الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نقطـــــة نظـــــــام ... بقلم د. أحلام نتيل

لقد حدثت في الآونة الأخيرة وقائع هامة تبعثنا إلى التوقف عندها والتحقق منها ولو باليسير.. والمحاولة للإجابة عن تساؤلاتها.. أما الواقعة الأولى: سمعنا منذ فترة عن محتوى الرسالة الخطيرة التي نشرتها صحيفة "الغادريان البريطانية"  والمنسوبة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون "إن صح الخبر"... والتي ذكرت فيها عن إعطاء اسرائيل الضوء الأخضر لقتل (200.000) مائتي ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة، وعدلتها بعد مراجعة صعبة وقاسية على نفسها لتجعلهم (20.000) عشرون ألف فلسطيني من ضمنهم أطفال المدارس... وذلك تصحيحاً لأخطاء الرئيس أوباما للحفاظ على حلفهم الديمقراطي في المنطقة، بالاضافة للتفكير بحل قضايا مهمة تخص شعبنا!... هذه التصريحات وضعتنا أمام تساؤلات عدة، حول أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي البوابة التي دخلوا منها إلى المنطقة، والتي للأسف مازالت تنخر في قاعدتها.. أليس هذا بكل معاني ولغات العالم يعني قتلاً متعمداً في ظل موافقة ضمنية لمن يلف لفيفهم، وموقف خجول وصامت من دول أخرى!! ثم من كل هذا أين يقف القانون الدولي!! القيم الأخلاقية والإنسانية!! أم هل هذا قانون الغاب تتغنين به في حين تدعون قتالكم لمن هم يمارسونه وصولاً لمصالحكم .. هل هذه هي ديمقراطيتكم!!

في خضم ذلك .. تذكرت موقفاً على ضوء فضيحة مونيكا لوينسكي عندما سألت زميل لي عن موقف هيلاري إزاء ما فعله زوجها الرئيس السابق لأمريكا السيد كلينتون، ووصفتها بالمرأة الحديدية حينها .. أوقني زميلي قائلاً تمهلي في الحكم .. ليس الهدف الحفاظ على الرابط الأسري بقدر ما يكسوها من طمع وغرور لأنها تسير باتجاه ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية، رغم أن ذلك لم يكن ظاهراً بالمطلق، فالأصل يغلب.  

أما الواقعة الثانية: التصريحات الايرانية التي تناقلتها وسائل الإعلام.. على لسان سفيرها في لبنان المدعو محمد فتح علي، عزم بلاده صرف (7000$) للشهيد، و (30.000$) للمنزل الذي يهدم... هذه ايران وتسعريتها والمميزات الجديدة التي سعرت بها كرامة الشعب الفلسطيني ووطنيته بحجة دعمه في وجه الاحتلال ... وإن دل ذلك فهو يدل على مصيبة قادمة وقريبة جداً لشعبنا وايران تطمئن هذا الشعب وتقول له ولا يهمك سعرك محفوظ .. بالجملة ومفرق كل شي تمام... أليس هذا تجاوزاً للشرعية!! ألم يكن هذا خرقاً لكل القوانين بما فيها القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين الدول!! ونعود ونقول أم هو قانون الغاب!!

وأما الواقعة الثالثة داخلية: كلنا تابعنا اضراب المعلمين في المحافظات الشمالية ... طيب كلنا مع إعطاء المعلمين حقوقهم ونؤيد طالما وفق القانون والخطوات المتسلسلة من كيفية الحصول على الحقوق .. بس أنا أعرف أنه قبل الاضراب المفاجئ بيومين، كان وزير التربية والتعليم السيد صبري صيدم على شاشة معاً التلفزيونية، والوزير أفرد خطته كاملة للمرحلة القادمة والتحسينات والعمل الدؤوب للوصول إلى تعليم أفضل من كافة النواحي التي تعني الهيئة التدريسية والطلاب والمسيرة التعليمية .. وكان جاهز ورد على جميع التساؤلات ولم يترك شيئ.. في حين يوجد الكثير من الوزراء لم نسمع منهم كلمة واحدة بشأن خططهم المستقبلية .. هنا أنا لا أدافع عن الوزير ولكن مجرد خواطر جالت في عقلي الصغير ... نتفاجئ أن حشد كبير من المعلمين والقيادات المجتمعية تخرج تطالب وتندد وتصعد ..

أما الاجابة فتكون وحدة الصف والهدف هي الطريق للخلاص من أزماتنا ومشاكلنا الداخلية، وإعادة النظر في علاقاتنا الخاصة، وأن لا تكون على حساب مصلحة شعبنا ومسيرتنا الوطنية التي توارثتها الأجيال..

أما نقطة النظام :: للقيادات .. للمعلمين والمتعلمين ،المثقفين والموظفين، العاطلين عن العمل والشباب والصبايا والمجتمع المدني أين حشودكم وخروجكم ومظاهراتكم لتنددوا بمن سيسفك دماؤكم وبدم بارد، ولتقولوا للسيدة كلينتون نحن شعب الكرامة والأخلاق والقيم الانسانية .. نحن ليس بدم رخيص القضاء عليه بسهولة ... كنت أتمنى الحشود الجماهيرية لا تعد ولا تحصى لنقول لإيران ولتركيا وغيرها لا نريد أموالكم الملوثة بالدم من أجل مصالحكم الشخصية وإرضاء أمريكا ... اين أنتم يا شعب الجبارين لتخرجوا آلاف الآلاف لتقولوا كفاكم ذبحاَ بنا فالسيل بلغ الزبا ... تخرجوا لتقولوا كفانا انقسام ونحن موحدين ولا نريد أموالكم الملعونة ... فنحن آمنا بالدفاع عن أرضنا... انمينا انتمائنا لوطننا ... حمينا ترابنا الذي تشبع بدماء أجدادنا وآبائنا وأبنائنا.. صبرنا وصابرنا بدموع أعيننا التي نزفت ليل نهار من أجل شهدائنا وأسرانا.. من أجلك فلسطين.

2016-03-10