ربما كان مجتمعنا بحاجة ماسة الى ما هو اكبر واعمق من اضراب المعلمين. كي يصحو ويستفيق من سابته العميق. او من خدر اوسلو الذي شل كل اعصاب المجتمع وافقده الاحساس بكرامته وحياته .وعلى الرغم من ان الظاهر لانقسام المجتمع .يشير الى اضاءات اخرى .الا ان الانحطاط والخواء القيمي في روح المجتمع .وطرق التعاطي مع القضايا اليومية الحساسة التي تواجهه.لا زال هو سيد الموقف.سيما وان انقسامه لم يعد انقساما سياسيا او ايدولوجيا في الرؤى للمستقبل .او انقسام في طرق ادارة جهود المجتمع لانتزاع حقوقه من غاصبي ارضه وصانعي مأساته.لان هؤلاء لم يعودو وحدهم اعداءه. بعد ان اصبح العدو داخل كل بيت من بيوته او خيمة من مضارب بدوه ومخيماته اوقراه واحياءه الفقيرة والمهمشة .وباختصار وبعيدا عن استحضار نماذج من التاريخ .لوصف حالنا المريع .او الاستدلال على مأساتنا. يكفي ان نتأمل حالنا لمدة دقيقة. او ثانية من صحوي ضمائرنا.لنعرف حالة الانحطاط الشامل التي وصلنا اليها.
نحن مجتمع منقسم الى قسمين .الاول يتشكل ممن هم داخل قوالب الادارة العامه لشؤون المجتمع. والتي هي قوالب ليست لنا من اصلها.حيث لا قالب التربية والتعليم هو قالب فلسطيني في اصله ومبناه.وان كان من فيه فلسطينيين معلمين واداريين وطلاب .ولا قالب الامن هو قالب فلسطيني وان كان بعض من حشرو فيه ابطال ومناضلين سابقين .ولا قالب الصناعة والزاعة هو قالب فلسطيني. ولا قالب الخدمات والمحروقات والهواء والمواصلات والتخطيط والاعمار والاسكان هو قالب فلسطيني. ولا قالب التجارة والجمارك والضرائب هو قالب فلسطيني. وان كان من يعمل في اطاره فلسطيتيون. ولا قالب الاخلاق والاجتماع والذوق والاداب والفنون هو قالب فلسطيني .ولا قالب الفصائل والاحزاب والتنظيمات هو قالب فلسطيني .ولا قالب القيادات والساسه والمسؤولين هو قالب فلسطيني ايضا .بالتالي فان كل من حشرو انفسهم في هذه القوالب التي فصلت لنا من الغير. وصممت لقتلنا وتصفية قضيتنا .يقبضون ثمن عار سكونتهم على ما هم فيه من قوالب مهينه ومذلة الى حد العبودية .وبقية المجتمع يدفع ثمن وطنيته ويغرم الغرمة الكبرى في سبيل كرامته التي لا تتعدى حدود الحياة الادمية .وما يليق بالادمية من كفاف الرزق والخدمات. وربما اهدار مياه الوجه على ابواب من هم في قوالب الغير. من اجل الخبز الحاف الذي لم يعد مجتمعنا تحت ادارة هذه القوالب يعرف سواه.
ان التشخيص المنصف لحالنا الراهن .يؤكد بكل انواع البراهين والحقائق .اننا قد انزلقنا الى الدرك الاسفل من الانحطاط والخواء القيمي .وحتى الاحساس بادميتنا .فماذ يعني ان تستمر ازمة تعليم ابنائنا وان كانت وفقا للقالب الذي هو ليس قالبنا طوال هذه المدة؟؟ اين المسؤلين والفصائل من هذا الضياع؟؟ ولماذا لا يبادر المجتمع الى كنسهم وسوقهم الى القضاء؟؟ام ان قالب القضاء لم يعد هو الاخر قالب فلسطيني ليحاسب المسؤلين عن هذا الدمار الشامل في حياتنا الادمية؟؟
ان الحكومة التي تقف عاجزة امام ازمة من هذا النوع .ليست حكومه ومن حقنا وصفها بعصابة الفشلة .اوعصابة المغتصبين لحق المجتمع في الحياة .واعتبارها حكومة مخربين متساوقة مع الاحتلال في تدمير كل موقومات حياتنا ومستقبل اجيالنا .وان المسؤولين الذين يقفون متفرجين على بشاعة تعاطي هذه الحكومة مع قضايا شعبهم الاساسية .ليس مسؤولين ويجب ان يغربو عن وجه شعبنا والى الابد
الم يشبعو من قبض ثمن العار الذي اوصلو مجتمعنا اليه؟؟ام انهم اصبحو كالمومسات يستمرؤون بيع اللحم مقابل فلوس العار في الشوارع والامكنة الموبوءة؟؟والله بكفي يا ناس اكنسوهم بالكنادر فشعبنا يستحق افضل من هذه الوجوه البالية وهؤلاء الحثالات السفلة. والى ان يتم ذلك فانني ادعو المعلمين ان يكونو اكثر مسؤلية عن حياة المجتمع.وان لم يتمكون من العودة الى مدارسهم يعودون الى التعليم البيتي كما كان يحدث في عهد الانتفاضة الكبرى. وان لا يتركو طلابهم فريسة للجهل وسوء تصرف الحكومة والمسؤولين وادعو كل قوى المجتمع الفلسطيني كل مدنه وقراه ومخيماته ومضاربه البدوية الى التحرك الجاد والنزول الى الساحات والميادين لانهاء ازمة تعليم ابنائنا وتصويب وتصحيح كل مسارات حياتنا الوطنية وانهاء انقسامنا بين قبيضة ثمن العار والغرامين لكرامتهم الادمية