ادانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) وبشدة الأطراف المسؤولة عن التفجيرات التي حدثت في السوق بمنطقة السيدة زينب جنوب ريف دمشق يوم الحادي والعشرين من شباط والتي تسببت بمقتل وجرح العشرات من المدنيين السوريين والفلسطينيين وعبر موظفو الأونروا عن أحر تعازيهم للعائلات المكلومة السورية والفلسطينية ويتمنون الشفاء العاجل للمصابين.
ومنذ عام 1948، استضافت السيدة زينب لاجئي فلسطين داخل مخيم رسمي في المنطقة.
وفي حين أن العدد الإجمالي للوفيات والجرحى لم يتم التثبت منه لغاية الآن، حيث أن العديدين من الأشخاص لا يزالون في عداد المفقودين، إلا أن تقارير موثوقة تفيد بأن الانفجار قد أودى بحياة 120 شخصا تقريبا. ومن بين أولئك الضحايا كان هنالك 31 لاجئا من فلسطين، بمن في ذلك الطالبة في إحدى مدارس الأونروا إسلام محمد التي تبلغ الثانية عشرة من عمرها والتي توفيت مع والدتها؛ وإبن أحد معلمي الأونروا الطفل محمد إبراهيم بكر الذي يبلغ الثالثة عشرة من عمره والطفل نور محمد عيسى الذي يبلغ الخامسة من العمر والذي قتل ووالدته وذلك بالإضافة إلى السيدة الموظفة لدى الأونروا كوثر إبراهيم والتي قتلت هي وطفلها الذي يبلغ من العمر ستة أشهر وشقيقتها وشقيق زوجها. كما قتل في الحادث أيضا والدة أحد معلمي الأونروا.
والسيدة كوثر إبراهيم من مواليد آذار من عام 1985، وكانت قد انضمت للأونروا في عام 2009 لتعمل بوظيفة مساعدة مشروع في مكتب مشروع إشراك الشباب التابع للوكالة في السيدة زينب. ويوفر هذا المشروع التدريب المهني مثلما يعمل على خلق فرص معيشية للشباب. والسيدة إبراهيم هي الموظف الخامس عشر للأونروا الذي يتعرض للقتل نتيجة النزاع المسلح في سورية.
ويقدر عدد الأشخاص المصابين جراء الانفجار بحوالي 150 شخصا. ويشمل هذا العدد 28 لاجئا فلسطينيا، 13 منهم من الأطفال؛ بمن في ذلك الطفل أيمن صالح الذي يتلقى العلاج في المستشفى والذي وصفت حالته بأنها حرجة. إن الأحداث التي وقعت يوم الحادي والعشرين من شباط تأتي في أعقاب التفجيرات التي وقعت في السيدة زينب يوم الحادي والثلاثين من كانون الثاني والتي أدت إلى إصابة 35 شخصا بجراح ومقتل 50 شخصا آخر، بمن فيهم الطالب في مدارس الأونروا حمزة الناظر الذي يبلغ الثامنة من العمر.
ويفيد شهود عيان على الحادث الذي وقع في 21 شباط بوقوع ثلاث انفجارات متتالية سريعة بالقرب من ثلاثة مدارس أساسية. ففي حوالي الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر ذلك اليوم، وقع الانفجار الأول على بعد حوالي 40 مترا من مدرسة الفاطمية، وهي مدرسة حكومية تستخدم من قبل أطفال لاجئي فلسطين. وأدى ذلك الانفجار إلى تحطيم البوابة الرئيسية للمدرسة وإطارات ستة أبواب إلى جانب تهشيم زجاج نوافذ الغرف الصفية مما أدى إلى إصابة الأطفال والمعلمين بجراح نتيجة الزجاج المتطاير. ووقع الانفجار الثاني على بعد حوالي 100 متر من مدرسة الست للبنات، فيما وقع الانفجار الثالث على بعد حوالي 200 متر من مدرسة آلما. وقد تسببت الانفجارات بإصابة الجميع بالذعر، وتحديدا الأطفال. وفي أعقاب التفجيرات، ساد جو من الرعب والتشتت والارتباك في منطقة السيدة زينب.
والأونروا تدين وبأشد العبارات الممكنة أولئك الأشخاص الذين تسببوا بهذه المذبحة الطائشة والتي كانت تهدف عمدا إلى قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص المدنيين. إن مثل هذه الأفعال الشنيعة والمشينة ينبغي أن لا تصرف أنظارنا عن السعي وراء التوصل لحل تفاوضي وسلمي ودائم للنزاع المسلح في سورية.
ومن خلال أنشطتها للاستجابة الإنسانية وخدماتها في مجال الرعاية الصحية والتعليم والإغاثة، ستواصل الأونروا دعمها ومساعدتها للاجئي فلسطين في سورية والذين يبلغ عددهم 450,000 لاجئ، بمن في ذلك أولئك الذين يعيشون في منطقة السيدة زينب.