنالك قضايا بحاجة الى إرادة حقيقية للتعامل معها، وتسخير كافة الطاقات سواء على المستوى الشخصي أو العام لحلها وتقليل فجواتها بحيث تتوائم وحياة الناس، وهنا الأساس في التعامل مع هذه القضايا يقع على عاتق المسؤولين والمسؤولين الحقيقيين، وليس أصحاب المأرب والفرص الشخصية، وإليكم الحرية بإختيار أساليبكم...