الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من ينبغي أن تتجنب على موقع ' لينكد إن' للتواصل المهني؟


ألينا ديزيك.. كاتبة صحفية:

يقول البعض إنهم يفضلون إضافة جميع الأشخاص الذين يطلبون صداقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ذلك ليس من الحكمة، فعليك أن تتجنب المحتالين، ومندوبي المبيعات، وأن تتواصل بذكاء مع الجميع.

في كل مرة تدخل فيها إلى موقع لينكدإن، هناك رمز يذكرك بأن عدة أشخاص ينتظرون موافقتك على ضمهم إلى قائمة معارفك على تلك الشبكة. بعضهم غرباء يشغلون أعمالاً ووظائف مثيرة للإعجاب، بينما يمكن أن يكون آخرون أناسا سبق وأن تبادلت معهم الرسائل بالبريد الإلكتروني فقط.

إذا لم تكن متأكداً من علاقة هؤلاء بشبكة أصدقائك في نفس مجال مهنتك، أو ما إذا كان بإمكانهم أن يساعدوك في مهنتك، فأنت تتردد نتيجة لذلك. فهل تقبل دعوتهم للإنضمام إلى شبكة علاقاتك على موقع لينكدإن أم لا؟

إن معرفة كيفية التواصل المفيد على ذلك الموقع (وعدم قبول دعوات البعض) هو أحد الجوانب المعقدة في شبكة علاقاتك المهنية عبر وسائل الإعلام الإجتماعي، كما يقول أندي هيدوورث، من شركة التوظيف الإعلامي "سيرونا كونسلتينغ"، ومقرها في "وورثينغ" بالمملكة المتحدة.

ويضيف: "كثير من الناس يدخلون موقع لينكدإن بطريقة عشوائية بنية التواصل مع الآخرين". لكن التواصل مع كل من يظهر في طريقك بلا تمييز، يعني أنك لا تحقق الاستفادة القصوى من ذلك الموقع.

ويمضي قائلاً: "الأساس هو أن تخطط لما تفعل. أولاً: اسأل نفسك لماذا تريد التواصل مع شخص ما قبل أن تضيفه إلى قائمة أصدقائك. ومن ثم كن دقيقاً في تعاملك مع موقع لينكدإن. وإليك ما يقوله الخبراء عن كيفية ضبط قائمة من تتواصل معهم.

تجنب ممثلي المبيعات

إن من يستخدمون الموقع للترويج التجاري، سواء كان ذلك وكيل عقارات، أو ممثلين لشركات مبتدئة، يحرصون على الظهور وتقديم أنفسهم بمظهر مهني لائق، وبالتالي فإن دخول من لا تعرفه جيداً أو لا تعرفه على الإطلاق منهم إلى قائمة معارفك "من شأنه التأثير على مستوى وجودة شبكة علاقاتك"، كما يقول ديف ديلاني، مؤسس شركة "فيوتشرفورث"، وهي شبكة للتسويق الرقمي مقرها مدينة ناشفيل في الولايات المتحدة.

لكن ليس كل الروابط الخاصة بالمبيعات- والتي تعرف رقمياً بالروابط أو العلاقات "الباردة" - تستحق عدم الاكتراث. فجهات التوظيف التي تستخدم موقع لينكدإن للعثور على موظفين مناسبين يمكن أن تكون وسيلة جيدة لتسهيل العلاقات التي تخدم عملك، كما يقول ديلاني.

عندما تنقب جهات التوظيف في شبكة علاقاتك، فإن أصدقاءك على الموقع يعلمون تلقائياً أنهم علموا بوظائف محتملة من خلال صفحتك، وهو ما يجعل هناك قيمة أكبر للمعلومات الشخصية عنك (أو للملف الشخصي الخاص بك المعروف باسم 'البروفايل').

تجنب الأصقاء القدامى والمواعدات المحتملة

إن مجرد جلوسك بجوار شخص ما أثناء المدرسة في الصف العاشر لا يعني أن يصبح ذلك الشخص على قائمة معارفك. الشيء ذاته ينطبق على ذلك الشاب أو تلك الفتاة التي تحاول مواعدتك.

في الحقيقة، قد يؤدي قبول شخص ما لا علاقة له بمجال عملك أو تخصصك أو أنك غير متأكد من خلفيته المهنية إلى تشويه سمعتك المهنية، وقد يؤثر سلباً على صورتك لدى الأخرين.

من ناحية أخرى، يمكن لامتلاكك دائرة أوسع من العلاقات مع أشخاص تثق بعملهم ومؤهلاتهم أن يشكل رصيداً قيما لك عندما تفكر في الانتقال من عمل لآخر، أو إذا أردت تغيير مهنتك، كما يقول أندرو ستيفن، أستاذ التسويق في كلية سعيد لإدارة الأعمال (التي ساهم في تأسيسها رجل الأعمال وفيق سعيد) بجامعة أكسفورد.

