من حق الفلسطيني في كافة أماكن تواجده أن يطلق صرخة رعب دفاعية جراء وضعه الآيل الى الهزيمة في ظل انهيار اسس المجتمع الفلسطيني ،وعدم وجود قيادة يومية للشعب تقود نضاله التحرريّ والإجتماعي، في كافة أماكن تواجده تقريبا. في مخيمات الفلسطينيين في الخارج لايوجد قيادات ميدانية تعاني معاناة شعبها الذي ترك بلا رعاية، بل هناك قيادات ابهرها التمثيل الدبلوماسي الوهميّ،أنا أتلقى رسائل شيه يومية،من ابناء المخيمات في لبنان، تفيد بأن هناك فجوة واسعة مابين الجماهير "والقيادات" الفلسطينية هناك،قيادات تمشي بمواكبة "مرافقة" لا لزوم لها وعندما يحتاجهم احد من أبناء جلدتهم يتكلمون معه بإزدراء،وكأنهم وضعوا في مراكزهم لتعزيز الإحباط ، والإنكسار ،والدونية في نفسية اللاجئ الفلسطينيّ،وإن دلّ ذلك على شي فإنما يدل على أن الصندوق"الأسود"الذي يقودنا من خلف ستار مسيطر عليه بعناية ليزداد وضعنا النفسيّ والمعنويّ سوءاً ورداءة،ناهيك عن الممثليات الدبلوماسية في دول ماكانت تسمى دول "الطوق" يفضل هؤلاء "الممثلين" اليذين فضلوا أن تكون علاقاتهم بأجهزة مخابرات تلك الدول على حساب الجاليات الفلسطينية التي من المفترض انهم يمثلونها،ليزداد الفلسطيني قهرا وعذاباً،ومعاناة. متى يطلق الفلسطيني صرخة رعب؟ على مايعتريه من خوف وألم نفسي،وجوه الفلسطينيون أصبحت "تستطيل"وتتشوه من شدة القلق والخوف،تكاد أعينهم تتلاشى جراء رعبهم،ونكاد أفواههم أكثر إتساعاً من صراخهم ومعاناتهم،حتى في الدول الأوروبية الجاليات الفلسطينية أوضاعها ليست على مايرام،هناك بون شاسع بينهم وما بين من "يمثلهم" وماحصل مؤخرا في صوفيا مع الشهيد "الشاهد" عمر النايف يفترض أن يدق ناقوس الخطر للمعنيين. الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يقف على جرف هاوٍ،جراء الاجواء الكابوسية المرعبة التي تعتريه، وتحيط به،وهناك صرخات مكتومة لكنها مدوية،لن يقبل الفلسطيني استعلاء وعدم مبالاة من "يمثله" لا في الداخل ولا في الشتات،قضية وقت ليس إلا،وتنطلق من اعماقه صرخات رعبٍ دفاعية، فهل تبقى من راشدين في مايسمى "م ت ف"أم أن الرتق إتسع على الراتق؟