الإثنين 10/4/1446 هـ الموافق 14/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أطماع لا تنتهي ؟....عبد الهادي شلا

 تصدمنا أخبار الحروب وتنوع أسبابها أوذرائعها خاصة في وطننا العربي،ويفزعنا ما يجري في الخفاء من ضجيج مرة وهمس مرة أخرى دون أن نسمع ما يطمئن عن قرب إنفراج ،وإنما مزايدات وتقاسم أدوار تفوح منها رائحة تقاسم الغنائم في صراع لا يتوانى أي طرف عن تقديم أبنائه على مذبح هذه الأطماع التي مركزها وطننا العربي.

 

 

البشر يكدون بشقاء غير مسبوق جريا للحاق موكب التقدم التقني مرة واللهاث وراء توفير لقمة العيش التي كانت هنية إلى سنين قريبة ولم تعد كذلك في أيامنا التي استنزفت وقتهم أملا في يوم سعيد و مستقبل جميل.. وحدهم الحالمون في وسط هذه "المعمعة" من يحلم بمكان في عش جميل فوق شجرة باسقة دون أن تكون له القدرة على التسلق.

 

المواطن العربي هو الأكثر مصابا والأكثر تطلعا لإنهاء هذه الحروب فقد ذاق كل أنواعها عبر مراحل التاريخ فما قامت حرب فاصلة في تاريخ البشرية إلا وكانت البلاد العربية مسرحها وحلبة صراع المتحاربين لتفتح الباب لحقبة جديدة بتناقضاتها من الخسارة والمكسب،ولينقسم العالم مرة أخرى إستعدادا لحرب تعيد ترتيب أوراق مبعثرة هنا وهناك يخرج من رحمها منتصرأومنتصرون متحالفون وفي أكثر الحروب كان المواطن العربي هو الذي يعاني من نتائجها إما بإستعمار أو وصاية أو ثورة من بين ظهرانيه سرعان ما تلبس نفس الثوب وتبدأ به مرةأخرى.

 

الذين كتبوا وحللوا وهم كثر، ومازالوا يكتبون ويحللون إنما يقدمون شرحا معلوم كل تفاصيله لما يجري دون أن يكلف أحد نفسه بتصور ناجع يخرج الأمة من كبوتها،أو يقدم نصحا للحاكم أو للشعب.

 

 في أغلب الظن أن ما يصل أو يتسرب من أخبار هذه الحروب الدائرة في وطننا العربي إنما هي أخبار مسموح بها كي يلتفت إليها الجميع وينشغلوا في ترتيبها وينقسموا في تفسيرها بين مؤيد ومعارض فتتسع الشقة بين أبناء البلد الواحد لتقدم لنا المزيد من الفصائل والأحزاب المتحاربة والتي ضحيتها "أيضا" هو المواطن العربي !!

 

الحروب تستنزف قدرات الأمم وأن غياب الخطط والمراحل فيها وكذلك خوضها دون حسابات دقيقة ومعرفة بقدراتها إنما يجعل الأمر في نهاية المطاف خارج السيطرة ليترتب عليه المزيد من التبعات المرهقة في كل مجالات الحياة وتزداد صعوبتها حين تبتلع هذه الحروب الجزء الأكبر من ميزانيات الدول على حساب "المواطن" الذي يخوض هذه الحروب جسديا ومعنويا وماديا وتهوي به إلى الهاوية بدلا من استغلالها في البناء والتعمير وبناء الإنسان وعقله وإعادة التخطيط السليم لمستقبل أكثر أملا .

 

إن تعرض البلاد العربية لغزوات من جهات متعددة متنوعة التوجهات والأفكار لهو أمر خطير .

وأن تواجد دول غير عربية في سماءها وعلى أرضها لا يقبل تفسيرا غير أنه بداية إستعمار بصورة غير تقليدية مثل تلك التي لم يتعافى منها الوطن العربي بعد استقلاله.

 

ورغم أن الحديث في الغرف المغلقة يجري حول استراتيجيات جديدة حول التقينات والطاقة تجعل من الثروات العربية أمرا غير ذي بال كما تصوره وسائل الإعلام إلا أن هذه التقنيات والطاقة الجديدة مثل استخدام طاقة الشمس أو الماء وغيرها إنما تحتاج إلى وقت غير قصير كي يتم الاعتماد عليها كليا وتصبح سمة العصر والاعتماد عليها دون النفظ العربي.

 

 ولا يغيب عن الحسبان الموقع الاستراتيجي للسيطرة على كل ما ترى القوى المتحاربة أنها في حاجته حاضرا ومستقبلا ،و سيبقى مكانها الأهم هوالوطن العربي .

2016-02-19