إكتمل العرس الوطني الديمقراطي بجامعة بير زيت بفوز الكتلة الإسلامية على الشبيبة الفتحاوية والذي غاب هذا المشهد الديمقراطي عن شطري الوطن سنوات وسنوات ...
العرس الوطني الذي رافق جامعات الوطن بالضفة الغربية وصولاً إلى جامعة بيرزيت لا بد هنا أن لا يحسب بمفهوم الربح والخسارة فنحن لسنا بصدد الحديث عن معادلة حسابية أو مرابحة تجارية.
فإن أردنا الحديث بعمق نابع من مفهوم تنظيمي ووطني وإنساني فنجد ان كل من شارك بالتصويت عبر صندوق الإنتخابات هو فائز ومنتصر وذلك يعود إلى تجسيد الحالة الوطنية الديمقراطية التي غابت عن المشهد السياسي لشطري الوطن نتيجة الانقسام السياسي البغيض.
ومن الممكن أن ما جرى من انتخابات طلابية بعرسها الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع أن تكون الخطوة الأولى على طريق الإنتخابات السياسية العامة وإنهاء الانقسام لأن الجماهير تشعر بعودة الروح للجسد حين اقتراب شعاع النور والأمل لعودة اللحمة الوطنية من جديد وإن كان النفق بعيد فالانتخابات الطلابية بالضفة الغربية كسرت حاجز الجمود وأنارت الشمعة على أول الطريق.
رسالتيا إلى شبيتنا الفتحاوية بجامعة بيرزيت :-
عليكم استخلاص العبر والنتائج وإعادة التقييم من أول وجديد لأن الإخفاقات لها عوامل ومسببات والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر :-
العمل النقابي التنظيمي يجب أن يأخذ استقلالية تامة بالعمل والفكرة والبرنامج
والمصمون ولا بد أن لا يكون العمل النقابي هو عمل موسمي عندما تقتضي الضرورات.
وكما يجب ملامسة واقع الشريحة الطلابية التي تعد طليعة ونخبة المجتمع ومراعاة ظروفها وملامسة احتياجاتها بشكل دائم ومستمر حتى تنمو الثقة والمصداقية المتبادلة بين الطالب والأطار النقابي.
إخفاقات لها عوامل ومسببات ...
وبعيدا عن محاكاة الإطار النقابي فهنا لابد أن نتطرق إلى عزوف الناخب نوعا ما عن التصويب للشبيبة الفتحاوية بانتخابات جامعة بير زيت الذي يعود من وجهة نظرنا للحالة السياسية السائدة بالشطر الآخر من الوطن "ضفتنا الغربية " فالحديث
عن التنسيق الأمني والمباهاه بطرحه والمغالاة به جعلت الناخب يشعر بأن هناك حالة من التوأمة الأمنية عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني مع الاحتلال برغم بأن ما يقارب ثلثي شهداء صرخة القدس وأكثر هم من ابناء فتج.
وناهبك عن عدم وضوح الرؤية السياسية للسلطة الفلسطينية في إدارتها مع الصراع الإسرائيلي وانسداد الأفق لأي حلول قادمة التي أرخت بستارها على الوضع العام الفلسطيني والتي منها الشريحة المجتمعية الطلابية ومروراً بالأنقسام السياسي بين شطري الوطن.
وفي السياق ذانه بات واضحاً للعيان بأن حركة فتح تعاني حالة من الترهل بصفوقها القيادية التي ترغب بامتلاك زمام الأمور حتى آخر رمق من خلال تغييب الصوت الشبابي بالحركة والعمل على سياسة الإقصاء والتهميش بحقه وعدم إعطاؤه الفرصة لإمتلاك زمام المبادرة بالعمل التنظيمي.
والأهم قد بات من الواضح أيضاً بان الخلافات التنظيمية الفتحاوية داخل البيت الواحد التي صنعها المتربصين و المتآمرين علي حركة فتح واللذين هم وللأسف من عقر دارها وصفوهها الأولي أصبحت تلقي بظلالها على الواقع الجماهيري الفتحاوي والذي أصبح منقسم على ذاته بسبب سياسة الإقصاء والتفرد والتهميش والحالم بوحدة فتح والحال الذي أضحى بفعل فئة بعينها بعيد المنال ومحال ....!؟
وختاماً ...
إن توحدت فتح انتصرت وانتصر الوطن بكل مكوناته وان تمزقت فتح ضاعت البوصلة في مهب الرياح وغرقت سفينة النجاة لغياب القبطان الزعيم والحكيم.
ويبقي الأمل بالأعراس الطلابية الديمقراطية التي شهدتها ضفتنا الغريبة أن تعمم وتصبح نموذجاً سياسياً واقعياً يحتذى به بكل مرافق الحياة السياسية لكافة أرجاء الوطن.