الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أفواه ستبقى مكمومة .. طالما لفئة مهمشة بالمجتمع... بقلم: سماح سامي الهندي

بعض الناس يظنون أنه مصطلح يطلق على الإناث فقط، بالطبع فعواقبه وآثاره على المرأة أضعاف آثاره على الرجل, فمجرد التفكير بالكلمة يُفقِدها الكثير مما يحق لها التمتع به في هذه الحياة.

لم أتحدث عنه اليوم من ناحية أسباب ومصاعب تواجه الشباب خاصة في قطاع غزة مثل ما يُقال عنه عادةً من بطالة وانخفاض مستوى الدخل وغلاءٍ في تكاليفه وعدم المقدرة على تحمل المسؤولية ماديًا.

إنها العنوسة؛ فهي لم تعد آفة تصيب الكثير من المجتمعات فقط, بل معضلة تهدد نفسيات الكثير من الإناث مكمومة الأفواه, بحكم الحياء والعادات والتقاليد وغير ذلك من  موانع التفكير حتى بحقهنّ بالزواج.

لم أضع اللوم على أوضاع اقتصادية وحال البلد المُتردّي ماديّا فقط, فمن الممكن أن تُحل هكذا أسباب وتفتح أمام الشباب في أي وقت, لكن الأفكار الراسخة في العقول والأسباب الاجتماعية أكثر تعمقًا وتأثيرًا على هذه الظاهرة.

ندّعي التقدم والتحضّر وأننا في عصر أعطى المرأة الكثير من حقوقها, ولكن عند الحديث عن الزواج فنلجأ لما ترغمُنا عليه عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.

فمن غير المقبول في مجتمعنا أن تطلب الأنثى حقها في أن  تحظى بزوج وأن لا تكون في عداد اللاتي يفوتُهن قطار الزواج, فمن غير الجائز إشعار أحد بما تعانيه من حرمان ولا بد أن يبقى الصمت حليفها، حتى أن تناقش الأهل في متطلباتها لهذا الزواج يعتبر عيب كبير.

النظر للشاب نفسه لم يعد كافيًا لكي تقبل به العائلة زوجًا لابنتها, بل يتم غربلة أصله وفصله كما يقولون بالبحث عن أتفه العقبات التي قد تمنع هذا الزواج, فلم يعد الإيمان والتقوى وصلاح الشاب مقياسًا بل الاسم والحسب والنسب أقوى المقاييس لقبوله، وبالرغم من أن الضرر أولًا وأخيرًا عائد عليها فلن ولم يحق لها التفوه بما تريده وما تتطلع إليه، وكل حين نتساءل ونحن على علم بمسببات الشيء، فلفظ عانس يجرح المرأة أكثر من الرجل، في مجتمع لا يشفق على المرأة التي لم تتزوج بل يوسمها بالنقص، وذلك لما من أسباب ومبررات تُعطي له الحق في إعراضه بأن يتزوج أو تأخره بالزواج, لكن الأنثى..! فما هي الأسباب التي إذا سألت عن سبب تأخرها بالزواج التي من الممكن أن تضعها كمبرر يرفع من شأنها في وسط مجتمعِ لا يرحم في نظرته لها.

عند زواج فتاة من شاب بعد علاقة حب فلا تسلم من ألسنة الناس ذات العقول المتمسكة بالخلفيات الهدامة, فعليها أن تبقى تعيش في أجواءٍ خرافية تنتظر المنقذ لها من بيت تكون به في هذه الفترة في عداد الضيوف، يحاول الشاب الحصول على حقه بالزواج ولو بعد تخطيه الثلاثينيات من العمر, وإن لم يرغب أو لم يقدر على الزواج في بلده يلجأ للزواج من الأجنبيات لسهولته وتدني تكاليفه وحتى يحصل على جنسيات يستفيد منها في حياته, فكما يقولون "إذا عرف السبب بطل العجب".

لكن الأنثى..! هل بيدها أن تضع حلول  مقبولة لو تأخرت بالزواج ؟!

هل من المسموح لها النظر لهذه الحياة بتوسع كما هو مسموح للرجل.؟

برأيكم؟؟ ما هي الحلول والعلاجات التي من الممكن أن نضعها للحد من هذه العادات القبيحة في مجتمعٍ بات أقبح مما تخيّلت؟!

2016-04-16