كلما شددت رحالي نحو عوالم لم تعتدها عيناي، نفضت عني حساباتي وتوقعاتي،
علّى أجد مفاجأتي في هذا المكان أو ذاك،أو أكتشف الكنز الذي لم يكتشفه سواي
أذهب بشوق العاشق الولهان، المتلهف لخليلة أبعدها الزمان
وما إن تطأ قدماي الأرض اليباب حتى أشعر بها تتحرق شوقاً للقياي
وما بين هنا وهناك، أجد هنا ما يشبه كثير مما هو هناك
ولكنهم هناك مضوا في طريقهم ليصلوا هناك
لكننا هنا بقينا هنا ولا نزال نحاول أن نفهم ما نراه في المرآة العاكسة
يقولون كوكبنا قد حانت ساعته
وأقول بل هو عالمنا في حالة انتحار جماعي
ويعاني من تآكل داخلي
وكأننا نقدم القرابين لإثبات الولاء للدين الجديد
العالم يوشك على الزوال في زاويتنا
أما عندهم، فالشمس مازالت تشرق على نهارات جديدة وصحوات حضارية
الربيع فصلها الوحيد والأخضر سيد ألوانها
أينما حللت، عدت محملة بدروس جديدة
وفي السفر اكتشف كنوز الحضارات والثقافات
وفي هذه المرة كان الدرس بسيطا
وجاء عابرا
سمعت شروحا مطولة عن معالم حضارية
في دولة كانت لها صولاتها وجولاتها في سابق الأزمان
لكن من كان هناك يعرفني على تماثيل رجالات الدولة العظماء
توقف عن شرحه ليقول: "لا أعتقد أنهم عظماء، ربما كانوا كذلك
لكنهم في هذا الزمان لا يستحقون ما حصدوا من ألقاب
لما اقترفوا من غزو وقتل ونهب، نحن دولة سلام ونريد أن نبقى كذلك، ولا نأبه بما سجله هؤلاء العظماء في كتب التاريخ"
ما بين هنا وهناك دروس وعبر
ما بين هنا وهناك تتجلى فوائد السفر