ويضيف ستيفن: "إن بناء منظومة من العلاقات ليس بالضرورة هدفاً في حد ذاته لاستخدام موقع لينكدإن. فأنت تقوم بتكوين تلك المنظومة من العلاقات لأنك تعتقد أن هناك فائدة مهنية لا بد أن تنتج عن ذلك". وهذا لا يشمل بالطبع استمرار التواصل مع خطيبك أو خطيبتك السابقة.

كوّن علاقات مع أصدقاء المهنة

إذا قام شخص ما بنفس الخلفية المهنية بكتابة رسالة شخصية إلى ديلاني وضمنها مقدمة سريعة على لينكدإن فإنه في العادة يقبل الدعوة . وسبب ذلك أن كثيراً من الناس الذين يسعون لإقامة تلك العلاقة يضمنون رسائلهم محتوى ذا علاقة بمهنتهم أو بما يوحي بأن لديهم إمكانية اللقاء في المستقبل بأشخاص من نفس المجال.

هذا يوسع دائرة معارفك، وملفك الشخصي عندما يحين وقت البحث عن عمل أو ببساطة السعي لتأمين مصادر لمشروعك القادم.

إن كنت أنت الذي تسعى للتواصل مع الآخرين، فعليك أن تؤسس لتلك العلاقة أولاً وتمهد لها. يقول ديلاني: "ذكر الآخرين بجملة أو جملتين حول هويتك، ومن تكون، وكيف سبق أن تقابلتم، وذلك قبل أن تطلب الإضافة إلى قائمة الأصدقاء."

إضافة لذلك، من المهم أن يكون لديك فقرة تعريفية كاملة بك مع صورة قبل أن تقوم بطلب الصداقة.

تجنب المستخدمين الخاملين

تجنب الأشخاص غير النشيطين الذين لا يدخلون إلى الموقع كثيراً، أو يوجد قليل من المحتوى في صفحاتهم، فهؤلاء لن يكونوا مفيدين عندما تبحث في الموقع عمن يمكن له مساعدتك.

يقول هيدوورث: "إذا لم يكن هناك شيء أو محتوى كاف على صفحتهم، فمعنى ذلك أنهم لا يتعاملون بجدية مع الموقع".

كثير من المستخدمين الخاملين على الموقع يمكن أن يكونوا مجرد حسابات مزورة أو مزيفة، خصوصاً تلك الحسابات التي تظهر بلا صورة أو ماضي مهني محدد.

في هذه الأيام، حتى الحسابات النشطة يمكن أن تكون مزورة. ويقول هيدوورث: "يصادفنا عدد كبير من الحسابات المزورة، وأحياناً تكون بدرجة مبالغ فيها من الجودة والإحكام". ويضيف: "البحث عن أسماء هؤلاء والشركات التي يعملون بها في مواقع الإنترنت الأخرى يمكنك من اكتشاف التزوير".

ضع في الاعتبار أن شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت لا تشجع على التواصل مع أشخاص لا تعرفهم شخصياً. ولذلك تعمد هذه المواقع على تحديد عدد الأشخاص الذين يمكن أن تضيفهم إلى صفحتك.

كما تقول ماي تشو المتحدثة باسم موقع لينكدإن، فإن أكثر الناس استعمالاً لموقع لينكدإن لديهم متسع لنحو 500 صديق، تجنباً للعبة الأرقام التي يمكن أن تصل إلى آلاف العلاقات. وتضيف في رسالة بالبريد الإلكتروني: "نؤكد دائماً للأعضاء بأن المسألة تتعلق بالكيف وليس بالكم".

تواصل مع من لديهم أفكار مميزة

التواصل مع أشخاص لا تعرفهم شخصياً ليس فكرة سيئة دائماً، خصوصاً أن بعض هؤلاء الذين لا تعرفهم قد يكونون من أصحاب المناصب العليا في مجال عملهم.

واحرص أيضا على التواصل مع القادة الذين يكتبون ملاحظات شخصية عميقة، وينشرونها، أو يتبادلون الأخبار المتعلقة بمجال عملهم مع الآخرين، كما ينصح ستيفن من جامعة أكسفورد.

فهذه الأفكار المتعلقة بمجال عملك من الصعب أن تجدها متوفرة خارج موقع لينكدإن، وهي تؤدي إلى مساعدتك على البقاء مطلعاً ومتابعاً لما يجري من تطورات في مجالك.

كما أن بعض الروابط العامة تجعل صفحتك مفيدة لأنها تساعدك على تلقي أخبار متعلقة بمجال عملك فور حدوثها، دون الحاجة إلى أن تشترك في نشرات إخبارية إلكترونية.

ويقول ستيفن: "احرص على بناء شبكة علاقات تزودك بمحتوى جيد ومفيد" على موقع لينكدإن.

2016-02-21