السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تبا لمن يتوضأ بدموع الوطن و يصلي بمحراب الفساد...جمال ابو هلال

لا يجوز وغير مقبول بالمطلق ان تكون شريفا ولصا في نفس الوقت هذا على الصعيد الشخصي ولكن في المعادلات وفي المسائل الوطنيةالمصيرية فإما ان تكون وطنيا او لاتكون لكننا في هذا الزمن نسمي أغلب الأشياء بغير حقيقتها واسمها الأصلي حتى التبس ذلك على كثير من الناس فأصبحوا يرون الحق باطلاً والباطل حقاً فالمناضل مناضل والعميل عميل والخائن خائن ولا شيء آخر. فكم من هؤلاء يعيش بيننا و كم من فاسد سرق المال العام في المؤسسات العامة و مازالوا يسرقون بل و أكثر مما مضى..هذا المال الذي يسمونه بمال الدولة و الذي هو في الحقيقة مال الشعب هم يعيشون كالكائنات الطفيلية على دماء الشهداء والاسرى وفقراء الوطن من عمال وفلاحين. لم يعد سراً حجم الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية والخاصة 'مؤسسات الانجزة'  فأصبح لدينا طبقة من اللصوص..والاكثر وقاحة ان هؤلاء اللصوص يتفاخرون بحجم ثرواتهم الهائلة وصاروايتعالون على الناس الشرفاء والأحرار والمناضلين وابناء جلدتهم..ان هذا الوباء الاقتصادي والاخلاقي يدمر القيم الاصيلة التي تعود عليها الشعب الفلسطيني منذالخليقةهؤلاء يعيشون كمصاصي دماء دم الشعب والمواطن في مجتمع يعيش غالبية مواطنيه في فقر مدقع ورواتب هزيلة لاتكادتسد كفاف يومهم هؤلاء الأثرياء الجدد في الوطن الفلسطيني يتزايدون هم واعوانهم فعدد كبير من رؤوس الفساد والتي استباحت هذا الوطن الفلسطيني طوال السنوات العشرين الماضية تغولت يشكل لايطاق باسم الوطنية لتغطّي على عار فسادها وفساد ابنائهم االفاسدين .

هؤلاء في غالبيتهم يحضون بمراتب عليا منهم الوزراء والسفراء ووكلاء ومدراء كبارو رؤساء مؤسسات اهلية وخيرية واصحاب رؤس الاموال التي التقت مصالحهم بهؤلاء وشكلوا معا طبقة جديدة في المجتمع الفلسطيني ..طبقة القطط السمان كما يقولون الاحوة المصرين. ان الثورة الفلسطينية عبدت بالدم منذ اكثر من قرن من الزمان ولا تزال التضحيات تجري في عروق الشعب الفلسطيني فالى متى يستمر النهب للمال العام من دون رقابة أو محاسبة او عقاب ؟عندما يتحد المال و"السلطة"، تتبدل المبادئ وتختفي القيم، وتذوب مصلحة الوطن لتطعن خاصرته "المآرب الخاصة" و"المصالح الشخصية" التي تصب أموال الشعب في جيوب قلة من المستثمرين مستثمري الوطن . هم متحكمون في مقدرات السلطة، ويديرون استثماراتها بشكل أشبه بحكومة ظل لا ترى منها إلا أفعالها التي تنعكس على حياة كل مواطن حيث الكساد والفقر والضيق والبَردفي حين ينعم هؤلاء بأموال السلطة الفلسطينية بدفىء الاموال التي نهبوها وينهبونها من خزينةا الدولة. هناك أيضاً مسألة أخلاقية وراء ذلك إذ أن إعطاء المال للحكومة هناك 'قطط سمان' آدمية انتفخت وانتفشت وأكلت الاخضر واليابس من قوت الشعب والمواطن وأصبحت جزءا من المنظومة السياسية الحاكمة وطبقةخاصة لم يكن لها وجود سابقا في المجتمع الفلسطيتي وأصبح لديها الخدم والحشم يعدون لهم موائدهم العامرة وبقايا اطعمتهم تقدمها لفقراء الوطن كهبات وتبرعات واعتادت هذه الطبقة ان تمشي بزهو وكبرياء ودلال ولها عادات وطباع لافتة للنظر ولا بني البشر من اهل الوطن!

لكن رغم ذلك هناك صراع خفي يدور بين هؤلاء على الامتيازات والمناصب والرتب المدنية والامنية وتصل احيانا الى حد التخوين والصراع العلني والخفي وقد زاد هذا الصراع في الفترة الاخيرة وانكشفت عورة هؤلاء اللصوص . ان رصد هذه الصراعات الخفية في سرايا السلطة"ومؤسساتها العامة والخاصة المدنية والعسكرية اصبحت على العلن فهذه الطبقة تتحرك وتقوم بافعالها وتحرك الأحداث مثل مسرح العرائس وتتصدر المسرح السياسي الفلسطيني أن قوائم هذه الطبقة من الأغنياء شهدت أسماء تدعي الوطنية والنضال والثورة وساندها في ذلك اعلام مزور وصحف ومحطات صفراء تمجد تاريخهاالنضالي المزور . ان ما يحدث في الوطن يدفعنا إعادة التفكير في هذا الفساد الممنهج حيث إن هذه الطبقة من أصحاب هذه الثروات أصبحوا يسعون إلى الحصول على مناصب سياسية مهمة وقيادية مستغلين في ذلك ثرواتهم الطائلة ليظهروا في مقدمة صفوف القوى والنخب الحاكمة تنظيميا وامنيا ليصبح "زيت السلطة في دقيق رجال السلطان".

2016-03-10