الوسط اليوم-وكالات:منذ عدة أسابيع والأحاديث تسري في الشارع الفلسطيني بخصوص ترتيبات جديدة على المعابر الفلسطينية الإسرائيلية الأردنية سواء في خدمة قديمة جديدة وهي خدمة الشخصيات المهمة «VIP» وكذلك أحاديث عن إمكانية وصول الفلسطينيين إلى الأردن في سياراتهم الخاصة. فيما سرت شائعة عن خروج وفد فلسطيني إلى الأردن لمبايعة الملك عبد الله الثاني.
كل هذه الإشاعات اعتبرت في الشارع مؤشرا على عودة الخيار الأردني أو «الكونفدرالية» على طاولة البحث كون إسرائيل لم تعط الفلسطينيين أي شيء منذ وصول السلطة الفلسطينية قبل أكثر من عشرين عاماً.
وفيما يتعلق بخدمة الشخصيات المهمة، فإن مصادر قالت لـ «القدس العربي» اللندنية، إنها ستبدأ بالعمل اعتباراً من منتصف مايو/ أيار المقبل لكن تفاصيل الاتفاق الثلاثي الأردني الفلسطيني الإسرائيلي ستنتهي خلال أسبوع على الأكثر. ولا تتوقف هذه الخدمة عند المعابر فقط وإنما قد تبداً الرحلة من منزلك في الضفة الغربية حتى وجهتك النهائية في العاصمة الأردنية عمان لكن مقابل إضافة مالية على الرسوم الأصلية للخدمة.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن رسوم هذه الخدمة ستتراوح ما بين 130-150 دولارا أمريكيا، وهي ضغف المبلغ الأصلي الذي يدفعه الفلسطيني العادي للمرور على المعابر الثلاثة في طريقه من فلسطين إلى الأردن. كما أن المباحثات مستمرة بخصوص «عروض» على سفر العائلة كاملة بالنسبة للسعر حيث لن يحتسب طفل تحت الثانية من عمره وستكون هناك خصومات خاصة للعائلات التي ستستخدم هذه الخدمة.
وكانت هذه الخدمة متوفرة في عام 2003 للشخصيات المهمة على المعابر، ففي الأردن هي حصرياً لشركة السهم الذهبي، وفي إسرائيل لشركة لوفر، وفي فلسطين على ما يبدو ستذهب لشركة مقدسية كون التنقل في الضفة الغربية أسهل بالنسبة لها من شركات في الضفة الغربية كون السيارة تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية.
لكن الشارع الفلسطيني هاجم هذه الخدمة على أنها للأغنياء فقط ولكسب المزيد من الأموال من الفلسطينيين الذين يعانون بشكل كبير على المعابر خاصة في فصل الصيف والعطلة السنوية حيث يعبر الآلاف يومياً من الضفة الغربية إلى الأردن ومن ثم إلى وجهتهم في العالم كون الأردن هو البوابة الوحيدة المتاحة لهم.
كما تسربت في الأسبوع الحالي إشاعات لكنها لم تؤكد من أي مصدر تفيد بدراسة جدية لاقتراح قديم بخصوص سفر الفلسطيني في سيارته الخاصة من الضفة الغربية إلى الأردن مقابل مئة دينار أردني تدفع على الحدود. لكنه ليس من المعلوم إن كانت هذه الرسوم للطرف الأردني وحده وبالتالي سيدفع الفلسطيني عند المعبر الفلسطيني وكذلك الإسرائيلي مبالغ أخرى.
ورغم عدم التأكيد سواء من الجانب الأردني أو الفلسطيني إلا أن الفلسطينيين يريدون فعلاً مثل هذه الخدمة أكثر من خدمة الشخصيات المهمة على المعابر كون التنقل ما بين الضفتين الغربية والشرقية سيكون أسهل وتستطيع العائلة العبور حتى ولو لإجازة نهاية الأسبوع والعودة إلى فلسطين بسهولة كبيرة في سيارتها الخاصة.
وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء الذين يستخدمونها مع كافة هذه التفاصيل المتعلقة بشكل مباشر في الأردن.
وذهب الكثير من المعلقين للتذكير بأن خيار الكونفدرالية مع الأردن هو من أقدم الخيارات، لكن بعد فك الارتباط بين الضفتين الذي أعلنه الملك الراحل الحسين بن طلال توقف الحديث عنها. إلا أن الحديث تجدد الآن خاصة وأن إسرائيل لم تعط للفلسطينيين أي شيء ولم تقم الدولة الفلسطينية بعد أكثر من عشرين عاماً على وصول السلطة الفلسطينية.
كما أن الواقع على الأرض بسبب المستوطنات قطع أوصال الضفة الغربية إلى معازل منفصلة عن بعضها البعض تدار عن طريق «معابر» أو حواجز عسكرية يتحكم بها الاحتلال الإسرائيلي، لذلك فإن فرص قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 67 بات ضئيلاً بسبب الممارسات الإسرائيلية وفرض أمر واقع جديد على الأرض.